الخميس، 24 مايو 2012

الثورة الأولى والثانية أخطاء ومراجعات


الثورة الأولى والثانية أخطاء ومراجعات
مر اليوم أكثر من عام على ثورتنا التي قامت في 25 يناير 2011. ومن الواضح الآن أن الثورة تكاد تفقد كل منجز حققته في مسار البناء الديموقراطي والتحول لدولة حديثة تعلي من قيمة الحرية والعدالة الإنسانية والإرادة الشعبية ، وهذا بعد إعلان المستشار بجاتوا عن خلل في قانون انتخابات مجلس الشعب والشورى بما يهدد المنجز الوحيد الذي حققته الثورة حتى الآن ، كما أن الملاحظات التي تحفظت بها الكثير من القيادات القانونية والدستورية والحزبية والسياسية على قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة صنعت مناخا ملوثا يغطي هذة الانتخابات فضلا على الفقرات المحصنة في البيان الدستوري لقرارات هذه اللجنة ، وإذا أضفنا إلى هذا الإبهام في الفقرة 60 التي صنع لبثا مقيتا على تشكيل لجنة الدستور وما تبع ذلك من حكم قضائي لا أجده خاليا هو الأخر من مطاعن في نزاهته .
وبناء على ما سبق نجد أننا أمام واقع صفري فلا البرلمان ولا مجلس الشورى قد نجيا من الأزمة ولا الرئاسة ولا الدستور .
نحن هنا بصدد المراجعات الواجبة التي تهدف لإعادة مسار الثورة لمسار البناء ، مع تلافي الاختناقات التي مرت بها الثورة الأولى.
وهنا يجب مناقشة عدة أمور أولا ، وحسمها بين القوى الساسية الثورية الموجودة على الأرض ، وأعتقد أن عام مضى كانت فترة كافية لحراك تكسير الأصابع وحملات التشوية التي ساهمت في شيطنة الثورة لصالح إعادة ولادة النظام السابق على أنقاض الجميع. فيجب على كل من يعلي قيمة الوطن ويعلي من قيمة مطالب الثورة أن يستعيد روح الميدان ويجلس على مائدة المراجعات بقلب مفتوح على فكرة قبول الآخر والاختلاف النزيه.
أولا ، يجب أن تراجع الثورة موقفها من فكرة غياب القائد ، فهي وإن حاول البعض تبريرها بل وجعلها مثالية ثورية في الحقيقة لم تكن هدفا مقصودا بل أن الثورة نفسها لم تكن هدفا متصورا يوم 25 يناير ولكن كانت وليدة تطور الأحداث الذي خلق مناخ الثورة .  
ثانيا يجب أن تراجع الثورة موقفها من السلطة القضائية ويجب أن تتحرك الدستورية الثورة في مسار إعادة هيكلة المؤسسة القضائية برمتها و ذلك يإسقاط الحصانة القانونية عن مؤسسة القضاء والنيابة العامة لحين أنتهاء الهيكلة والتطهير ثم بعدها تستعيد الهيئة القضائية حصانتها بعد أن تنالها عن استحقاق.
ثالثا – مناقشة وضع المؤسسة العسكرة بعد الانتقال الكامل للسلطة لسلطة مدنية . بما يسمح بفتح كل الملفات الحساسة مثل الامتيازات والحصانة وحتى البدلات المادية ، مع التأكيد على مهنية المؤسسة العسكرة وعدم تسيسها بأي شكل أو السماح للمؤسسة العسكرة بممارسة أي شكل من تنظيم الحراك السياسي في البلد مع وضع الضوابط التي تسمح فقط للجيش بحماية الدستور.
رابعا ، تشكيل مجلس مدني يتولى إدارة مهام الرئاسة مع ضمان كامل الولاء له من قبل المؤسسة العسكرة والأمنية من خلال ميثاق ثوري يكون له مصداقية البيان الدستوري وتوقع عليه كل القوى الثورية .

ليسوا كائنات هبطت علينا من السماء


أنا على يقين من أمر واحد هو أن أصحاب التيار الإسلامي ليسوا كائنات هبطت علينا من السماء بل هم من أبناء هذا الوطن لهم حقوق مثلنا جميعا هذا من ناحية - ثانيا عمرو عفيفي هذا العقيد الهارب عميل الأمريكان والجاسوس ممدوح حمزة عميل الإنجليز في مصر وحزب الوغد عميل الشيطان وحزب التجمع عميل الحكومة كلهم حين تجتمع إراداتهم على تصوير أن كل إسلامي ماشي تحت جلبابه سيف ورشاش فهذا بهدف النفخ في النار بهدف إشعال حرب أهلية يليها سحب العسكري لكل وعوده بتسليم السلطة وإعادة مصر لسيناريو مارس 54

بلاش قطع العيش وأحنا مش أندااااااال


عمرو موسي رجل صاحب خبرة دبلوماسية – كان وزير خارجية ورئيس الجامعة العربية يا جماعة، ولازم نحترم تاريخه طبعا .
هو معلش مصر فقد علاقتها بدول أفريقيا، وأثيوبيا بتهدد بقطع النيل ، وإسرائيل تغلغلت في كامل أفريقيا. والسودان بقت سودانين .
ومعلش كمان مصر لم تطور علاقتها بجنوب شرق أسيا ولا بالنمور الأسيوية.
ونعذرة أيضا إن العراق أحتلت في وقته؛ يعني هو كان هايقدر على أمريكا ، وسوريا اتضربت لمَ قالوا عندها مفاعل؛ وطلع مفيش لكن معلش أكيد  هايجي يوم  أمريكا هاتعتذر وإسرائيل هاتتوب.
واحد يقلي وحصار غزة، أقله بلاش تزعج الناس بأكاذيب لم تحدث، غزة حرة ومستقلة.
واحد مفتري يقولي المسجد الأقصى بيتهد، تقولش عمرو موسي فاضي للكلام ده .
أنا أعرف واحد صاحبي كان عنده دكان، جاب واد فاشل يشغله، وبعدين الدكان خرب وفلس ، لكن صاحبي ده جدع، راح فتح مول كبيييييير وجاب الواد الفاشل يشغله عشان أصله خبرة وفاهم، عارفين ليه؟؟ لأنه محبش يحرج الواد الفاشل ويقطع عيشه. أحنا شعب أصيل ولازم ننتخب الفاشل ... سوري  يعني أسف الدبلوماسي عشان بلاش قطع العيش وأحنا مش أندااااااال.   

كيف نختار رئيس مصر القادم


كيف نختار رئيس مصر القادم
إن خير من استأجرت القوي الأمين
أرى أن أبو الفتوح ومرسي قد يتعادلا كثيرا في مسألة الأمانة.
وقد يتعادلا أيضا في القوة البدنية.
لكن هناك أمر مهم في معيار القوة فيه اختلاف كبير ومهم في تصوري .
من حيث الجبهة التي تقف خلف كل واحد منهما ، ففي حالة أبو الفتوح خلفه حشد من الشباب كثير الطاقة قليل الخبرة ، خلفه حشد من مختلف طوائف الأمة نسبيا يجمع العلماني واللبرالي واليساري والقومي، وهذا الحشد للأسف حشد انتخابي فقط وليسوا على قلب رجل واحد، بل إن منهم من يمكن أن نقول عنه : لو كانوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا. بعضهم سيكون شوكه في ظهر أبو الفتوح نفسه بمجرد انتهاء زخم الحشد الانتخابي.
بينما الحشد خلف الدكتور محمد مرسي حشد دائم ومستمر على قلب رجل واحد له مشروع واحد واضح المعالم تصب فيه كل الطاقات ، وحين وصف هذا المشروع الأستاذ معتز عبد الفتاح بأنه أقوى المشاريع وأكثرها طموحا عقب على كلمة طموح بأنه لا يعني كونه خيالي و غير قابل للتطبيق لكنه لا يستطيع تنفيذه إلا من هو قادر على حشد جماعة مثل الإخوان المسلمين
ولهذا فمع حبي واحترامي للدكتور أبو الفتوح – إلا أني أعلنها وبفخر أني سأرشح الدكتور محمد مرسي والله تعالى أعلى وأعلم



من يستطيع أن يقولها


سأطرح مقولة – قوية وصريحة – وعلينا أن نتخيل من يستطيع أن يقولها من مرشحي الرئاسة الإسلاميين
من كان يريد الدولة العلمانية بمفهوم أنها الدولة العلمية التي لا تقوم على الخرافة فهو معي ، وأنا أقصد هو معي أي هو بعضي ولست أنا بعضه .
من كان يريد الدولة المدنية بمفهوم أنها الدولة التي لا تقوم على ولاية الفقه وحق التفويض الإهي للحاكم فهو معي .
من كان يريد الدولة المدنية بمفهوم الدولة التي تحرر العباد من عبادة العباد وتعبدهم لرب العباد أي الدولة التي تعلي من قيمة حرية أفرادها وتقيم العدل فيهم ولا تفرق بين أعرابي وأعجمي إلا بالتقوى ، فهو معي
لكن من كان يرى أن التاريخ قائم على جدلية مادية أو تاريخية بلا غاية من خلق الإنسان على الأرض ، فأنا أقول له أن الجدلية الإسلامية هي أن الله خلق الخلق فانقسموا بحكمته على الأرض فريقين – صالح وفاسد – والتدافع بين الفريقين قائم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فمن أراد أن يكون معي فأنا أسعى أن أكون مع الصالحين، ومن كان غير ذلك فإني بريء منه فلن يزيدني حضوره إلا خبالا.

الجمعة، 18 مايو 2012

نشيد البراعم


نشيد البراعم

براعم أمتي الخضرا برمش العين نحميــها
لنصنعها بعين الله بسم الله ننشيـــــــــــــــها
نؤدبها على علم لنحيي شرعنا فيــــــــــــها
فياصناعها بشرى من الرحمن نبغيـــــــــها
بمشروع لنهضتنا سواعدهم ستبنـــــــــــيها
هو الرحمن غايتها رسول الله هــــــــــاديها
كتاب الله دستورا ونبراسا يربيــــــــــــــــها
إلى العلياء أمتنا سواعدهم ستعليــــــــــــــها
سلام في الورى نسعى وسيف الحق يحميها
فإما العيش في عز بعدل الله نحيــــــــــــيها
أو الفردوس نرجوها دم الشهداء يرويـــــها
شعر حازم كيوان




الثلاثاء، 8 مايو 2012

دراسة في أيدلوجية الثورة 2


دراسة في أيدلوجية الثورة 2





حددنا في المقال السابق سمات الأيدلوجية العابرة للأيدلوجيات التي أوجدت روح الميدات في 25 يناير 2011 ، وكيف صنعت التغير بشكل ناجز وقتها في مواجهة أشد الأنظمة عتوا ، وبينا كذلك أن هذه الروح قد أصابها الضعف ولم يمر عليها 15 شهرا، كما فندنا الأسباب التي قد يتعلل بها البعض، من فساد إعلام، أو قوة نظام، أو اختلاف طوائف، وقلنا أنها جميعا كانت تحديات هزمتها الثورة سابقا! هي اليوم تعاود الظهور، ولكن هل مازلت الثورة قادرة على المواجهة؟
هناك سبب ذكرته ولم أفنده بعد لأني رأيت أن من الواجب أن نفرد له مقالا خاصا. فهناك من يقول أن من أهم تحديات الثورة هو غباء الشعب المصري واستكانته .
وهذا في نظري من أوهى الحجج وأفسدها؛ بل وأخطرها على التحديد وأشدها أثرا على حالة الضعف الثوري الحالية . وسأوضح لماذا.
بعد أن أنتهى غبار الحراك الثوري في الميدان ، دخلت -القوة السياسية والقيادات التي أفرزها الميدان- في حالة استقطاب؛ لا أدعي أن جميع من مارسوه يمتلكون نفس التجرد والإيمان بالشعار الأساسي في الميدان ( الشعب يريد – والشعب خط أحمر) . وحين بدأت تتشكل الخريطة السياسية على غير ما كانوا يتصورنها ، حيث تجسد حجم تيارات كانت محظورة ؛ وتقلص حجم أخرى كانت تناوش في الماضي بين مكانها الديكوري المفتعل ، أو بين كونها الأعلى صوتا في ظل غياب البدائل. وهنا كانت أهم سقطات النخبة، وأصحاب أربطة العنق البراقة الذين سمحوا لنفسهم عنوة و بلا استحقاق يحترم الإدارة الشعبية والخط الأحمر أن ينصبوا أنفسهم متحدثين باسم هذا الشعب، وفي نفس الوقت يحاولوا أن يلتفوا على إرادته.
فمن قال أن التيار الديني اشترى الأصوات بالزيت والسكر ، نسي أنه يتهم الشعب في وعيه وإرادته، ومن ادعى أن التلويح بمفتاح الجنة والنار يجزي شكك قاصدا متعمدا في وعي الشعب وإرادته، ومن قال أن الشعب جاهل وليس لديه خبره سياسية فقد أصاب أيدلوجية الميدان في مقتل.
وهنا وجب أن نذكر أنفسنا بشعار الميدان من جديد الشعب يريد – الشعب خط أحمر، فهل وعت النخبة؟!!
عفوا أيتها النخبة ....... الشعب يقول ، أنا لست غبي .
مما يعجبني في خطاب بعض من أفرزتهم ميادين الثورة من رموز، هو الرهان على وعي الشعب ، والثقه بالوعي المكنون في جينات هذا الشعب الذي مارس النجاح والإبداع في شتى المجالات، وكل العصور تقريبا، على مدى سبعة ألاف عام. هذه الحضارة الواعية الحكيمة التي نمت بطرقة الترس والسقاطة، التي  تسمح بدوران ترس المعرفة دوما للأمام. فأورثت هذا الشعب بصيرة نافذه، وحكمة بالغة، للأسف لم يرقى لها من تركهم عهد مبارك على منابر الإعلام والثقافة والفكر ممن سموا أنفسهم عنوة بالنخبة.
في علم مهارات الاتصال ، تنقسم عملية التواصل إلى:  (مرسل - رسالة - مستقبل – معيقات). فيما يخص الرسالة، تنقسم في ذاتها لشقين، شق نسمية فعلي ( حروف وجمل وصوت وحركات ). وشق غير فعلي، يخص ما يصل المتلقي من دلالات المصداقية أو عدمها ، ويعتبر الشق غير الفعلي هي الأكثر أهمية في حساب كفاءة التواصل ، وليس له معايير تحدده، ولكن يمكن أن نصفه بالبصيرة. وهو في تصوري؛ مالا يخالفني أحد في أن العالم والجاهل ، والشاب والشيخ ، والرجل والأنثى ، بل والذكي والبليد من شعب مصر يملك منه ما يكفيه ليجيد باقتدار التمييز بين من يصْدُقه ومن يتحايل عليه.
قد يفسر ما سبق بعض ما أنتجته التجربة من أرقام ، فقبل أنتخابات البرلمان والشورى، كانت الهجمة على التيار الإسلامي عنيفة من قبل النخبة ، لكن لم تجد طريقها للتصديق لدى الكثيرين، ففسرها البعض بغضب متسرع بالقول: عشرات الساعات التي نقضيها هنا على الفضائيات نتكلم لا تساوي خطبة يلقيها إمام على منبر، كما قال أبراهيم عيسى ، لكن للأسف أجده قد مارس نفس خطيئة النخبة في عدم نضح الوعي بطبيعة وحكمة هذا الشعب.

مؤشرات صلاحية النظرية لتفسير الواقع تحكم على مدى صحتها، فوعي هذا الشعب ، ودفاعه عن شعار الشعب يريد والشعب خط أحمر هو في تصوري ما يفسر الإقبال العنيف على صناديق الاستفتاء الأول، ولم يكن هناك تهديد بالغرامة ، ثم تأكد اندفاع الشعب خلف إرادته في انتخابات البرلمان، بينما غاب هذا الحضور عن الشورى لأن الشعب لا يريده أصلا، وأتصور أنه لو تم الاستفتاء الأن على بقاء الشورى أو عدمه لكان الإقبال أقوى ممن حضر انتخابات الشورى أصلا. وأتصور أن أبقاء الشورى يحتاج قدرا من الحوار المجتمعي التوعوي، الذي يجب أن يشرح للمواطن العادي ما للفكرة وما عليها أولا .
وأخيرا وقبل الختام ، أريد أن أوضح أن مفهوم الوصاية التي فرضها الطاغية على شعبه قبل سقوطه، وهي للأسف الذريعة التي ترتكب بها كل صنوف القهر والاستبداد على الأرض ، هي ادعاء أنه يعرف مصلحة الشعب أكثر منه، وهذا للأسف ما وقعت به النخبة التي لم تثق في وعي الشعب الذي قامت للتكلم باسمه، فأنشأت أشكالا متعددة من الولايات ، ولاية استبدادية ، وولاية النخبة ، وولاية الثائر وولاية الفقيه ، وكلها في أغلب الأحيان نست أو تناست أن الشعب ليس محتاجا لواصي عليه وأنه شعب راشد قد أكد رشاده باقتدار ناجز في الميدان ، بل واستمات ليعلم التاريخ أنه شعب راشد لا يحتاج ولاية أو وصاية؛  لكن فقط كل ما يطلبه أن يؤكد أنه شعب يريد،  وأنه خط أحمر.  

الجمعة، 4 مايو 2012

دراسة في أيدلوجية الثورة1



دراسة في أيدلوجية الثورة
الثورة تحتاج لكي نسميها ثورة إلى ثلاث مكونات أساسية هي ( الفكرة أو الأيدلوجية – والقيادة الفكرية والتنظيمية – والتأييد الشعبي ) وإذا ما أردنا أن نحلل ثورة 25 يناير سنجد أنها بدأت بمظاهرة محدودة ؛  أي لم يكن خلفها أيدلوجية واضحة أكثر من فكرة الاعتراض على فساد الداخلية، وأكثر ما كانت تصبو له إقالة وزير الداخلية مثلا ، ثم تطورت الأحداث نتيجة استعلاء النظام البائد وغبائه وثقل إيقاع خطواته ، فتبلورت حالة ثورية في الميدان أفرزت أيدلوجية وهي ما أنتج قيادات موضعية أنية و تسببت لقوتها ونفاذ حجتها إلى ولادة التأييد الشعبي فاكتملت مكونات الثورة .
لكن ما يعنيني هنا وأنا أحاول تقييم ما آلت إليه الحال بعد أقل من 15 شهر، وأنا أجد أن الثورة كل يوم تفقد الكثير من من أيدوها عند بدايتها فأردت أن أطرح التساؤل المر ، ماذا فقدت الثورة من أيدلوجيتها لتفقد نفاذ حجتها وقدرتها على اكتساب التأييد الشعبي لها .
في الحقيقة لو عدنا للبحث عن أيدلوجية الثورة الأولى لوجدناها بسيطة بلا تعقيد حادة بلا مواربة وهي . الشعب يريد – والشعب خط الأحمر . وهما أهم شعارات الثورة باختصار تعطي فكرة حادة وناجزة لأيدلوجية عابرة للأيدلوجيات جميعا.
وهذا أهم ما يجب أن نلتفت له في دراسة الثورة فعلا . شعار الشعب يريد والشعب خط أحمر ولو أردنا أن نفصله فيعني أن الإرادة الشعبية تريد أن تجد لها طريقا لتستعيد استحقاقها في المساهمة في صناعة الواقع. وهو ما يعني صناعة الدولة الحديثة التي تعلي من قيمة الإرادة الشعبية ودورها واحترام الكرامة الإنسانية .
لا أجد أي فصيل يختلف مع هذا الطرح . فلا الليبرالي أو اليساري أو الإسلامي سيعترض على هذا الطرح الذي يحتفي بفكرة إعلاء قيمة الإرادة الشعبية ، لذا فهي أيدلوجية عابرة للأيدلوجيات والمرجعيات. وهذا في تصوري سر نجاح الثورة الأولى . وهو أيضا ما فقدته اليوم فتسبب في التلاشي التدريجي لوحدة الصف في الميدان والتأييد الشعبي .
أعلم أن هناك من سيقول لا لم تفقد الثورة إيمانها بقيمة إعلاء الإرادة الشعبية. وأعلم أن الأصابع سترتفع من كل فصيل تكيل التهم للفريق الآخر تلقي عليه بالتبعة ، وأعلم أن الجميع قد يبحث عن شماعة يعلق عليها فشل الحالة الحالية وقد تكون هذه الشماعة فصيل سياسي مثل التيار الإسلامي مثلا أو الإعلام الفاسد كما يحاول الكثير من الإسلامين الاستسلام لهذه الفكرة ، وقد يتهم البعض المجلس العسكري هذه المسئولية ، والبعض قد يرميها على كتف الشعب الغبي المتخازل.
أنا لا أنكر كل ما سبق من تحديات ومعوقات لكن لا أجدها أسباب، وهذا ما قد يبدوا مدهشا لكن لي أسبابي .
وأسبابي أيضا لها نفس الطبيعة الحادة والناجزة كأيدلوجية الثورة الأولى ، وهي ببساطة شديدة أنها جميعا تحديات واجهتها الثورة الأولى بشكل أشد قوة ولكن الثورة تغلبت عليها بشكل ناجز وحاد.
.........................................................................................
فلا ينكر أحد أن النظام السياسي السابق كان أكثر تحكما في الإعلام فكان إعلامه أشد تركيزا وفسادا من هذا الإعلام الحالي الذي يعاني قدر كبير من السيولة رغم فساده ، والحرية المتوفرة لدي الكثير من المنابر الإعلامية ، وتوفر قنوات ناطقة بحرية باسم كل فريق تقريبا.
كما أن المجلس العسكري وما يملك من أدوات ومخابرات وبلطجية لو سلمنا بها كواقع يمكن إلصاقه بالمجلس العسكري. ليس أكثر استحكاما من النظام الذي أسقطته الثورة في أيام معدودات.
وأخيرا نأتي على الحجة الثالثة وهي اختلاف الفصائل . فلا يستطيع أحد أن ينكر أن هذا التنوع و الاختلاف كان موجود بشكل أكثر تنوعا في الميدان يوم نجاح الثورة ولكن لم يوجد الصراع. بل كانت شعارات الأيد الواحدة تسبق كل فصيلين. الجيش والشعب أيد واحدة . مسلم ومسيحي أيد واحدة .
إذن دعونا نعترف أن كل ما سبق من تحديات هزمتها الثورة الأولى لكن هناك ضعف أصاب الثورة وفكرتها الحادة فجعل هذه الأعراض والتحديات تعاود الظهور بشكل مؤثر لم يكن من قبل.
و هذا ما حاولت البحث فيه ونكمل في المقال القادم مسارنا في البحث عن أيدلوجية ثورية ناجزة وحادة نستعيد بها الزخم الثوري الضائع
بقلم حازم كيوان