تُرَاهُ دَم ؟!!
أمس وجدوا جثَّته - أمام آخر لوحاته - مطعونا بفرشاة بين كتفيه ، وقد لونت ظهره بقعة حمراء .
…تراها دم ؟!!
كانت اللوحة لجندي من ظهره يمسك سيفا . يرتدي بدلة العسكر الصفراء ، أمامه عشرات من جثث الأعداء . خلفه لليسار كتف لجندي يرتدي بدلة صفراء ، قد غرس سيفه بين كتفيه . وبقعة دم تكسُو ظهره .
ملحوظة : كاتب هذه السطور قتل صباح اليوم ، وجد مطعونا بقلم بين كتفيه ، وقد غطت ظهره تلك البقعة الحمراء !!
نشرت بدوحة الأدب بجريدة أفاق عربية العدد522
إظهار الرسائل ذات التسميات القصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات القصة القصيرة. إظهار كافة الرسائل
الجمعة، 29 مايو 2009
انكسار الناي
انكسار الناي
في العالمِ المملوءِ أخطاءَ
مطالب وحدك . ألا تخطئا
لأن جسمك النحيل
لو مرةً أسرع أو أيطأ ،
هوى ، وغطى الأرض أشلاء !َ
من قصيدة مرثية لاعب سيرك
للشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي
انكسار الناي
رأيت في عينيه عينيَّ القديمتين ، حين التقت عينانا وأنا أناوله أوراقه ، أصابتني رجفة ؛ خفضت عيني ، وركزتها على اللافتة الكبيرة التي تحمل اسمي وقد توسطت مكتبي الفاره وقلت : اسمع يا بني … أيام كنت من ذوي الدم الحار … كنت أحلم أن أصبح أديبا ، كتبت كثيرا ، و كان مدادي مثلك من دمي ، طرقت أبوابا… ولكنها أبدا ما انفتحت لي … قالوا إنه مر.
والآن وقد علا نجمي ، و صرت أرى الورقة بيضة ، والقلم حجرا ، وصار مدادي من عسل ولبن .
فلا تلمني ؛ فكم عانيت حين اجتزأت مرارة ما أكتب ، وجعلت على كل جبل جزءا ، وبقيت أعواما أعزف نايي ، وأرتل مزاميرا لا يسمعها غيري (رب أرني كيف تحي الموتى ) فلا عذاباتي دبت فيها حياة ، ولا اطمأن قلبي ، إلى أن تركت الناي .
انتبهت على صوت باب مكتبي ينغلق . انصرف تاركا أوراقه وقد بللتها الدموع
نشرت بصفحة قضايا أدبية بجريدة المساء العدد 16188 وبدوحة الأدب بجريدة أفاق عربية العدد 527
في العالمِ المملوءِ أخطاءَ
مطالب وحدك . ألا تخطئا
لأن جسمك النحيل
لو مرةً أسرع أو أيطأ ،
هوى ، وغطى الأرض أشلاء !َ
من قصيدة مرثية لاعب سيرك
للشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي
انكسار الناي
رأيت في عينيه عينيَّ القديمتين ، حين التقت عينانا وأنا أناوله أوراقه ، أصابتني رجفة ؛ خفضت عيني ، وركزتها على اللافتة الكبيرة التي تحمل اسمي وقد توسطت مكتبي الفاره وقلت : اسمع يا بني … أيام كنت من ذوي الدم الحار … كنت أحلم أن أصبح أديبا ، كتبت كثيرا ، و كان مدادي مثلك من دمي ، طرقت أبوابا… ولكنها أبدا ما انفتحت لي … قالوا إنه مر.
والآن وقد علا نجمي ، و صرت أرى الورقة بيضة ، والقلم حجرا ، وصار مدادي من عسل ولبن .
فلا تلمني ؛ فكم عانيت حين اجتزأت مرارة ما أكتب ، وجعلت على كل جبل جزءا ، وبقيت أعواما أعزف نايي ، وأرتل مزاميرا لا يسمعها غيري (رب أرني كيف تحي الموتى ) فلا عذاباتي دبت فيها حياة ، ولا اطمأن قلبي ، إلى أن تركت الناي .
انتبهت على صوت باب مكتبي ينغلق . انصرف تاركا أوراقه وقد بللتها الدموع
نشرت بصفحة قضايا أدبية بجريدة المساء العدد 16188 وبدوحة الأدب بجريدة أفاق عربية العدد 527
الهاجس
الهاجس
الوقت متأخر ، كنت عائدا من عند الطبيب ، أعرض عليه نتائج آخر التحاليل ، و أشكو له من زيادة الاستسقاء ، وانتفاخ بطني .
حملتني خطواتي الواهنة لرصيف "16" بمحطة مصر حيث قطار منوف . اخترت عربة مضيئة وسط القطار. وألقيت جسدي على أقرب مقعد لمحت نوافذه مغلقة ، الليلة باردة و أنا لم أغير ملابسي الصيفية بعد . فمازلنا في أول أسبوع من نوفمبر . يجب أن أطلب من زوجتي إخراج ملابسي الشتوية الثقيلة . فصحتي لم تعد تحتمل هذا البرد . العربة تكاد تخلو من الركاب ، تفقدت جيراني بالعربة ، اثنان - رجل وامرأة ، أمامي في أول العربة - بجوار الشباك المكسور في الكرسي الأول إلى اليسار ، رجل في المقعد المجاور لي من ناحية اليسار ، وثلاثة في آخر العربة ، لا أراهم ولكن أصواتهم كانت تصلني من بعيد ، القطار هو الآمن والأسهل لي في سفر الليل ، فمحطة القطار في القناطر قريبة من منزلي ، حوالي "7" دقائق مشي … ولكن البرد ؟
شرعت في عد الشبابيك المفتوحة أو المكسورة الزجاج – في العربة – لأتنبأ بمدى برودة العربة عندما يتحرك القطار .
هكذا كنت أحاول أن أشتت تفكيري ، لأهرب من هواجسي المفترسة .
هذه الشفقة المميتة في نظرة دكتور التحاليل وهو يعطيني النتائج . وإحساسي برغبة شديدة في البكاء و أنا أغادر معمل التحاليل ، كلمات الصيدلي الذي عرضت عليه النتائج كما اعتدت : " لازم تتابع مع طبيبك المعالج ، لا أخفي عليك ، هذه المرة النتائج أسوأ " ، سؤال الطبيب لي اليوم عن إمكانية إدخالي المستشفى تبع التأمين ، وعن حالات الغيبوبة .
عدت أعد النوافذ المفتوحة والمغلقة ، أتخيل اتجاهات الهواء . أعد الركاب الستة ، وأتبين أصوات من لا أراهم . أتابع شخير جاري في المقعد المجاور ، أحاول تخيل ملامح وجهه المغطى بالكوفية بإحكام .
كان القطار قد غادر لتوه محطة شبر الخيمة ، صوت خطوات حريمي تقترب ، تقدمت وجلست في مواجهتي في مقعدي .
تُرَى لماذا تَخيرتْ مقعدي بالذات ؟ هل تخاف الوحدة والليل ؟
أم تبحث عن مقعد دافئ مغلق النوافذ مثلي ؟
هي في أوائل الثلاثين … نعم أعتقد ذلك ، تبدوا في مثل سن زوجتي . ولكن لماذا ترتدي السواد – الجيبة ، البلوزة ، الجاكت – حتى الإيشارب الذي ينحسر عن شعرها الأشقر قليلا – أسود ، تُراها عائدة من عزاء ؟ في مثل هذا الوقت ؟ سرقت نظرة أخرى لوجهها ، لا… أعتقد … هذا الوجه الثلاثيني قد عانى مرارة الترمل . أستطيع أن أجزم بذلك .
كان صاحبي الشِخِّير في المقعد المجاور قد انتظمت إيقاعاته ، وترهلت أطرافه ، وتمدد على الكرسي الثلاثي ، ومازالت كوفيته تستر وجهه . وصاحبة الرداء الأسود التي أثارت زوبعة الأسئلة في رأسي ساكنة ، تحاول أن تمنع عينيها من التجول . و أنا سعيد بتشتتي . والقطار يغادر قليوب البلد .
لا أدري سر اهتمامي برفيقة المقعد ، فقط على ما أعتقد هو اهتمام فطري لا أكثر . ولكني كنت حريص أن أبدو متحفظا في جلستي ، وحركاتي ، ونظراتي .
أعتقد أنها قد نسيت وجودي ، كانت عيناها معلقة على جاري الشخير باهتمام . نبهها صوت ولاعتي لوجودي ، فسحبت عينيها بسرعة وحرج وثبتتها على النافذة المغلقة ، كان صاحبنا الشخير الممدد قد انكشفت ساقه ، وانتصبت عورته تحت جلبابه بشكل لافت للنظر .
أحسست بالحرج ، فكرت أن أعتذر لها ، ولكن كيف ؟ ولماذا ؟ و عن ماذا ؟ أم تراها تريد أن تتأكد من انشغالي لتعاود النظر ؟.
انسحبت من مقعدي بهدوء ،تركت العربة كلها . كان القطار قد أقترب من القناطر .
عندما وقعت عيني على صورتي في المرآة وأنا أغير ملابسي ، وقفت أتأمل جسدي السبع والثلاثيني ، وبشرتي الخضراء، وبطني المنتفخة، و ملامح قلق الصباح مازالت محفورة في وجه زوجتي . ومسحة حزن تشي بوجه يخشى الترمل ، حاولت النظر عميقا في عينيها ، ولكني لم أستطع
الوقت متأخر ، كنت عائدا من عند الطبيب ، أعرض عليه نتائج آخر التحاليل ، و أشكو له من زيادة الاستسقاء ، وانتفاخ بطني .
حملتني خطواتي الواهنة لرصيف "16" بمحطة مصر حيث قطار منوف . اخترت عربة مضيئة وسط القطار. وألقيت جسدي على أقرب مقعد لمحت نوافذه مغلقة ، الليلة باردة و أنا لم أغير ملابسي الصيفية بعد . فمازلنا في أول أسبوع من نوفمبر . يجب أن أطلب من زوجتي إخراج ملابسي الشتوية الثقيلة . فصحتي لم تعد تحتمل هذا البرد . العربة تكاد تخلو من الركاب ، تفقدت جيراني بالعربة ، اثنان - رجل وامرأة ، أمامي في أول العربة - بجوار الشباك المكسور في الكرسي الأول إلى اليسار ، رجل في المقعد المجاور لي من ناحية اليسار ، وثلاثة في آخر العربة ، لا أراهم ولكن أصواتهم كانت تصلني من بعيد ، القطار هو الآمن والأسهل لي في سفر الليل ، فمحطة القطار في القناطر قريبة من منزلي ، حوالي "7" دقائق مشي … ولكن البرد ؟
شرعت في عد الشبابيك المفتوحة أو المكسورة الزجاج – في العربة – لأتنبأ بمدى برودة العربة عندما يتحرك القطار .
هكذا كنت أحاول أن أشتت تفكيري ، لأهرب من هواجسي المفترسة .
هذه الشفقة المميتة في نظرة دكتور التحاليل وهو يعطيني النتائج . وإحساسي برغبة شديدة في البكاء و أنا أغادر معمل التحاليل ، كلمات الصيدلي الذي عرضت عليه النتائج كما اعتدت : " لازم تتابع مع طبيبك المعالج ، لا أخفي عليك ، هذه المرة النتائج أسوأ " ، سؤال الطبيب لي اليوم عن إمكانية إدخالي المستشفى تبع التأمين ، وعن حالات الغيبوبة .
عدت أعد النوافذ المفتوحة والمغلقة ، أتخيل اتجاهات الهواء . أعد الركاب الستة ، وأتبين أصوات من لا أراهم . أتابع شخير جاري في المقعد المجاور ، أحاول تخيل ملامح وجهه المغطى بالكوفية بإحكام .
كان القطار قد غادر لتوه محطة شبر الخيمة ، صوت خطوات حريمي تقترب ، تقدمت وجلست في مواجهتي في مقعدي .
تُرَى لماذا تَخيرتْ مقعدي بالذات ؟ هل تخاف الوحدة والليل ؟
أم تبحث عن مقعد دافئ مغلق النوافذ مثلي ؟
هي في أوائل الثلاثين … نعم أعتقد ذلك ، تبدوا في مثل سن زوجتي . ولكن لماذا ترتدي السواد – الجيبة ، البلوزة ، الجاكت – حتى الإيشارب الذي ينحسر عن شعرها الأشقر قليلا – أسود ، تُراها عائدة من عزاء ؟ في مثل هذا الوقت ؟ سرقت نظرة أخرى لوجهها ، لا… أعتقد … هذا الوجه الثلاثيني قد عانى مرارة الترمل . أستطيع أن أجزم بذلك .
كان صاحبي الشِخِّير في المقعد المجاور قد انتظمت إيقاعاته ، وترهلت أطرافه ، وتمدد على الكرسي الثلاثي ، ومازالت كوفيته تستر وجهه . وصاحبة الرداء الأسود التي أثارت زوبعة الأسئلة في رأسي ساكنة ، تحاول أن تمنع عينيها من التجول . و أنا سعيد بتشتتي . والقطار يغادر قليوب البلد .
لا أدري سر اهتمامي برفيقة المقعد ، فقط على ما أعتقد هو اهتمام فطري لا أكثر . ولكني كنت حريص أن أبدو متحفظا في جلستي ، وحركاتي ، ونظراتي .
أعتقد أنها قد نسيت وجودي ، كانت عيناها معلقة على جاري الشخير باهتمام . نبهها صوت ولاعتي لوجودي ، فسحبت عينيها بسرعة وحرج وثبتتها على النافذة المغلقة ، كان صاحبنا الشخير الممدد قد انكشفت ساقه ، وانتصبت عورته تحت جلبابه بشكل لافت للنظر .
أحسست بالحرج ، فكرت أن أعتذر لها ، ولكن كيف ؟ ولماذا ؟ و عن ماذا ؟ أم تراها تريد أن تتأكد من انشغالي لتعاود النظر ؟.
انسحبت من مقعدي بهدوء ،تركت العربة كلها . كان القطار قد أقترب من القناطر .
عندما وقعت عيني على صورتي في المرآة وأنا أغير ملابسي ، وقفت أتأمل جسدي السبع والثلاثيني ، وبشرتي الخضراء، وبطني المنتفخة، و ملامح قلق الصباح مازالت محفورة في وجه زوجتي . ومسحة حزن تشي بوجه يخشى الترمل ، حاولت النظر عميقا في عينيها ، ولكني لم أستطع
السبت، 23 مايو 2009
التيه
التيه
سرقته خطوات الخدر موغلة في سبل التيه ، ألقته غثاءً في أرض الأقزام .
يصحوا مُفَزَّعاً - وهو أخر سلالة العماليق على ألم دخول الجذع في إسته، و أقزام عدةٍ اصطنعوا أرجوحة ً علقوها في إحليله، و آخرين اتخذوا من فتحاته الكبيرة في وجهه مغارات للعبث و مراحيض .
تصرع يقظته بقايا الخدر ، ينفض عن جسده أسراب الأقزام ؛ ويبتلع مرارات الانتباهة.
يقبض – من كومة العشب التي يتوسدها – قبضة ، يشعل فيها النار، يملأ صدره بدخانها الأزرق ؛ فتعلوه موجات الخدر الهادرة . يتوسد باقي أعشابه ، وتداعبه خيالاته فيرى نفسه عملاقا وتغيب عن الصورة - في عينيه - صورة قطعان الأقزام العائدة للعبث ، وللأرجوحة ، ولاستعمال المراحيض . يتذكر تلك النطفة التي زرعها في رحم زوجته قبل ولوج التيه ( آااهٍ لو تنبت ذكرا يحمل إرث العملقة ) ، ويعيش الحلم .
ساعات اللهو الحلوة تمر بالأقزام حتى ينتفض العملاق ؛ لينزع جذع ً آخر ويلوك مراراتً أخرى ، يقبض من عشبه ، ويهم بإشعال النار ، كلما أشعل عودا أطفأته دموعه ؛ يلقي أعواده . يجري لحدود الساحة ؛ يجلس في أحد الأركان . يحكم قبضته على عشبه . نظرته الغضبى ترصد قبضته . ودموعه تغسل فتحاته
سرقته خطوات الخدر موغلة في سبل التيه ، ألقته غثاءً في أرض الأقزام .
يصحوا مُفَزَّعاً - وهو أخر سلالة العماليق على ألم دخول الجذع في إسته، و أقزام عدةٍ اصطنعوا أرجوحة ً علقوها في إحليله، و آخرين اتخذوا من فتحاته الكبيرة في وجهه مغارات للعبث و مراحيض .
تصرع يقظته بقايا الخدر ، ينفض عن جسده أسراب الأقزام ؛ ويبتلع مرارات الانتباهة.
يقبض – من كومة العشب التي يتوسدها – قبضة ، يشعل فيها النار، يملأ صدره بدخانها الأزرق ؛ فتعلوه موجات الخدر الهادرة . يتوسد باقي أعشابه ، وتداعبه خيالاته فيرى نفسه عملاقا وتغيب عن الصورة - في عينيه - صورة قطعان الأقزام العائدة للعبث ، وللأرجوحة ، ولاستعمال المراحيض . يتذكر تلك النطفة التي زرعها في رحم زوجته قبل ولوج التيه ( آااهٍ لو تنبت ذكرا يحمل إرث العملقة ) ، ويعيش الحلم .
ساعات اللهو الحلوة تمر بالأقزام حتى ينتفض العملاق ؛ لينزع جذع ً آخر ويلوك مراراتً أخرى ، يقبض من عشبه ، ويهم بإشعال النار ، كلما أشعل عودا أطفأته دموعه ؛ يلقي أعواده . يجري لحدود الساحة ؛ يجلس في أحد الأركان . يحكم قبضته على عشبه . نظرته الغضبى ترصد قبضته . ودموعه تغسل فتحاته
أولادُ ال…
أولادُ ال…
في ليلة شتوية أرهقت قطرات المطر صفحتها طرق الشيطان بابه ، أمره بترك زوجته له ، وانتظاره بالخارج . رفع حاجباً وكتفا وقال : "طظ " ثم خرج .
ضاجعها ، وانفلت تاركاً في رحم اللعنة ولداً له .
خجلت أن تنبئ زوجها. لكن سرعة انتفاخ بطنها دفعته للعجب ، ودفعتها للبوح .
بعد أسبوع خرج ولد الشيطان منها ، نما حتى صار ابن عشرين عاما في عشرين يوما. وانطلق يزرع نطافه الباردة في أرحام نساء القرية اللائي ما عرفن قبل فحولة مثل فحولته ! كثيرات هن اللائى حلمن بنيل شرف الوطء ، وحمل أخبار فتوحاته لغيرهن .
فشت في القرية أقاصيص وروايات عدة عن عبثه ببنات الأشراف الحرائر ؛ صار الدم يغلي في عروق الرجال غيرة على الشرف المضاع ، وحسدا . فأجمعوا : لنقتلنه ؛ فيتفرق دم الثأر على كل عوائلنا . وقد كان .
لكن دمه عندما سال من جروحه ظل يجري في كل اتجاه حتى حفر لنفسه سبعين مجرًى في طرق القرية جميعا ، يتدفق فيها سيولا من دم بارد .
وبعد أسبوع ، ولد أول أبنائه ، وتوالى النسل ومازال ، والـخوف من طوفان الدم
نجوم تتلألأ
نجوم تتلألأ
عندما أعلنت صافرة الحكم بدء المباراة ؛ أخذني حماس اللعب ؛ وانفعلت مع الكرة ، فلم أعد أرى غير توحدي والكرة والنجيلة الخضراء وهتاف الجماهير .
أعضائي أصابع عازف بيانو انهمك في عزفه .أطير من أول الملعب لآخره في قفزة واحدة . كراتي لها صوت قذائف الهاون في صفيرها وارتطامها ، تنزع الشباك ، أطاحت بعوارض المرمى ، وطارت بها بعيدا بعيدا في السحاب . حارس المرمى تنحى في ركن قصي منبطحا على بطنه . الجماهير تتحرك كموجات في حقل قمح داعبه ريح . ألتفت فيشعل أزيز الجماهير حماسي . ومرمى خصمي عديم الشباك والعوارض والحارس ؛ فأطير وألتقط نجوم السماء ؛ أنثرها فوق الجماهير . أجول ، أسدد ، أحرز أهدافا لا أحصيها . ... أنتشي ... أنتشي.
كم تمنيت أن لا تنتهي أبدا تلك المباراة . كم هو ممتع أن تطول .
....أأأأأأه .
جميلة هي تلك النجمات التي تتلألأ بين الجماهير . والهتاف .
لا لن أحصي أهدافي . فقط سأبقى في عناق دائم مع تلك النشوة .
قطعتني صافرة الحكم يعلن النهاية . أعادتني مرغما للأرض . يتسللني الخوف ... وأخشى أن ترتفع عيني للوحة النتيجة . و على استحياء ... حاولت أن أسرق نظرة لها . ولكنيِّ .........
عندما أعلنت صافرة الحكم بدء المباراة ؛ أخذني حماس اللعب ؛ وانفعلت مع الكرة ، فلم أعد أرى غير توحدي والكرة والنجيلة الخضراء وهتاف الجماهير .
أعضائي أصابع عازف بيانو انهمك في عزفه .أطير من أول الملعب لآخره في قفزة واحدة . كراتي لها صوت قذائف الهاون في صفيرها وارتطامها ، تنزع الشباك ، أطاحت بعوارض المرمى ، وطارت بها بعيدا بعيدا في السحاب . حارس المرمى تنحى في ركن قصي منبطحا على بطنه . الجماهير تتحرك كموجات في حقل قمح داعبه ريح . ألتفت فيشعل أزيز الجماهير حماسي . ومرمى خصمي عديم الشباك والعوارض والحارس ؛ فأطير وألتقط نجوم السماء ؛ أنثرها فوق الجماهير . أجول ، أسدد ، أحرز أهدافا لا أحصيها . ... أنتشي ... أنتشي.
كم تمنيت أن لا تنتهي أبدا تلك المباراة . كم هو ممتع أن تطول .
....أأأأأأه .
جميلة هي تلك النجمات التي تتلألأ بين الجماهير . والهتاف .
لا لن أحصي أهدافي . فقط سأبقى في عناق دائم مع تلك النشوة .
قطعتني صافرة الحكم يعلن النهاية . أعادتني مرغما للأرض . يتسللني الخوف ... وأخشى أن ترتفع عيني للوحة النتيجة . و على استحياء ... حاولت أن أسرق نظرة لها . ولكنيِّ .........
أَحَبَّها قصة قصيرة

أَحَبَّها
أَحَبَّها . وأَحَبَّتْ طعمَ دمهِ ودموعهِ . كلما تَقَرَّب نكأت جرحه ؛ وامتصت من نزفه . "الشوق يُقَطِّعُ في قلبه ، والفزع " وهو يراقب نشوتها. دارى عنها أنينه ؛ حتى لا يفسد مذاق دمعه في فمها .
بعد أيام ، ولأنه أحبها ؛ زال عنه فزعه " من نكئ الجرح و انتشائها " ، واعتاد كتم الأنين ، ومكابدة الوجد .
بعد شهر ، ولأنه يحبها ، أحب نزف جراحه ودموعه .
شفتيها - وهي تمتص الجرح - تهبه مذاق القبلة ؛ فيرتاح الوجد .
لم يك يحزنه غير خواء يتسلل داخله ، وشحوب يكسو لونه باصفرار الذبول .
ولما أيقن من نضوب الدم في عرقه ؛ اختفى بعيداً بعيدا ؛ لخوفه أن تأت اللحظة وهو بين يديها فتحزن . أو تخاف .
وعندما أحس بالموت قَبَّل موضع شفتيها على جرحه ، وترك ألمه يعلن الأنين ، وابتسم
الرسالة قصة قصيرة جداً
الرسالة
نشرة الأخبار المكرورة و دخان سجائري عبقا المكان بالملل
( نعوشٌ تتحرك ، آلاف تهتف ،أصابع مرفوعة بإشارات النصر ؛ لاستشهاد سبعة فلسطينيين )
منذ أعوم طويلة … في ساحة الحرب عام 48 دفنته هناك ، ودفنت معه إصبعين ونصف ساق .
(صور لزعماء يستنكرون … وبيانات )
كنا معا خلف المدفع الجديد ، وضعت الدانة و أمسك بحبل المدفع ننتظر الأمر .
اضرب … وانفجر المدفع . أفقت وكان هو ملقيً بجانبي , ودمه يروي التبَّة الرملية . انتفض جسده وأخرج من صدره رسالة . بصق بصقة من دمٍ وقال : لازم توصلها… لازم . ثم انتفض وتعلقت عيناه بالأفق وسكن .
( مازلت أتابع الأخبار , تتحسس أصابعي الباقية في كفي بقايا ساقي المبتورة )
أراه واقفا أمامي ومازالت دماه تسيل من جرحه النافذ . يحمل في يمناه إصبعَيَّ و نصفَ ساقي ، قال : أعطني الرسالة
طواها ، وأخذني ، و انطلقنا
نشرت بدوحة الأدب بجريدة أفاق عربية العدد 536
نشرة الأخبار المكرورة و دخان سجائري عبقا المكان بالملل
( نعوشٌ تتحرك ، آلاف تهتف ،أصابع مرفوعة بإشارات النصر ؛ لاستشهاد سبعة فلسطينيين )
منذ أعوم طويلة … في ساحة الحرب عام 48 دفنته هناك ، ودفنت معه إصبعين ونصف ساق .
(صور لزعماء يستنكرون … وبيانات )
كنا معا خلف المدفع الجديد ، وضعت الدانة و أمسك بحبل المدفع ننتظر الأمر .
اضرب … وانفجر المدفع . أفقت وكان هو ملقيً بجانبي , ودمه يروي التبَّة الرملية . انتفض جسده وأخرج من صدره رسالة . بصق بصقة من دمٍ وقال : لازم توصلها… لازم . ثم انتفض وتعلقت عيناه بالأفق وسكن .
( مازلت أتابع الأخبار , تتحسس أصابعي الباقية في كفي بقايا ساقي المبتورة )
أراه واقفا أمامي ومازالت دماه تسيل من جرحه النافذ . يحمل في يمناه إصبعَيَّ و نصفَ ساقي ، قال : أعطني الرسالة
طواها ، وأخذني ، و انطلقنا
نشرت بدوحة الأدب بجريدة أفاق عربية العدد 536
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)