الأربعاء، 6 يناير 2016

دور الحرس الثوري الإيراني في التمدد الشيعي في المنطقة (3) حركة الحوثي في اليمن






 دور الحرس الثوري الإيراني في التمدد الشيعي في المنطقة (3) حركة الحوثي في اليمن


هل كان للحرس الثوري الإيراني دورا في تأسيس ميلشيات الحوثي في اليمن؟
بدأت حركة أنصار الله في 1992 في صعدا بشمال اليمن بعد الانشقاق عن حزب الحق الزيدي وبداية تكوين حركة أقرب للشيعة جارودية الإثنى عشرية الإمامية التي ترفض الترضي على أبي بكر وعمر رضى الله عنهما وتسب البخاري ومسلم وتشكك فيهما.
وكان رفع شعارات قومية مثل صد المد السعودي الوهابي ، أو شعارات قبلية مثل تهميش دور أهل صعدا ، أو جهادية تعبوية مثل الموت لأمرييكا والموت لإسرائيل، كل هذا الزخم سببا في زيادة عدد المنضمين لهذه الحركة من الشباب ، حتى أن بعض مصادر الحوثيين تدعي أن عدد المنتمين لها اليوم من شباب اليمن يزيد عن المليون. مع العلم أن سكان اليمن كله لم يصلوا ل27 مليون . وأن تعداد الجيش اليمني كله لا يزيد عن 67 ألف جندي.
كما كان لسياسات على عبد الله صالح التي عملت على حفظ توازنات القوي في المنطقة لضمان تفرق الكل، دورا في تنامي تواجد الحركة في اليمن.
أغلب أبناء حركة الحوثي مسلحون تسليحا جيدا مثلهم مثل باقي سكان اليمن عموما، ويمتلكون أيضا عتادا كافيا لتشكيل خطر ميلشياوي يحسب له حساب. وقد برهنت -أحداث انقلاب الحوثيون على شرعية عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني المنتخب بعد الثورة - برهنت على جهازية الميلشيات الحوثية على الأرض وقدرتها على صناعة تغيير في واقع خريطة القوى على الأرض.
هناك شواهد تؤكد ارتباط وتمويل إيراني حوثي ، مع تشكيك في هذه الدعوات ووصفها بالبروباجندا من قبل الحوثيين، إلا أنه من الثابت أن بدر الدين الحوثي وابنه حسين قد زارا إيران في 1994 كما أنه من المعروف أيضا أن الحركة أرسلت الكثير من شبابها كبعثات دراسية في إيران.
ومما يدعم نظرية التمويل الإيراني للحوثيين في اليمن هو المحاولات المتعددة من قبل السفن الإيرانية لإيصال الدعم اللوجيستي للحوثيين أثناء الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية لردع الانقلاب الحوثي على الشرعية هناك.
قد يكون الدور الإيراني في اليمن أقل صراحة ولكن الشواهد التي تؤكد هذا الدور أكثر من أن نغفلها، بلا شك، فكون اليمن يعتبرها البعض الحديقة الخلفية للسعودية رافعة راية الإسلام السني سببا منطقيا لعدم الجهر بالدور الإيراني المزعج على الأقل بهدف تأخير المواجهة الصريحة.
لكن استنفار كل المنابر المرتبطة بإيران في المنطقة سواء إعلامية أو إلكترونية أو لوجيستية وتمويلية؛ يعني بوضوح أن الكل يعمل كمنظومة ضمن مخطط الهلال الشيعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق