السبت، 23 مايو 2009

التيه

التيه
سرقته خطوات الخدر موغلة في سبل التيه ، ألقته غثاءً في أرض الأقزام .
يصحوا مُفَزَّعاً - وهو أخر سلالة العماليق على ألم دخول الجذع في إسته، و أقزام عدةٍ اصطنعوا أرجوحة ً علقوها في إحليله، و آخرين اتخذوا من فتحاته الكبيرة في وجهه مغارات للعبث و مراحيض .
تصرع يقظته بقايا الخدر ، ينفض عن جسده أسراب الأقزام ؛ ويبتلع مرارات الانتباهة.
يقبض – من كومة العشب التي يتوسدها – قبضة ، يشعل فيها النار، يملأ صدره بدخانها الأزرق ؛ فتعلوه موجات الخدر الهادرة . يتوسد باقي أعشابه ، وتداعبه خيالاته فيرى نفسه عملاقا وتغيب عن الصورة - في عينيه - صورة قطعان الأقزام العائدة للعبث ، وللأرجوحة ، ولاستعمال المراحيض . يتذكر تلك النطفة التي زرعها في رحم زوجته قبل ولوج التيه ( آااهٍ لو تنبت ذكرا يحمل إرث العملقة ) ، ويعيش الحلم .
ساعات اللهو الحلوة تمر بالأقزام حتى ينتفض العملاق ؛ لينزع جذع ً آخر ويلوك مراراتً أخرى ، يقبض من عشبه ، ويهم بإشعال النار ، كلما أشعل عودا أطفأته دموعه ؛ يلقي أعواده . يجري لحدود الساحة ؛ يجلس في أحد الأركان . يحكم قبضته على عشبه . نظرته الغضبى ترصد قبضته . ودموعه تغسل فتحاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق