
أَحَبَّها
أَحَبَّها . وأَحَبَّتْ طعمَ دمهِ ودموعهِ . كلما تَقَرَّب نكأت جرحه ؛ وامتصت من نزفه . "الشوق يُقَطِّعُ في قلبه ، والفزع " وهو يراقب نشوتها. دارى عنها أنينه ؛ حتى لا يفسد مذاق دمعه في فمها .
بعد أيام ، ولأنه أحبها ؛ زال عنه فزعه " من نكئ الجرح و انتشائها " ، واعتاد كتم الأنين ، ومكابدة الوجد .
بعد شهر ، ولأنه يحبها ، أحب نزف جراحه ودموعه .
شفتيها - وهي تمتص الجرح - تهبه مذاق القبلة ؛ فيرتاح الوجد .
لم يك يحزنه غير خواء يتسلل داخله ، وشحوب يكسو لونه باصفرار الذبول .
ولما أيقن من نضوب الدم في عرقه ؛ اختفى بعيداً بعيدا ؛ لخوفه أن تأت اللحظة وهو بين يديها فتحزن . أو تخاف .
وعندما أحس بالموت قَبَّل موضع شفتيها على جرحه ، وترك ألمه يعلن الأنين ، وابتسم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق