الخميس، 18 يونيو 2015

الثورة والقوة

تحتاج الثورة قوة تحميها
فإما أن تدشن الثورة حرسا ثويا على غرار الثورة الإيرانية ، وهي تجربة تحفها المخاطر حيث أن هذا الحرس الثوري عادة ما تظهر عليه علامات الاستبداد سريعا ، فنستبدل فسادا بفساد، ونعيد صناعة مناخ انتهاك القانون وحقوق الإنسان.
أو أن تزعن لسلطة الثورة أدوات القوة على الأرض من جيش وشرطة ، فيسمح الجيش والشرطة بالتطهير لقياداته ، ومحاسبة الفسدة فيه ، مع كامل الخضوع لسلطة الشعب والثورة ، وهذا في تصوري ما نحن مقبلون عليه إذا استمر الحراك، ووفشل الانقلاب في إدارة عجلة الدولة.
أحلم أن يستعيد الجيش المصري وعيه، وتدرك قياداته ضرورة وضع الجيش في مكانه الصحيح كأحد أدوات الدولة المملوكة للشعب وليس واصيا عليه.

فأنا على يقين بنجاح الثورة وأتمنى أن لا أرى حرسا ثوريا في بلادي.

الأحد، 5 أبريل 2015

ماسر سملندية .. ماسر سملندية .

مع بذوغ فجر  30 / 6 الذي يمكن أن نعده فجرا فارق بين عصرين وشعبين
فبينما اجتمع الرجعيون، الظلاميون، الإرهابيون، من الإخوان المسلمين، ومن دار في فلكهم من المخطوفين ذهنيا ينشدون مصر إسلاميية في ميدان رابعة ، كان قدر الله الغالب يسوق لماسر رسولين مبتعثين بالملة السملندية الجديدة ، في الحقيقة رسي الحال على رسول واحد، وكان فيه البركة بصراحة ، واستطاع الرسول ذو الزي المموه، إقالة الرسول أو الغريم ذو الخلفية الشرطية وتسلم الأيادي؛ وعندها بدأت تتأسس أركان الملة السملندية.
وبغض النظر عن أن الإحصائيات تثبت أن أكثر من 95% من قتلى العام الماضي في العالم كانوا من مسلمي بورما ووسط أفريقيا ومالي وفلسطين والعراق وسوريا.
وبغض النظر عن أن بانكيمون أعرب عن قلقه في العام الماضي 180 قلقة أغلبها على مذابح راح ضحيتها مسلمين. إلا أن مذبحة شاريابدوا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك إن كل الإسلاميين ولاد ستين في سبعين.

قامت الملة السملندية على أكتاف دعاة مثل الشيخ ميزو رضي الله عنه وأرضاه، هذا الإمام القادم من أقبية حزب التجمع الشيوعي العتيد في الإلحاد، وعلى كريمة المعروف بميله للعمة الخومينية السوداء، وعلى العلامة الحبر صاحب الدعوة المثمرة (طوبى لمن قتلهم وقتلوه ) ، وحمل عبئ نشر هذه الملة السملندية الجديدة أعلام الفكر والثقافة الإسلامية مثل صاحب الحمالات الذي في فمه ماء ، ومثل إسلام أبن البحيري أبن جامعة زلمكة في جزر فسو، كما اعلنت نخب المجتمع الثقافي والفني مباركة الملة الجديدة فكانت دعوة نوال السعداوي للناس للتعري ودعوة ميسرة ممثلة الإغراء لحماية مكدسات المجتمع ، وانبرت الناسكة إلهام ابنة شاهين لتعلن دخولها في الدين الجديد.
أركان الديانة السملندية .
العقيدة السملندية قامت لهدم أركان العقيدة الإسلامية المتوحشة التي تعتمد على نصوص لها ألآف السنين صنعت ملياروحتة من الأتباع المتوحشين، الذين يطمعون في قتل باقي المليارات الستة من البشر أتباع باقي الملل الموجودين على سطح الكرة الأرضية.
وبناء عليه كان لزاما على الدعوة الجديدة أن تجدد الخطاب الديني، وتنسف النصوص القديمة التي تسببت في هذا العنف المستطير، فقرر العلامة الحبر ابن البحيري شن هجوما حاسما على السنة النبوية التي جاء ليفضح عرضها وعرض من دونها بل وعرض أئمة المذاهب الأربعة المعتمدة ، وجاء الذي في فمه ماء من تحت حمالاته المباركة بالفهم اللوزعي للنص القرآني والحدث التاريخي والسيرة النبوية. فكان هجوما حاسسما قاسما لظهر كل من كنا نجلهم من الصحابة الكرام، بينما بارك سلفيوا النور هذه السملندية الجديدة بالكف عن ترويج الإسلام التقليدي الذي ثبت أنه يحتاج لإعادة التنكيس والتجديد مع استبدال أرضية الحمامات بالرخام أو السيراميك ليوافق العصر. وفي صمت أزهري مهيب ، بدأت أركان الخيمة تنفك ركنا بعد الآخر، فلا السنة صارت محل ثقة ، ولا الصحابة أهل للاقتداء، ولا المشايخ لهم جلال وهيبة ، ولا النصوص تليق بمقام القرن العشرين، وأزهي عصور الديموقراطية العسكرية المصرية. طبعا كلنا نقر بأنه: لا والله ما حكم عسكر ، ولكنها الشرعية العسكرية المقدسة.
مكونات الديانة السملندية تعتمد على نوع راقي من الموزايك، يجمع نجمة داود مع طراز المعمار القوطي للكنيسة القبطية في عصور محاكم التفتيش المستنيرة ، وبعض الملامح الرومانية لتمثال فينوس العاري وتمثال بوذا الذاهد وتمثال الفرعون الشامخ، لنصنع بهذا حالة من السمك لبن تمر هندي ، وهذا سر تسمية الديانة بالسملندية .

علاقة العيان بالميت ، حالة مصرية شديدة الخصوصية .

مدبري موقعة الجمل و جماهيرها ، تتحول بعد الثورة لرموز أبناء مبارك وآسفين يا ريس ، نجدهم بالريموت يتحركون في المهندسين تارة ، وأمام السجن تارة وفي ساحات محاكمة المخلوع تارة لدرجة نكاد معها أن نصدق أنهم يخلصون لصاحب الضربة الجوية المنخلع ظلما وجورا بفعل ثوار الأجندات الخارجية .
ثم يظهر المسيح الدجال الأول ، أحمد شفيق ، فتتغير بوصلة الريموت لتقود نفس الجموع لتصطف في حملة دعم الشفيق فريق، فيجتهد الميت في إمتاع العيان، وتحتد الهتافات وتشتبك أيادي مؤيدي الشفيق لتضرب الصحفيين في نقابة الصحفين حين أراد بعض الطيارين أن يلقوا الضوء على بعض سيرة المسيح العطرة ، وحين تعلن النتيجة لغير صالحه ، تشق الجيوب وتلطم الخدود ويقام النصب المزعوم للولولة على الجهد الضائع على فراش الثورة المضادة.
ثم يبدأ أبو حامض وونوارة الموجة الثانية من جهاد المتعة ، وخلفهما جماهير سبقت واصطفت في المهندسين تارة وفي سفنكس تارة وسكنت جولات محاكمة المخلوع ، وحضرت كل مؤتمرات دعم الفشيق،  وصفقت خلف عكاشة ، وتحرشت بأنثاه.
ومازلت علاقة العيان بالميت تحمل في جعبتها قرود وسحالي ، ومازال رموت أبانا الذي في الصندوق الأسود يلقي بأوراق التوت ، ومازال عرض التعري مستمر.
ويبدأ جهاد من نوع مختلف، ونكهة مختلفة ، فيجتمع الناصري مع خايب الرجاء وفيلدا تيارا شعبيا ، ويجتمع الجورج والسحاق في التيار الثالث ثم يكون لقاء السحاب بين العيان والميت وميلاد جبهة الإنقاذ، لتحبل المعارضة المصرية بابن الثورة المضادة وتنتفض رفضا لإقالة نائب عام مبارك، وينعقد عقد الشامخ والدايخ ونطاط الحيط ، وتبدأ طقوس الزار التي تصيب الكل بالعته. ويصبح التحرش هو السمة الغالبة للميدان، ويصدق الأبلة حجرا في يد حازم عبد العظيم، وينجر دومة تدفعه نوارة ليكمل طقوس التحرش غير المنضبط بأخلاقيات المعارضة البناءة ، ومفعلا لكل سمات علاقة العيان بالميت، بجهل أو بهوى أو بنزق لا يعنيني الأمر كثيرا، كل ما في الأمر أن دماء مسكينة أريقت في المقطم والاتحادية ، وباصات ومقرات حرقت ، وأقنعة سوداء سكنت المشهد تخفي خلفها جماهير موقعة الجمل  وميلشيات ساويرس الجديدة تحت شعارات ثورية براقة.
ويعود ريموت أبانا فيجتمع الجمع بكل مكوناته القديمة من الميتين ، وبكل الدمى التي سقطت عنها ورقات التوت أو الرموز الثورة العيانة بداء العته، ويبدا مشهد جديد من محاكاة المتعة الكاذبة في العباسية ويصطف العكش ليطلب الجيش برفع دعوى الطاعة على الثورة الناشذ. ويقف البرادعي يطالب الثوار بقبول أبناء مبارك في الحلال، ويأتي حمضين ويبارك حضور آسفين يا ريس لفراش الإنقاذ المزعوم، وتجتمع كرنفالات الليزر والهليكوبتر لتغري الجمع بطقس غاية في الروعة والعبثية في آن ، يحمل فيه الثائر الضابط على كتفه ، وتعلو مؤخرة الشامخ قفا المحتفل، وتركب دبابير الشرطة على أعناق الثورة من جديد. لنصنع مشهد رومانيا 89 ، والذي يمهد في عشية وضحاها لوصول بينوشية أو بينكيو مصر لسدة الحالة الثورة المجهولة النسب .

علينا أن نقف بعد هذه الدراما اللاهثة الخطى لنسأل أنفسنا، لماذا يصر الميت على إيهام العيان بأنه مستمتع، ولماذا يصر العيان على بذل مجهوده المعيب ليمتع من لا يحس به أساسا، ما سر هذه العلاقة المجهدة والفاترة في ذات الوقت.
صاحب الريموت ، ماذا يمتلك ليحرك كل هذه الدمى، هل هي فضائح مخزنة في شرائط الفيديو التي اجتهد العادلي قديما في جمعها؛ ليسرقها بعدها من قاد اقتحام مقرات أمن الدولة ، أم أن البعض يعرض لعب دور سحرة الفرعون متطوعا، أم أن من يعدهم ويمنيهم، وما يعدهم إلا فنكوشا، ما زال يصر على قدرته على استخفاف الفاسقين.

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

هل ندرك حجم جريمتنا


هل ندرك حجم جريمتنا


يقلقني فعلا وعي الجيل القادم، الذي كان بحكم حالة الانسداد السياسي؛ منصرفا بالكلية عن الشأن العام، وبعد الثورة بدأ هذا الجيل يحاول أن يتعلم، لكن للأسف لم تفلح النخبة في إعطائه النموذج التطبيقي الصحيح، ولو تبنى هذا الجيل هذه الصور المغلوطة عن أبجديات العمل العام، فستعاني مصر لعقود من هذا الوعي الفاسد.
ولكن يبقى المرار في أننا علمنا جيلا جديدا منهجا فاسدا يهمش دور المعارضة كناصح ومراقب ومنافس شريف ، ويعظم أليات هدم الخصوم، ونكد الضراير، والتآمر مع الثورة المضادة في الداخل، والاستقواء بأعداء الخارج. وكلها ممارسات تصنع مستقبلا قاتما.
علمنا هذا الجيل أن حرق المقرات عمل ثوريا، وعلمناه أن البلاك بلوك ثوار ، وأن الوصول للبرلمان يعتبر سرقة للثورة ، وأن الحشود في الميادين يمكن اعتبارها بديلا عن الصناديق كممثل للإرادة الشعبية ، وأن الطليعة الثورية بديلا عن الإرادة الشعبية.
علمناه في الإعلام الاستيريوتايب وصناعة الأنماط المتصارعة ، وانعدام الموضوعية ، وأن الشاشات تباع لتتحول لأذرع يتنازع بها الكبار ، أن الإسلام الوسطي يمثله راقصة وممثلة ودعي معمم كان مسؤل تثقيف في حزب شيوعي . وأن السباب والخروج عن الذوق إبجدية إعلامية جديدة.
فهل ندرك حجم جريمتنا التي أجرمناها في حق هذا الوطن؟
  


إعلام الثورة وإعلام ما بعد الثوة

إعلام الثورة وإعلام ما بعد الثوة

حين تضيع منا الخطا في سبل الوصول ، وتختفي علامات الطريق، ويتنامي في داخلنا الشك. علينا أن نقف، ونعيد حساباتنا بعد الخروج من دائرة الحدث، ولعل وقفتنا هذه تتيح لنا فرصة لاستعادة ملامح الطريق.
مصر ثارت، في 1882 ، و 1919 و 52 وفي 71 ، ولكن في جميع الحالات لم تكمل ما ثارت من أجله، بل تشتتت بها الدروب ، وضاعت أهداف ثوراتها بالتدريج، والسبب أنه دائما ما تضيع منا الأهداف في زحام التدافع الذي لا يعلي من قيمة الصالح العام، فتتساقط الغايات في ظل صراع الوسائل.
ولكي نعود لثورتنا بوجهها الفاعل علينا أن نعيد مبايعة الغايات.
ولدي معيار سهل وبسيط نضبط به زوايا العجل الثوري على المسار، وهو ليس معيار فلسفي خرج من بنات أفكاري حتي يجادلني فيه غيري، وإنما معيار موضوعي صنعته حناجر الملايين في الميادين.
علينا أن نعيد اكتشاف المعاني المضمرة في أيدلوجية الميدان التي عبرت الأيدلوجيات جميعا، واستطاعت أن تصنع الحشد الذي أنجح الثورة.
"الشعب يريد"، شعار على صغر مبناه إلا أنه عميق في معناه إذا تذكرنا حال الشعب المصري منذ عهد الفراعين، وهو يرى طبقة من الملوك الألهة تساندها جوقة من رهبان المعابد وأصحاب المصالح، تتحكم في كل شيء ، يبنما تركت للشعب دور المتفرج الصامت.
وما كان تزوير البرلمان في مصر، وزراعة نخبة ممن يسمونهم المفكرين والمبدعين والساسة تقوم بدور الأكسيسوريز لاستكمال بناء هرم الدولة في مصر بعيدا عن محاولة استلهام أو الاستبصار بما يطلبه المشاهدون، إلا شكلا من أشكال هذه الأزمة الفرعونية القديمة.
"الشعب خط أحمر" وهي طلقة أخرجتها الحناجر التي رأت على مدار الدهور أن من لم يقنع بدور المتفرج الصامت فعليه أن يتحمل انتهاك الكرامة. فأرادت أن تصوغ عقدا اجتماعيا جديدا ، يؤكد استحقاق الكرامة .
"أيد واحدة" دليل الوصول ، والخط الأخضر الواصل بين مرافئ الانطلاق ومرافئ الوصول، وصافرة الخطر التي تحذر من تساقط الغايات في دروب التدافع . وتغول الوسائل التي يفترض فيها التنوع ، حتى كادت أن تقسم الناس لجذر تتصارع وتتباغض وتتدابر على الوسائل رغم اتفاقها على غاية وحيدة.
وهكذا يمكن رسم السبيل، واكتشاف كل من حاد عن السبيل ، والتوثق من صحة مسار السائرين نحو حلم الشباب الذي أحسنوا صنعه، ويجب أن نحسن نحن الكهول فهمه.
مصر تحتاج لانتقال ديموقراطي يتعافى معه دور الإرادة الشعبية، وتحترم فيها هذه الإرادة وتوقر، مع الاعتراف بأنه سيكون هناك عثرات لكن هذه العثرات هي أولى خطى الديموقراطية الوليدة وعلينا جميعا أن نراها بهذه العين.
مصر تحتاج تقديس حقوق الفرد، واحترام كرامته ، سواء أكان هذا الفرد في السلطة أو المعارضة. مصر تحتاج أن تعمل كل فصائلها السياسية في النور وأن لا نطارد فصيل لنلجأه للعمل تحت الأرض فينبت لنا ملا تحمد عقباه من الأفكار.
مصر تحتاج لخطاب تعبوي وحدوي يجمع ولا يفرق.
لكن ما رأيناه من إعلام ما بعد الثورة كان كارثة - بمعنى الكلمة بحق- في جله. فقد استفاد إعلام ما بعد الثورة مما أنتجت الثورة من مناخ حرية قد توصف بالسيولة، فما كان من هذا الإعلام إلا أن وظف هذه الحرية لدعم الثورة المضادة التي ما وعت أبدا شعارات الميدان ، والتي ما استوعبت قط أحلام هذا الشعب وطموحاته، فارتدت الأبواق الإعلامية شوكة في ظهر كل القيم الثورية ، وأشاعت روح من اليأس وكرست للفرقة ، ودعمت العنف، وشوهت الحقائق وقلبت المعايير.
وهذا التحدي يضع على كاهل إعلام الثورة عدة تبعات ثقال وهي:
-         صناعة نخبه حقيقية تجيد التحدث باسم الناس بصدق وتجرد، وذلك بفتح المنابر الإعلامية لكل من لديه ما يفيد.
-         التواجد في المحافل الثقافية واكتشاف المواهب والطاقات التي عطلها إعلامنا لأنها لا تعزف على نفس منواله.
-         تنظيم مسابقات في البحوث والشعر والقصة وكافة المجالات الأدبية ، مع إتاحة فرص لهذه المواهب الجديدة .

هذا فإن أفلح الإعلام الثوري في بناء نخبة ثقافية متجردة للوطن، أكدنا مسار استقلال الوعي، والانحياز المتجرد للوطن وأحلامه.



الأحد، 24 أغسطس 2014



الطليعة الثورية أم الإرادة الشعبية 

هناك صراع بين فكرة الطليعة الثورية القادرة على تصور الأصوب للمجتمع، والتي تجبر المجتمع بشكل أو بآخر على أن يتبعها.
وبين فكرة التخلية بين المواطن والصندوق، واحترام اختيار المجتمع، حتى وإن لم يعجب توجهات النخبة ؛ ففي هذه الحالة على النخبة أن تراجع أدوات توعية المجتمع، والتواصل معه.

للأسف البونابرتية قامت على فكرة ميكيافيلي ( المستبد العادل ) وهي فكرة أثبتت فشلها، في ظل الثورة الفرنسية التي قدمت أكثر من 15 ألف من نخبتها للمقصلة، حتى انتهت النخبة فعليا، وهنا تمت التخلية بين المواطن والصناديق بشكل جبري فنجحت الثورة الفرنسية.
ولو فرضنا أننا سنسير في هذا المسار أظن أن النخبة قد رسمت لنفسها طريق المقصلة مختارة.


أصل اليسار الشيوعي في مصر وارتباطه بالصهيونية والمخابرات الروسية

زكي مراد حدتو أو هنري كوريل بالفرنسية . ولد في القاهرة لأسرة يهودية مصرية أصولها إيطالية وهو قريب للفيزيائي الإيطالي يوجينيو كوريل عميل الكي جي بي والذي اغتيل في إيطاليا العام . 1945
وهو عم جـورج بليك وبعد وفاة والده تولى تربيته عمه هنري كوريل عميل المخابرات السوفيتية، وتوسم عمه فيه ملامح الجاسوس الرائع فبدأ بزرع مبادئ الجاسوسية فيه منذ الصغر، ويعتبر جورج بليك من أشهر الجواسيس المزدوجة أي أنه كان يعمل لحساب دولتين في وقت واحد، فقد كان يعمل دبلوماسياً إنكليزياً وعميلاً للمخابرات الإنكليزية في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي نفس الوقت كان شيوعياً يتجسس لحساب روسيا، وفي النهاية تم القبض عليه من قبل المخابرات البريطانية وصدر الحكم عليه بالسجن لمدة 42 عاماً ولكنه هرب من السجن واتجه إلى روسيا وعاش هناك حتى الآن، وقد ألف عنه الروائي ريتشارد كوندون روايته الشهيرة "الزميل المنشوري" وأجرى التلفزيون السوفيتي حواراً معه تفاخر فيه بأنه خدع أكثر من 600 عميل للمخابرات الأميركية والبريطانية.
هنري كوريل أسس العام 1943 حركة التحرر الوطني المصري ( ح..م.ت.و حمتو)) (HAMETU) التي أصبحت في 1947 الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني ( حدتو) (M.D.L.N). في ذات الفتره الزمنيه شارك في تاسيس شقيقتها السودانيه الحركه السودانيه للتحرر الوطني ( حستو) من رحم قسم السودانين في التنظيم و تطور لاحقا للحزب الشيوعي السوداني و غيرهم. كان قسم السودانين يضم اسماء لامعه كبيره شاركت في الحياه السياسيه السودانيه ك عبد الخالق محجوب احمد سليمان فاروق ابو عيسي التيجاني الطيب . لعبت الحركه الديمقراطيه للتحرر الوطني حدتو دورا كبيرا في الاحداث السياسيه المصريه السابقه لثوره يوليه ١٩٥٢ و شارك اعضاذها من قسم الضباط في ثوره يوليه و الذين كان بينهم خالد محي الدين, احمد حمروش و عثمان فوزي. شاركت حدتو في وجود كورييل ثم لاحقا بعد غيابه في احداث كبيره كاللجنه الوطنيه للطلبه و العمال عام ١٩٤٦ كالدعوه لتكوين اتحاد عمال مصر و كادخال مفاهيم جديده للفن و الثقافه في مصر. قبض عليه مرارا من ضمن الاعتقالات التي شملت عدة شيوعيين، وبالرغم من جنسيته المصرية تم إجباره علي الهجرة في 1950 وغادر إلي فرنسا حيث قام وبرفقة عدد من الشيوعيين اليهود المصريين بتأسيس مجموعة عرفت باسم " مجموعة روما ". كانت مجموعه روما مجموعه باريسيه و ظلت علي اتصال كبير بالشيوعين المصريين و احتفظت باكبر ارشيف للحركه الشيوعيه المصريه و الذي يوجد حاليا
ويرى الشيوعي اليهودي مارسيل إسرائيل ( كتاب من تاريخ الحركة الشيوعية؛ ج١؛ ص١٨) أن هنري كوريل عضو في تنظيم صهيوني دولي له مشروع و هو إقامة دولة إسرائيل؛ والسيطرة على الحكم في الدول العربية؛ ومنع اتحادها مرة ثانية ( راجع شهادات الشيوعيين المصريين عن رفض تنظيماتهم الوحدة بين مصر وسوريا عام ١٩٥٨؛ كتاب من تاريخ الحركة الشيوعية المصرية(