الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

عبد الحليم قنديل وعمرو حمزاوي والموضوعية المفقود



عبد الحليم قنديل وعمرو حمزاوي والموضوعية المفقود

دائما ما كان خطاب عبد الحليم قنديل يمثل لدي صوت اليسار المعتدل الموضوعي ، كما كنت أجد هذا في عمرو حمزاوي في معسكر اليمين فكلاهما كان يرى الخير في خصومة كما يرى العيب فيهم ، وكان يتكلم بلسان الناقد الذي أحس أنه وضع مصر نصب عينية أولا وأخيرا.
ولكن مع قرب انتهاء التأسيسية من نهاية الدستور ، وزيادة مناخ الاستقطاب ، زالت الموضوعية من خطاب اليمين واليسار معا. وصارت الحرب مع الدستور غاية وليست وسيلة ، والمؤتمر الذي انعقد اليوم في نقابة الصحفين خلا بالكامل من حوار عن أي فقرة من الدستور الجديد ، بقدر ما حوى كلاما مرسلا وتلاسن صريح ومحاولة صناعة حشد بلا منطق، وكأن منطق العقل قد غاب عن العقلاء والأغبياء معا.
وحده الدكتور عبد المنعم أو الفتوح وعمرو موسى ، وبعض عقلاء 6 أبريل هم من نقدوا النص المطروح، وأظهروا الضعف والقوة فيه، بشكل موضوعي يظهر حرصهم على حوار منتج بناء في تصوري،
نعم المعارضة الطفيلية تعلم أن الدستور سيليه برلمان ، وأن اختبار البرلمان الصعب سيضع تلك الكيانات الهامشية عالية الصوت في مكانها الطبيعي على خارطة الواقع السياسي المصري ، لكن كل هذا لا يبرر سعيهم المكشوف الوجه لتعطيل الدستور.
مصر بلد عريق في الدستور، وما يمكن أن يريح هؤلاء هو الدعوة لانتخاب لجنة تأسيسية بالنتخاب الحر المباشر ، وقتها لن تظهر هذه الكيانات الطفيلية في اللجنة المنتخبة لكنهم لن يسكتوا ، فوقتها سيكون الكلام بأن الشعب جاهل ، وأن هناك من لوح له بمفتاح الجنة والنار، ونستعيد أسطورة الزيت والسكر، لكن أيضا لن يسكتوا.
الحل في تصوري، أن تعلم النخبة أنها منفصلة عن الواقع من خلال ردة فعل عامة تؤكد كفر الشعب بهذه النخبة الأفاقة .
أو أن يتم الدعوة العامة للاستفتاء على التأسيسية الموجودة ووقتها فعلا يمكن أن نطالب بقطع رقبة كل من سيفتح فمه بكلمة عن التأسيسية .
فهل تقبل النخبة بأي من هذه البدائل وأتصور أن الحل الثاني أنجع وأجزى ولعلهم يصمتون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق