الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

تعليقا على مقال الأسواني ( إلى أين يأخذنا الرئيس)

تعليقا على مقال الأسواني ( إلى أين يأخذنا الرئيس)


رغم أني أحب فكر الإخوان؛ بحكم ارتباطي التنظيمي بهم لفترة من عمري قبل أن أنفصل عنهم في التسعينات
ورغم أني أختلف في كثير من الأحيان مع الأسواني في حكمه الغير دقيق على فكر الإخوان
إلا أني أتفق مع أغلب ما جاء في المقال من ملاحظات على أداء مرسي قد أجد نفسي مجبرا على قبول فكرة التدرج ، منحازا لفكرة نيلسون مانديلا في التغير ( نسامح ولا ننسى ) والتي تقوم على فكرة العفو عن من أساء في السابق؛ مقابل تكفير هذا الذي أساء عن خطأه واعتذاره عنه وتعويض المضارين.إلا أني في نفس الوقت أتسائل كيف أن مرسي الذي خرج الملايين يحتفلون بنجاحه في النتخابات - أعلم ان من خرجوا يومها ليسو جميعهم إخوان, فقد فاق عدد من نزلزا يومها للميادين وأنا منهم العدد الذي انتخبه فعلا - لم يستثمر هذا التأيد الشعبي لصناعة تغيير ثوري يلمسه المواطن على الأرض؛ فأتصور أنه يومها كان يمتلك القدره على خلخلة الداخلية ، وإقالة النائب العام وصناعة تغيير حقيقي يمهد لتحسن ملموس في الوضع المصري، وأتصور أن عدم اغتنام هذه الفرصه وغيرها من الفرص التي كان يمكن أن تصنع واقع ثوري قادر على بلورة مشروع حضاري ثوري يصطف خلفه الشعب بكافة فصائله.إلا أني لا أحمل مرسي كامل المسؤلية في هذا الفشل ؛ بل أني أرى الفرقاء السياسيين وعلى رأسهم التيار الناصري والليبرالي والعلماني قد صنعوا واقعا فاسدا من ممارسة العمل السياسي أضعف روح الثورة بل أصاب الواقع السياسي المصري بحالة من الكفر السياسي بالكل.وللأسف حشد بعض القوى السياسية لم يمهل مرسي ولا الثورة ، فبعضهم حشد حتى قبل جولة الإعادة واختاروا معارضة الإخوان قبل أن يحكم الإخوان أصلا ، وهذا يخرج المعارضة عن دورها الموضوعي ليضعه في دائرة الإقصاء .فهناك محافظ ناصري يستقيال بمجرد نجاح رئيس إخواني لم يحلف اليمين بعد، وهناك من حشد في الميدان قبل الإعادة رافضا استكمال الانتخابات مطالبا بمجلس رئاسي مدني، وهناك من رفض المشاركة في الفريق الرئاسي لمجرد أنه يرفض مشاركة الإخوان.كل هذا واقع صنع ارتعاشة يد الرئاسة ، وقد يكون هذا ما دفعه لقبول داخلية معيبة تعد ببعض التغيير، أو بأصحاب رؤس أموال لوثهم عهد مبارك بلا مراجعة تستوجب الصفح ، سعيا لعدم خلخلة سوق العمل بالقطاع الخاص بما يستوعبه من نصف عمالة مصر، تجنبا لأزمات قد يليها تصفيات للمؤسسات؛ وتفاقم للبطالة.حين نعترف بأن أداء مرسي مهزوز فهذا واجب أخلاقي ، لكن حين ندرس أسباب هذا الخلل والارتعاش نعلم أن الخريطة السياسية في مصر قد تحملت الكثير من القذارة التي ساهمت هي الأخرى في تشتيت روح الثورة. وقريبا جدا سوف تكون الثورة القادمة التي ستجلي هذه النخبة الفاسدة ، وسوف تعلن الكفر بأربطة العنق اللامعة التي لم تفهم دورها في استكمال المسار الثوري ، ولم تعي واجبها في جعل أولوية استكمال مؤسسات الدولة ( الدستور ، والبرلمان ، والمحليات ) هو أساس الأولوية الهادفة للتطهير، وأن دعم المرشح الثوري كان ضرورة لاستكمال المسار الثوري، لكن التعجل في إسقاطة ، والتعويل مرة على العسكر في إزاحة الإخوان ، ومرة على الفساد في قطاع القضاء ، كل هذا جعلهم يغردون هم أيضا خارج المسار الثوري، فكانوا جميعا في الهم سواء وفي الخيبة شركاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق