الخميس، 1 أغسطس 2013

سلسلة مقالات كلام صريح جدا جدا - مصر بعد ثورة يناير 2




مصر بعد ثورة يناير
2

حازم كيوان
إذا ما علمنا أو الثورات لها مراحل ثلاث ( إسقاط السلطة ، الفوضي ، البناء) علمنا أننا حتى يومنا هذا لم نحقق المرحلة الأولى من الثورة ، فلم ننزع السلطة من جهاز الشرطة الفاسد، ولم نقض على حلم العسكر بالعودة ، ولم نطهر السلطة القضائية بعد.
أما عن الحالة السياسية في ما بعد يناير 25
فلدينا خمس قوى سياسية تلعب على الأرض، لم تسلم جميعها من مشكلات ، بنيوية وفكرية، تستحق أن تناقش بقدر من المصارحة.
أولا التيار الليبرالي، هو تيار نخبوي في مجمله، لا يجيد التواصل مع نبض الشارع المصري، يتبنى رموزه أفكار قد تكون صادمة لوجدان المواطن البسيط، له علاقات مع الغرب بعضها بجرح وطنيته، كما أن موقفه من القضايا الجماهيرية في بعض الأحيان مثل قضية فلسطين والهوية الإسلامية والعروبة قد يشوبه كثير من الغموض، لكن لكي نكون منصفين ، فهذا التيار ليس نسيجا فكريا ثابتا يمكن محاكة أفكارة ، بل يمكن أن نصفه بأنه أكثر التيارات قربا لضمير المواطن البسيط، لو تخلص من غموضه وزاد من التصاقه بالشارع، وأعاد صياغة فكرة الليبرالية على النموذج المصري، أي حاول التوفيق بجدية بين عقيدة الأمة المتدينة بطبعا، وأفكار الليبرالية التي يمكن استيرادها مع بعض التعديل .
ثانيا التيار اليساري والاشتراكي والناصري، وجميعهم بينهم مساحات من الاتفاق تكفيني الآن لجمعهم في سلة واحدة، لكن هذا الفصيل يحتاج أولا أن يمارس النقد الذاتي لأيدلوجياته في مسائل مهمة منها :
 راديكالية الحكم : وهنا نحتاج أن نذكر بالثوابت التي احتاجت الاحزاب اليسارية في دول الغرب ، أن تعلن صراحة عن تخليها عنها قبل أن يسمح لها بتكوين أجزاب يسارية في الدول الغربية الديموقراطية . مثل إعلان التخلي عن فكرة الحزب الواحد ، والممارسات القمعية للنظم الشيوعية ، وانتهاكات حقوق الإنسان.
وهذا للأسف ما لم يحدث في الحالة المصرية ، فأعلب رموز هذا التيار ، لم تعلن بعد أسفها على الممارسات السابقة للحقبة الناصرية ، بل نجد من رمز هذا التيار من يتفاخر بانتهاكات حقوق الإنسان ، بل ويدشن لعودتها.
كما أن عدم وضوح الفكرة الاشتراكية كنموذج اقتصادي اليوم ، وعدم شرح ما يجب تناسيه من ممارسات مثل التأميم ، وتعديل قوانين الملكية والإيجار ، وعدم وضوح منهج التعامل مع مشكلات موروثة مثل الخصخصة وما أعدت هذه الكيانات الاشتراكية للتعامل مع هذه المشكلة في ظل قوانين وقضايا تحكيم دولي يمكن أن يكون لها تأثيرات كارثية على الواقع المصري.
كما أن هذا الفصيل له إشكالية كبيرة أخرى ، وهي أن أغلب النظم القومية التي شكلها قيادات تنتمي بشكل أو بآخر لهذا الفصيل، كانت لها ممارسات سوداء على الخارطة العربية ( عبد الناصر – صدام حسين – القذافي – بشار ) وهذا النموذج المخيف في وجدان المواطن المصري قد يحتاج لحراك على الأرض من قبل هذا الفصيل يؤكد على أن الماضي لن يعيد صياغة نفسه من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق