الأحد، 5 أبريل 2015

ماسر سملندية .. ماسر سملندية .

مع بذوغ فجر  30 / 6 الذي يمكن أن نعده فجرا فارق بين عصرين وشعبين
فبينما اجتمع الرجعيون، الظلاميون، الإرهابيون، من الإخوان المسلمين، ومن دار في فلكهم من المخطوفين ذهنيا ينشدون مصر إسلاميية في ميدان رابعة ، كان قدر الله الغالب يسوق لماسر رسولين مبتعثين بالملة السملندية الجديدة ، في الحقيقة رسي الحال على رسول واحد، وكان فيه البركة بصراحة ، واستطاع الرسول ذو الزي المموه، إقالة الرسول أو الغريم ذو الخلفية الشرطية وتسلم الأيادي؛ وعندها بدأت تتأسس أركان الملة السملندية.
وبغض النظر عن أن الإحصائيات تثبت أن أكثر من 95% من قتلى العام الماضي في العالم كانوا من مسلمي بورما ووسط أفريقيا ومالي وفلسطين والعراق وسوريا.
وبغض النظر عن أن بانكيمون أعرب عن قلقه في العام الماضي 180 قلقة أغلبها على مذابح راح ضحيتها مسلمين. إلا أن مذبحة شاريابدوا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك إن كل الإسلاميين ولاد ستين في سبعين.

قامت الملة السملندية على أكتاف دعاة مثل الشيخ ميزو رضي الله عنه وأرضاه، هذا الإمام القادم من أقبية حزب التجمع الشيوعي العتيد في الإلحاد، وعلى كريمة المعروف بميله للعمة الخومينية السوداء، وعلى العلامة الحبر صاحب الدعوة المثمرة (طوبى لمن قتلهم وقتلوه ) ، وحمل عبئ نشر هذه الملة السملندية الجديدة أعلام الفكر والثقافة الإسلامية مثل صاحب الحمالات الذي في فمه ماء ، ومثل إسلام أبن البحيري أبن جامعة زلمكة في جزر فسو، كما اعلنت نخب المجتمع الثقافي والفني مباركة الملة الجديدة فكانت دعوة نوال السعداوي للناس للتعري ودعوة ميسرة ممثلة الإغراء لحماية مكدسات المجتمع ، وانبرت الناسكة إلهام ابنة شاهين لتعلن دخولها في الدين الجديد.
أركان الديانة السملندية .
العقيدة السملندية قامت لهدم أركان العقيدة الإسلامية المتوحشة التي تعتمد على نصوص لها ألآف السنين صنعت ملياروحتة من الأتباع المتوحشين، الذين يطمعون في قتل باقي المليارات الستة من البشر أتباع باقي الملل الموجودين على سطح الكرة الأرضية.
وبناء عليه كان لزاما على الدعوة الجديدة أن تجدد الخطاب الديني، وتنسف النصوص القديمة التي تسببت في هذا العنف المستطير، فقرر العلامة الحبر ابن البحيري شن هجوما حاسما على السنة النبوية التي جاء ليفضح عرضها وعرض من دونها بل وعرض أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة ، وجاء الذي في فمه ماء من تحت حمالاته المباركة بالفهم اللوزعي للنص القرآني والحدث التاريخي والسيرة النبوية. فكان هجوما حاسسما قاسما لظهر كل من كنا نجلهم من الصحابة الكرام، بينما بارك سلفيوا النور هذه السملندية الجديدة بالكف عن ترويج الإسلام التقليدي الذي ثبت أنه يحتاج لإعادة التنكيس والتجديد مع استبدال أرضية الحمامات بالرخام أو السيراميك ليوافق العصر. وفي صمت أزهري مهيب ، بدأت أركان الخيمة تنفك ركنا بعد الآخر، فلا السنة صارت محل ثقة ، ولا الصحابة أهل للاقتداء، ولا المشايخ لهم جلال وهيبة ، ولا النصوص تليق بمقام القرن العشرين، وأزهي عصور الديموقراطية العسكرية المصرية. طبعا كلنا نقر بأنه: لا والله ما حكم عسكر ، ولكنها الشرعية العسكرية المقدسة.
مكونات الديانة السملندية تعتمد على نوع راقي من الموزايك، يجمع نجمة داود مع طراز المعمار القوطي للكنيسة القبطية في عصور محاكم التفتيش المستنيرة ، وبعض الملامح الرومانية لتمثال فينوس العاري وتمثال بوذا الذاهد وتمثال الفرعون الشامخ، لنصنع بهذا حالة من السمك لبن تمر هندي ، وهذا سر تسمية الديانة بالسملندية .

علاقة العيان بالميت ، حالة مصرية شديدة الخصوصية .

مدبري موقعة الجمل و جماهيرها ، تتحول بعد الثورة لرموز أبناء مبارك وآسفين يا ريس ، نجدهم بالريموت يتحركون في المهندسين تارة ، وأمام السجن تارة وفي ساحات محاكمة المخلوع تارة لدرجة نكاد معها أن نصدق أنهم يخلصون لصاحب الضربة الجوية المنخلع ظلما وجورا بفعل ثوار الأجندات الخارجية .
ثم يظهر المسيح الدجال الأول ، أحمد شفيق ، فتتغير بوصلة الريموت لتقود نفس الجموع لتصطف في حملة دعم الشفيق فريق، فيجتهد الميت في إمتاع العيان، وتحتد الهتافات وتشتبك أيادي مؤيدي الشفيق لتضرب الصحفيين في نقابة الصحفين حين أراد بعض الطيارين أن يلقوا الضوء على بعض سيرة المسيح العطرة ، وحين تعلن النتيجة لغير صالحه ، تشق الجيوب وتلطم الخدود ويقام النصب المزعوم للولولة على الجهد الضائع على فراش الثورة المضادة.
ثم يبدأ أبو حامض وونوارة الموجة الثانية من جهاد المتعة ، وخلفهما جماهير سبقت واصطفت في المهندسين تارة وفي سفنكس تارة وسكنت جولات محاكمة المخلوع ، وحضرت كل مؤتمرات دعم الفشيق،  وصفقت خلف عكاشة ، وتحرشت بأنثاه.
ومازلت علاقة العيان بالميت تحمل في جعبتها قرود وسحالي ، ومازال رموت أبانا الذي في الصندوق الأسود يلقي بأوراق التوت ، ومازال عرض التعري مستمر.
ويبدأ جهاد من نوع مختلف، ونكهة مختلفة ، فيجتمع الناصري مع خايب الرجاء وفيلدا تيارا شعبيا ، ويجتمع الجورج والسحاق في التيار الثالث ثم يكون لقاء السحاب بين العيان والميت وميلاد جبهة الإنقاذ، لتحبل المعارضة المصرية بابن الثورة المضادة وتنتفض رفضا لإقالة نائب عام مبارك، وينعقد عقد الشامخ والدايخ ونطاط الحيط ، وتبدأ طقوس الزار التي تصيب الكل بالعته. ويصبح التحرش هو السمة الغالبة للميدان، ويصدق الأبلة حجرا في يد حازم عبد العظيم، وينجر دومة تدفعه نوارة ليكمل طقوس التحرش غير المنضبط بأخلاقيات المعارضة البناءة ، ومفعلا لكل سمات علاقة العيان بالميت، بجهل أو بهوى أو بنزق لا يعنيني الأمر كثيرا، كل ما في الأمر أن دماء مسكينة أريقت في المقطم والاتحادية ، وباصات ومقرات حرقت ، وأقنعة سوداء سكنت المشهد تخفي خلفها جماهير موقعة الجمل  وميلشيات ساويرس الجديدة تحت شعارات ثورية براقة.
ويعود ريموت أبانا فيجتمع الجمع بكل مكوناته القديمة من الميتين ، وبكل الدمى التي سقطت عنها ورقات التوت أو الرموز الثورة العيانة بداء العته، ويبدا مشهد جديد من محاكاة المتعة الكاذبة في العباسية ويصطف العكش ليطلب الجيش برفع دعوى الطاعة على الثورة الناشذ. ويقف البرادعي يطالب الثوار بقبول أبناء مبارك في الحلال، ويأتي حمضين ويبارك حضور آسفين يا ريس لفراش الإنقاذ المزعوم، وتجتمع كرنفالات الليزر والهليكوبتر لتغري الجمع بطقس غاية في الروعة والعبثية في آن ، يحمل فيه الثائر الضابط على كتفه ، وتعلو مؤخرة الشامخ قفا المحتفل، وتركب دبابير الشرطة على أعناق الثورة من جديد. لنصنع مشهد رومانيا 89 ، والذي يمهد في عشية وضحاها لوصول بينوشية أو بينكيو مصر لسدة الحالة الثورة المجهولة النسب .

علينا أن نقف بعد هذه الدراما اللاهثة الخطى لنسأل أنفسنا، لماذا يصر الميت على إيهام العيان بأنه مستمتع، ولماذا يصر العيان على بذل مجهوده المعيب ليمتع من لا يحس به أساسا، ما سر هذه العلاقة المجهدة والفاترة في ذات الوقت.
صاحب الريموت ، ماذا يمتلك ليحرك كل هذه الدمى، هل هي فضائح مخزنة في شرائط الفيديو التي اجتهد العادلي قديما في جمعها؛ ليسرقها بعدها من قاد اقتحام مقرات أمن الدولة ، أم أن البعض يعرض لعب دور سحرة الفرعون متطوعا، أم أن من يعدهم ويمنيهم، وما يعدهم إلا فنكوشا، ما زال يصر على قدرته على استخفاف الفاسقين.