الأحد، 11 نوفمبر 2012

دعوة للجبهه الشعبيه لائتلاف ضباط لكن شرفاء أن تتبنى حملة تكريم رجال الشرطة الشرفاء



دعوة للجبهه الشعبيه لائتلاف ضباط لكن شرفاء أن تتبنى حملة تكريم رجال الشرطة الشرفاء
كلنا قابل في حياته رجال شرطةشرفاء؛ تركوا في نفوسنا ذكريات عطرة، وخطُّوا صفحات بيضاء في تاريخ جهاز الشرطة، نعم كان الجهاز يغلب عليه الفساد، وكلنا نالته أيادي الشرطة الفاسدة الغليظة يوما بالأذى ، إلا أنه من الواجب علينا جميعا أن نقر ونقرر أن منهم من قبض مثلنا على الجمر، وظلت مصر في قلبه نورا يحمية من فساد الطريق، بعضهم ذاق الأمرين، وناله العقاب، والإبعاد، والحصار، ورغم هذا رفض - في ظروف بالغة الدقة - أن يبع دينه ووطنه.
هؤلاء هم من نعول عليهم في صياغة التغيير المرتقب في جهاز الشرطة ، وهم وحدهم القادرون على صياغة حلم الشرطة النظيفة، وهم من يجب أن تؤول لهم مقاليد الأمر في الشرطة، لهذا فأنا أقدم دعوتي للجميع ، أن نضع لوحة للشرف، نزينها جميعا بأسماء من نعرفهم من رجال الشرطة النبلاء. من كانت لنا معهم مواقف نبيلة، ومن نعلم عنهم طيب السيرة والسريرة.
وكل منا له أن يرشح من يريد من هؤلاء الشرفاء ليكون ما سنصنعه له من تكريم - وأعلم أنه أقل مما يستحقون - مبادرة متواضعة منا للاعتراف لهم بالجميل.
المبادرة تهدف للتعريف بهؤلاء، وتكريمهم، والسعي للتواصل معهم، والاستفادة منهم، وتعريفهم بأهداف الجبهة، وتفعيل دورهم في دعم أهدافها في صناعة شرطة تليق بمصر.
نسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم ، وأن يستخدمنا لصالح هذا الوطن ورفعته، وأن يجعله في ميزان كل من يسهم فيه . 


السبت، 10 نوفمبر 2012

خلايا ضوئية دوارة مخروطية الشكل إنتاج v3solar





 خلايا ضوئية دوارة مخروطية الشكل إنتاج v3solar 


طورت شركة v3solar   خلايا مخروطية تستطيع توليد 20 ضعف من الكهرباء مقارنة بمثيلاتها المسطحة.
باستخدام دوائر عدسات مُرَكِزة ومخاريط تفاعلية، المشروع يدمج عدستان على شكل قمع مصنوعات من المئات من الخلايا الضوء- فولتية المثلثة، التي تجمع الضوء بانتظام في الأسطح الدوارة
العدسات الخارجية الساكنة و المعزولة تتكون من عدسات متداخلة الترتيب مع عدسات أنبوبية موزعة بشكل متساوي حول السطح الخارجي، وهذا يخلصنا من مشكلة الحرارة الزائدة المصاحبة للأنظمة الثابتة التي تستخدم العدسات والمرايا
معدل الإضاءة للنظام التفاعلي يجمع المزيد من الطاقة للخلايا الضوئية نتيجة لزيادة الحركة المتولدة في الإلكترونات؛ وعلى هذا فمزيد من الطاقة الكهربائية تتولد مع زيادة تجميع الضوء وبدون تحريك للخلايا كما يحدث مع الخلايا المسطحة وهو ما يعني حصاد أوفر من الكهرباء بالقطع؛ وزيادة الإنتاجية.

رابط الفيديو
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Kff1FzCej4w#!

رابط المصدر
http://www.stumbleupon.com/su/58f188/www.designboom.com/weblog/cat/8/view/14508/mit-soft-rocker-solar-powered-sun-lounger.html/










أقتراح بمشروع لتعظيم الاستفادة من حدائق الميادين


أقتراح بمشروع  لتعظيم الاستفادة من حدائق الميادين

يمكن تطبيق فكرة المقاعد ذات الخلايا الكهروضوئية في عمل أماكن للجلوس في الحدائق العامة والميادين ولا يشترط طبعا أن يكون المقعد بهذا الشكل الموجود بالصور ، بل يمكن عمل مقاعد فردية وجلسات تتكون من أكثر من مقعد ويمكن تركيب الخلايا الضوئية على سقف عريشة تشبه الشماسي تظل جلسات بها من خمس أو ست مقاعد، ويمكن بناء أكشاك لعمل القهوة والشاي وتأجيرها بمناقصات للشباب مع اشتراط أن لا تزيد أسعار الخدمات عن الأسعار العادية .



http://www.stumbleupon.com/su/58f188/www.designboom.com/weblog/cat/8/view/14508/mit-soft-rocker-solar-powered-sun-lounger.html/

رابط يوضح مواصفا مقاعد الخلايا الكهروضوئية

الأهداف العامة للمشروع:

توفير ملتقى عام في كل ميدان بشكل جمالي ، مع خلق فرص عمل للشباب، وجلب عوائد للدولة، صناعة واجات حضارية بتوفير مكتبات عامة وسوق لبيع الكتب المستعملة ، بما يسهم في خلق بيئة نشر للمعرفة والثقافة، عمل منتديات للشباب والفنانين في كل الميدان، تسهيل سبل الاستفادة من التكنولوجيا ونشر تجارب الاستفادة من الطاقة المتجددة بما قد يسهم في نشر التجربة على المستوى العام والتعريف بها.

التكلفة :

تكلفة إنشاء كل مشروع  محدودة جدا، فالمقاعد يمكن صناعتها بشكل أقتصادي بكميات كبيرة وتعميم النموذج على كل الميادين بما يوفر من تكلفة المشروع، والخلايا الضوية كذلك، وكشك المقهي ، ولن تزيد تكلفة تأسيس كل حديقة عن 30 ألف جنية ، طبعا التكلفة تتحدد على أساس المساحة ، وعدد المقاعد التي يمكن أن يشملها المشروع، وأعتقد أن القيمة الإيجارية للمقهى ستغطي تكلفة إنشاء المشروع في أقل من سنة.

العوائد من المشروع:

1.      مثل هذه الأكشاك ستوفر فرص عمل للشباب فعلى الأقل سيعمل المشروع 18 ساعة يويما أي وريتين أو ثلاثة ، ستحتاج كل وردية من أثنين إلى ثلاثة لتشغيلها ، بما يعني خلق من 6 إلى 9 فرص عمل في كل حديقة.
2.      الدخل العائد من مناقصات الأكشاك سيضاف لخزانة الدولة ، ويمكن تأجيرها بعقود سنوية حتى تسمح بزيادة القيمة الإيجارية بما يتناسب مع معدلات تشغيل كل كشك.
3.      ستوفر شكل جمالي وإضاءة جمالية للميادين، بشكل صديق للبيئة . وبلا تكلفة تشغيلية.
4.      ستوفر أماكن شحن الموبيل أو الحواسيب المحمولة والكاميرات للجمهور، ويمكن تزويدها بإنترنت لاسلكي من خلال أطباق ساتلايت .
5.      توفر أماكن مناسبة الأسعار لعقد الاجتماعات السريعة واللقائات وأماكن للمذاكرة للشباب.
6.      يمكن تزويدها بأكشاك صغيرة لبيع الكتب المستعمل وبمكتبات عامة صغيرة.


الجمعة، 9 نوفمبر 2012

مقعد يخزن طاقة الشمس ويضيء مساءً ويشحن الموبيل والأب توب






فكرة جميلة – أبدعها طلاب الهندسة المعمارية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بقيادة البروفيسور شيلا كينيدي،عبارة عن مقعد للأماكن المفتوحة العامة، يوفر الاسترخاء ويمكنك من شحن أجهزتك الكهربائية، كالموبيل والكمبيوتر المحمول، مزود بخلايا كهروضوئية ، ومجارج لمقابس الشحن وبطارية 12 أمبير تخزن ضوء النهار ليستخدم في إنارة المقعد ليلا
المصدر

الخميس، 8 نوفمبر 2012

يوميات مشاغب - 5 أحب مشاغباتي لقلبي


يوميات مشاغب - 5 أحب مشاغباتي لقلبي

في العام الدراسي 85/86 الذي تخرجت فيه ، حاولت الجامعة ممارسة النصب على الطلاب، كانت الدولة تصرف للطلاب إعانة دعم الكتاب الجامعي - بشرائح تبدأ من 85 إلى 150 جنية - حسب المرحلة الدراسية ، وطبعا هذه المنحة كانت تتأخر لقرب نصف العام الدراسي كل عام، وكنا نصرفها نقدا في السنوات السابقة، لكن في هذه السنة قررت إدارة الجامعة عمل نظام غريب، حيث قررت أن يقوم الطالب بحجز الكتب من إدارة الكلية التابع لها في حدود المبلغ المخصص له، وتقوم بعدها الكلية بشراء الكتب وتسليمها للطلاب، قد يبدوا النظام مقبولا، ومنصفا في الظاهر، لكن إذا علمنا أن هذا الكلام قد تقرر بعد مرور نصف العام تقريبا ؛ أي أن كل طالب قد اشترى الكتب فعلا من ماله الخاص ، وهذا يعني إما أن أشتري الكتاب مرتين من قبيل خلصان الحق ، أو تضيع علينا المنحة. دماغي سخنت كالعادة، وطقت في رأس فكرة مشاغبة أتندر بها حتى اليوم.
بعد إحدى المحاضرات، انتظرت حتى انصرف الدكتور، ونزلت على البنش وتكلمت ، حكيت الموضوع للزملاء ، وقلت لدي حل أريد طرحه عليكم، من بقي له كتب لم يشتريها يسجلها لدي الإدارة ، ويحسب ما تبقى له من المنحة، ومن اشترى كامل كتبة يستعوض ربنا فيها ، لكن لنحرمهم من سرقتنا - عيني عينك -  لدي أقتراح أن يتبرع كل طالب بمنحته، أو ما تبقى منها لسداد ديون مصر، وسوف تمر عليكم ورقه كل طالب يكتب ما تبقى له من مال المنحة، ويوقع عليه ويسجل بياناته ، وهذه الفكرة سنعممها على باقي الكليات بالجامعة ، وستكون ضمان لعدم ترك أموالنا للنهب.
أعجبت الفكرة زملاء الدفعة ، وأنتشرت في الجامعة كالبرق، وصرت أتلقى يوميا تبرعات بالملايين.
طلاب صيدلة الزقازيق كلهم في هذا العام لم يكن عددهم يزيد عن الألف وثلاثمائة طالب في كل المراحل ، إلا أن كليات مثل أداب وتجارة وحقوق، كانت تزيد عن الثلاثمائة ألف مجتمة، ولو فرضنا أن متوسط ما كان يتبرع به الطالب وقتها 80 جنية ؛ قولوا معايا واوووو
المهم بدأنا جمع أوراق التنازل عن المنحة من باقي الكليات، وبدأت سيرتنا تنتشر والريحة وصلت للكبار ، بعدها لقيت إدارة الكلية تستدعيني ، وأخبروني أن ما أفعله مخالف، وأن هذا يعرضني للعقاب، وأن إدارة الجامعة تخبرني بضرورة الكف عن هذا المسار، وأني مطلوب للتحقيق في إدارة الجامعة؛ إن رفضت تناسي الموضوع.
فقلت ببساطة عايز أقابل مدير الجامعة، وتحدد لي موعد، رحت قابلت سكرتير مدير الجامعة، وكان الخطاب أحادي الجانب، حيث طلب مني بحزم أن أسمع ولا أفتح فمي بكلمة، وبأسلوب العصى والجزرة أفهمني أن ما أحاول فعله كلام فاضي ، ولعب عيال، وأنه كان يجب علي أولا أن أسأل هل هذا مسموح به أم لا، وأن الجامعة وضعت النظام لصالح الطلاب، وأن تبرعنا هذا قد يجعل الدولة تلغي المنحة تماما في السنوات القادمة، طبعا كنت باسمع الكلام ودمي محروق، وفي النهاية قلت أريد مقابلة رئيس الجامعة ، فكلام سعادتك مع احترامي لشخصكم الكريم لم يقنعني، أحمر وجه الرجل، وكاد أن يقف ليشير كما يحدث في الأفلام ويقول: أخرج برة يا كلب يا واطي، لكنه عاد وابتلع ريقه بغل وقال أنت مين عشان تقابل مدير الجامعة؟ قلت أنا طالب في الجامعة التي يديرها سعادته، وعندها قام الرجل بغضب وطردني من مكتبه فعلا؛ لكن بصراحة مقلش يا واطي.
عدت للكلية وكانت الدنيا كلها مقلوبة هناك، أستدعوني وأخبروني أن إدارة الجامعة سوف تتخذ معي إجراءات كذا وكذا ، يعني تقريبا هايقلبوني قرد، طبعا دماغي كانت سخنة جاهزة من ساعة ما طردني الرجل. وعينك ما تشوف إلا النور.
نزلت القاهرة وقد سجلت الحكاية بالتفصيل في مذكرة ، وعلى أخبار اليوم؛ وقتها كان المرحوم جلال الدين الحمماصي يكتب يوميا عن حملته للتبرع لسداد ديون مصر، وطلبت لقاء الرجل فتفضل وقابلني ، وحكيت له الحكاية وتاني يوم نزل خبر في الأخبار عن التجربة الجميلة لطلاب جامعة الزقازيق لسداد ديون مصر. ولم يذكر شيء طبعا عن موقف الجامعة على أساس أن النشر سيورطهم.
ورجعت بعدها للكلية ، دخلت وكأني ملك متوج، لم يستطع أي أحد من الإدارة بعدها فتح الموضوع معي، وبدأت أخبار اليوم تتابع أخبار حملتي ولسعت الجامعة كلها قلم ظلت سيرته تلاحقني حتى تخرجت.

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

يوميات مشاغب : دور شطرنج


يوميات مشاغب : دور شطرنج

كان لي زميل من أهل الزقازيق اسمه ابراهيم الله يمسية بالخير كان صاحب اقذر لسان عرفته في الحياتي، وكانت خفة ظله، ولسانه الطويل، وضحكته الرنانة التي تسبق حضوره دائما مما يخفف علينا عناء الدراسة ، خرجنا شلة لنجلس على مقهى السنترال -على ما أذكر - في وسط الزقازيق ، طلبنا الشطرنج، وبدأنا سهرتنا، وكالعادة تجمع حولنا المتابعين، ولا أذكر من فاز ومن هزم؛ فكنا عادة ما تدور علينا الدوائر، لكن يومها ابراهيم لم يكن على عادته، كان قلقا ومهموما ، تركنا الباقين حول رقعة الشطرنج، وسحبنا مقعدين وخرجنا على باب المقهي في الهواء بعيدا عن ضجيج المقهى وصوت الست، سألته ماذا بك، فرد أمن الدولة أخذ أبي أمس، فقلت ببساطة عادي ، أنت أبوك متعود، فرد ماشي يا سيدي بس البيت مافيهوش مليم خدوا الراجل بمحفظته.
أبو ابراهيم كان من الإخوان القدامى ، وظل مختفيا في مقبرة طوال عهد عبد الناصر تقريبا، فقد كان من المطلوبين من عام 54 وظل هاربا، ودوخ الشرطة عقدين من الزمن، ولم يمسكوه أبدا، والأدهي من ذلك أن ابراهيم وأخوته جميعا قد جائوا في أثناء فترة هروبه، فكان الحمل دائما يأتي صفعة على وجه الأمن ليؤكد بقاء الرجل الذي تدعي الشرطة هربه خارج مصر. رغم كل هذا كان ابراهيم أفسد الشلة وأكثرنا وقاحة ، كنت أحبه لخفة دمه، وكان دائم الخلاف مع أبيه، وكثيرا ما ترك البيت وجاء ليقيم معنا نحن المغتربين بالأسابيع، وكنا في النهاية نتوسط للصلح بينه وبين أبيه حين تكثر المراسيل من أمه تسأل عنه، بصراحة كنت أحب عودته للبيت لأتخلص من رائحة شرابه العفنة، وبعد أن سافرت للسعودية وتزوجت فوجئت بتليفون على الصيدلية وصوت يقول: عليَّ الطلاق أمك لسة بنت.
فأجبته كعادتي فينك يا بن.....
أنا مندوب دعاية في شركة .... وعرفت أنك في منطقتي وقريبا ستجدني عندك بس خليك حلو ورجعني بطلبية كبيرة.
وحين جاءني ابراهيم كانت لحيته تغطي نصف صدره، ويده فيها السيجارة كالعادة ، ولسانة نظف كثيرا لكنه لسه محتفظ ببعض رونقه القذر، وعلمت أنه سيتزوج قريبا. بعدها عدت لمصر وانقطعت أخباره.
على فكرة.. لم نترك ابراهيم ليلة القهوة يعود للبيت إلا بعد أن جمعنا له 10 جنيهات وضعناها في يده حتى يعود والده، وكانت العشرة جنية تكفي وقتها البيت لمدة أسبوع كامل تقريبا. 

يوميات مشاغب 3


يوميات مشاغب 3

انتخابات برلمان 1984 م كنت وقتها في السنة قبل النهائية ، حين حددوا وقت إجراء الانتخابات في شهر 5 من العام ، القرار حرق دمي لمَ يعنيه هذا الموعد بالنسبة لكل طلاب مصر الجامعيين ، من انشغال بالامتحانات وما يترتب عليه من حرماننا من المشاركة في العملية الانتخابية ، فلم أجد وقتها ما أفعله غير إعلان رفضي لموعد الانتخابات، فذهبت لمقر الحزب الوطني بالزقازيق – وقابلت أمين عام الحزب هناك، كان معي وقتها زميل الدراسة العزيز عزمي سعد وكنا طلاب في كلية الصيدلة معا ومن القناطر الخيرية معا ومغتربين معا ونقيم معا في نفس السكن، وحين دخلنا مكتب أمين عام الحزب عرفت نفسي: الطالب حازم وجيه كيوان وعرف عزمي نفسه: الطالب عزمي سعد، وجلسنا وعرضت أسباب الزيارة، وتسجيل اعتراضي على موعد الانتخابات، مع مقدمة على أهمية تسيس الشباب، ودور الشباب في العمل السياسي، وعرضت وجهة نظري، ثم سكت، وبدأ الرجل يتكلم، طوف بنا الرجل في تاريخ مصر الحديثة من خلال قراءة بلهاء لهذا التاريخ، وبشكل سطحي، ومغرض في أغلب الأحيان ، مرورا بالحقبة الناصرية وما لها وما عليها ، ثم تحول مصر في عهد السادات لتعدد الأحزاب، ومناخ الديموقراطية التي أعطت مجال للجماعات الإسلامية المحظورة لتتحرك على الأرض، ثم بدأ في تمجيد الحقبة المباركية، وما نعمت به مصر من مناخ ديموقراطي ، وأن الديموقراطية في مصر في عهدها الذهبي تعاني أزمة الخوف على وحدة الصف المصري، وأن الجماعات الدينية تهدد السلام الاجتماعي ، وأن الحزب  الوطني هو الضمانة لحقوق الأقباط في مصر، وأسهب في هذه النقطة بشكل ممل، وأنا جالس أحاول أن أبدوا مهتما ، ولا أحاول أن أقاطع الرجل الذي يزيد عمره عن ضعفي عمري، ثم أنتبهت للمشكلة الأساسية في الحوار – الرجل يظن أننا أقباط – فأنا حازم وجيه كيوان والثاني عزمي سعد، وبدأت أسمع ما يقوله الرجل من خلال هذا التفسير وأضحك في داخلي؛ ويبدو أن عزمي أيضا فهم الموضوع؛ فكانت عيوننا حين تلتقي قدرا؛ نكاد أن ننفجر معا في الضحك، تركت الرجل ينهي حواره وأنا في قمة الخوف أن تنفجر ضحكاتنا فتكون أزمة، ثم نظرت للأرض وقلت يجب أن نعيد التعارف، أسمي حازم محمد وجيه كيوان، وهذا زميلي عزمي سعد حسن نصر، نحن من أبناء هذا الوطن المسلمين، عزمي له ميول إسلامية بطبعه، وأنا شيوعي لو كنت تقبل هذا التعريف، أو قل اشتراكي حتى لا نوقع أنفسنا في حرج، المشكلة أن الرجل له تاريخ في الاتحاد الاشتراكي والحزب الوطني معا، وأنه يمدح الثورة، ويسب عبد الناصر، يمجد الديموقراطية، ويؤكد على ضرورة إقصاء الإسلاميين من العمل السياسي، كل هذا كنت أراه في وقتها تناقضات الحزب الوطني الفاسد، وتكلمت في هذا بوضوح، وطلبت في ختام كلامي أن يسجل مطلبي بتعديل موعد الانتخابات ، وسلمت على الرجل وانصرفنا وكدت أنا وعزمي أن نسقط من الضحك قبل الوصول لبوابة مقر الحزب، بعدها أكملت دورتي على باقي الأحزاب وسجلت مطلبي مع دعوة كل القوى الحزبية لدعم هذا المطلب والتأكيد على مشروعيته وأهميته.
سافرت في اليوم التالي -الثلاثاء- للقناطر حيث كان صباح الثلاثاء هو آخر أيام الجدول الدراسي لدينا ، وعدت للقناطر الخيرية ، وحين عدت يوم السبت من الجامعة على شقتي بالزقازيق رأيت غرفتي كما لو كانت تعرضت لحالة سطو، فأنا بصفتي مدمن قراءة؛ كنت أشتري الكتب من سور الأزبكية ، وأرصها في صفوف بجوار الحائط بشكل منظم جدا، وجدت الكتب قد فرشت في كل مكان بالغرفة، وحتى السرير قد أصابه إعصار على ما يبدو، والبلكونة مفتوحة والأوراق في كل مكان. طبعا فهمت ما حدث، وشرعت في إعادة بناء هيكلي بطريقتي المعهودة ، وأعدت تثبيت اللوحات على الحائط من جديد، وترتيب صفوف كتبي ، واستعادة هيكلة السرير، ودخلت عملت شوية ملوخية ناشفة ورز وسلقت فرخة وحمرتها وشوية سلطة، ورتبت المسائل على الآخر، وانتظرت عودة باقي الزملاء، دخلت عملت كاسة شاي ووقفت أشربها على صوت فيروز في البلكونة كالعادة ، دقائق وزارني الحاج محمد صاحب العمارة ، كان غاضبا مقفهرا كعادته لكنه يحاول أن يبدوا هادءا ، أجلسته وحلفت عليه يشرب معي شاي؛ حتى أمتص غضبه، كان يحب هدوئي وخجلي وثقافتي نعم ، كان يضرب بشقتنا المثل بين الثلاث طوابق الأخرى المؤجرة لطلاب الجامعة ، فلم يرفع منا أحد عينه في بنت من بناته أبدا، ولم يسمع لنا صوت صراخ ولا ضحك كما يحدث من غيرنا من الطلاب في الشقق الباقية، إلا أنه نظر في عيني طويلا وكأنه يتردد في الكلام وقال، شوف يا دكتور أحنا ناس منحبش المشاكل ولا وجع القلب، كنت خجلا لأني أعلم أني سببت له أزمة أكيد، فوضعت عيني في الأرض واحمر وجهي الأبيض وبدأ العرق ينضح من وجهي رغم برودة الجو، قال يوم الخميس جاءت الشرطة بالليل وكادوا يكسروا باب العمارة، واتفزعنا كلنا، وطلعوا دوروا عليك وقالوا إنك شيوعي، شوفلك شقة ثاينة يابن الناس إحنا مش ناقصين وجع قلب، قالها وقام لينصرف وأنا أنظر في الأرض خجلا مما سببته للرجل من إزعاج.
قبل أن يخرج قال أنت باقيلك 10 أيام في الاجرة حاول تدبر حالك فيهم، سلمت عليه ووعدته أني سأتصرف، واعتذرت له بشدة ووعدته أني سوف أخلي الشقة قبل نهاية الشهر.
بعدها دخلت نمت وعاد الزملاء وأكلوا الفرخة والملوخية الناشفة والرز والسلطة وأنا نائم.
وحين أخبرتهم بما كان ، بدأ الكل يفكر في البحث عن سكن جديد تضامنا معي ، ولم أجد يومها لي شهية للطعام، وفي صباح اليوم التالي صعد لشقتنا أبن الحاج محمد صاحب العمارة وكان طالب في كلية الهندسة، وأخبرني أن والده يطلب مني البقاء، وأن أنسى ما قاله الوالد لي أمس.