الأحد، 8 يناير 2012

الحالة ج في المربع صفر


الحالة ج في المربع صفر
حين أعلن مبارك تنحيه عن السلطة في مصر. فرحت وفرح الجميع. غنى الكل ورقص في الميدان. ولكن بعد عشرة أشهر من التنحي يرى البعض أننا نعود للمربع صفر ، بل ويرى البعض الآخر أن الحالة ج في المربع صفر.
أستطيع أن أمارس حقى في الاختلاف بل والتفاؤل. ولي أسبابي ومبرارتي طبعا.
فحين أتذكر حال مصر يوم التنحي ، بلد ليس بها وزارة أو مجلس شعب أو مجلس شورة ، وليس بها رئيس طبعا ، كما أن جهاز الشرطة فيها قد فقد هيبته بل وأستطيع أن أصفه وقتها بأنه جهاز شرطة غير صالح للاستخدام الآدمي.
كما أن الدولة لم يكن بها حياة حزبية حقيقية، أو عمل سياسي معلن على الأرض بشكل يمكن من إفراز قيادات سياسية لها قواعد شعبية حقيقية، فقط الإخوان المسلمين والحزب الناصري هم من كانت لهم قواعد تعمل على الأرض وإن لم يكن لهم المجال الذي يسمح بتكوين قواعد للعمل العلني المفتوح.
ولكن بعد هذه الشهور التي مرت ورغم حالة الحراك الدائم والتشكيل ومحاولات التفكيك والتشكيل والاستقطاب إلا أنني استطيع أن أرى بين الدخان الكثيف منجز لا يجب أن نستهين به .
لن أقول أن وزارة شرف قد فشلت في دورها لأن دورها فقط كوزارة تسيير أعمال قد أنجز في تصورى بشكل مقبول بالنظر لما واجهت تلك الوزارة من تحديات على خارطة العمل السياسي. لكن ما أستطيع فعلا أن أعتبره إنجاز مصري حقيقي هو أننا استطعنا إقامة حياة سياسية وحزبية قدمت لانتخابات ستفرز مجلس شعب منتخب بحيادية من القيادة السياسية. وهذا المجلس سيكون بداية إنتاج المؤسسات الحقيقية على أرض الواقع.
كما أنني أتصور أنه قد مورست ضغوط بشتى الطرق النظيفة وغير النظيفة على المجلس العسكري بهدف خلخلة موقفه المحايد بين مختلف القوى الساسية. تارة بفتح ملفات تستجلب ضغوطا دولية كحقوق الأقليات والأقباط ، وتارة بالتشوية الإعلامي، وتارة بافتعال المواجهات.
كما أنني أتصور أن هناك صفوف ثاني وثالث في كل مؤسسات الدولة أغلبها لا يرغب في استكمال مسيرة التحول الديموقراطي ، إما للحفاظ على مكتسبات أو مخافة فتح ملفات فساد أو مخالفات.
جهاز الشرطة السابق مثلا قد عاش لأكثر من ثلاثين عام يعمل في ظل الطوارئ التي حررته من المراقبة القانونية وأخرجته دائرة رقابة العدل له، بل وكثير من قياداته يعلم أن اكتمال التحول الديموقراطي قد يحرمه من التواطئ على حمايته.
طبعا لا يمكن أن نغفل دور الثورة المضادة وفلول المخلوع.
كما لا يمكن أن نغفل يعض أصحاب التوجهات التي تشك في حجم التأييد الشعبي لها أوتعلم أنها قد لا يكون لها المكانة التي كانت لها في زمن مبارك. كالأحزاب الكرتونية والقيادات الورقة التي باعت القضية وأجرت منابرها شقق مفروشة تمارس بها الدعارة السياسية والحروب على أتجاهات بعينها، وأصحاب المنابر الإعلامية التي كانت لها دور تلعبه مثل فريق ولكن المعروف.
كل هذه التحديات واجهت التحول الديموقراطي بهدف حرمان الصندوق من الحياد لتعيق وصول الشعب بإرادته الحرة لصياغة مستقبله. وهذا السرد فقط يجعلني أثمن هذا الإنجاز المتمثل في حياة حزبية قامت من عدم ومجلس شعب ولد تحت ضغط أكثر من خصم.
وهذا ما يجعلني أتفائل وأقول الحالة ليس ج ولسنا في المربع صفر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق