الاثنين، 14 مارس 2016

كيف تصنع جهاز شرطة فاسد ( 3)










كيف تصنع جهاز شرطة فاسد ( 3)


بعد أن صنعت عقيدة شرطية تنسف حق الفرد وخصوصيته.
وبعد أن قننت انتهاك حقوق الإنسان بقانون طوارئ يشرعن الانتهاكات
عليك أن تصطفي من القضاة أفسدهم ومن وكلاء النيابة أخسهم ، ومن الطب الشرعي أرذله ، وتصنع منهم حائط صد يدفع التهم عن أي ضابط تتم مقاضاته بأي شكل كان، وهذا سيجعل ضباط الشرطة يمارسون الإنتهاكات بقلب جامد. لتتأكد أن أمن - المجتمع ، والذي تم اختزاله في أمن الدولة ، ثم تم اختزالة في أمن - معاليك وفريقك من المؤيدين والمنتفعين لن تمتد له يد الفسدة، وأصحاب الأجندات الخارجية، وأصحاب الميول الشاذة والإرهابية، من دعاة حقوق الإنسان، وحرية الوطن، واستقلال قراره السياسي.

الأحد، 13 مارس 2016

كيف تصنع جهاز شرطة فاسد (2)





كيف تصنع جهاز شرطة فاسد (2)

فقط اصنع قانون طوارئ - وامنح الشرطة كارت بلانش لإسقاط القانون
وامنحها أدوات التعذيب واعطها ضمانات بأنه لن يعاقب منهم من يثبت تورطه في انتهاك حقوق الإنسان.
وقنن التجسس على المواطنين وانتهاك الخصوصية .
ثم قف واطرح تساؤلك المر
ماذا سيجبر هذا الجهاز المطلق العنان ليطور أدوات البحث والتحري
ماذا سيجبر هذا الجهاز أن يعلم أعضاءه استخدام التقنيات الحديثة مثل فحوص الدي أن أيه وبصمة العين والصوت للكشف عن منفذي الجرائم
فمن السهل أن نأتي بالأرنب ونعذبه حتى يعترف أنه ثعلب وننهي القضية
هل هذه الدولة ستحتاج لتركيب كاميرات مراقبة حقيقية تمنح أجهزة الشرطة أدلة تفيدها في حل القضايا ؟
أم أن هذه الفيديوهات سوف تدين أجهزة الدولة السيادية وأعضاء الشرطة نفسهم. ويصبح إتلاف الفيديوهات أول أهداف الدولة كلها؟

كيف تصنع جهاز شرطة فاسد (1)








كيف تصنع جهاز شرطة فاسد (1) 


باختصار العالم في الخمسينات من القرن الماضي كان منقسم لمعسكرين أساسيين 
(أولا) معسكر اليسار الاشتراكي، الذي يرى أن لا حقوق للفرد أمام حق المجتمع ، يعني الدولة كممثل للمجتمع ممكن تعذب، وتنتهك خصوصية الفرد، وتعتدي على حريته، في سبيل حماية المجتمع، الذي تحول فيما بعد لمفهوم حماية الدولة، ثم حماية الحاكم رمز الدولة .
(ثانيا ) معسكر اليمين، الذي اعتبر أن حق المجتمع هو مجموع ما يتحصل عليه الأفراد من حقوق، وأن الحريية، وحقوق الإنسان، وخصوصيته، مقدسات هي مسوغات ومسببات قيام الدول، وانتقاصها نقضا صريحا للعقد الاجتماعي المؤسس لشرعية الدولة.
طبعا الدول التي ارتمت في حضن اليسار؛ لم تكن الشرطة فيها تحتاج لأكثر من الكرباج وأدوات التجسس لترسيخ الأمن المزعوم؛ فلم تطور أدوات البحث والتقصي لديها.
بينما الدول التي حاولت احترام حقوق المواطن؛ كان من الضروري أن تطور الشرطة فيها أدواتها؛ لتضبط الأمن بدون أن تنتهك القانون.