الجمعة، 29 مايو 2009

انكسار الناي

انكسار الناي


في العالمِ المملوءِ أخطاءَ
مطالب وحدك . ألا تخطئا
لأن جسمك النحيل
لو مرةً أسرع أو أيطأ ،
هوى ، وغطى الأرض أشلاء !َ
من قصيدة مرثية لاعب سيرك
للشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي

انكسار الناي
رأيت في عينيه عينيَّ القديمتين ، حين التقت عينانا وأنا أناوله أوراقه ، أصابتني رجفة ؛ خفضت عيني ، وركزتها على اللافتة الكبيرة التي تحمل اسمي وقد توسطت مكتبي الفاره وقلت : اسمع يا بني … أيام كنت من ذوي الدم الحار … كنت أحلم أن أصبح أديبا ، كتبت كثيرا ، و كان مدادي مثلك من دمي ، طرقت أبوابا… ولكنها أبدا ما انفتحت لي … قالوا إنه مر.
والآن وقد علا نجمي ، و صرت أرى الورقة بيضة ، والقلم حجرا ، وصار مدادي من عسل ولبن .
فلا تلمني ؛ فكم عانيت حين اجتزأت مرارة ما أكتب ، وجعلت على كل جبل جزءا ، وبقيت أعواما أعزف نايي ، وأرتل مزاميرا لا يسمعها غيري (رب أرني كيف تحي الموتى ) فلا عذاباتي دبت فيها حياة ، ولا اطمأن قلبي ، إلى أن تركت الناي .
انتبهت على صوت باب مكتبي ينغلق . انصرف تاركا أوراقه وقد بللتها الدموع

نشرت بصفحة قضايا أدبية بجريدة المساء العدد 16188 وبدوحة الأدب بجريدة أفاق عربية العدد 527

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق