هل أنجزت ثورة 25 يناير المرحلة الأولى من الثورة بعد؟
الثورات
لها مراحل ثلاث، أولها إسقاط السلطة ، فهل أنجزت مصر هذه المرحلة بعد؟
حقيقة لا أظن أن هذه المرحلة قد اكتملت بعد. ومازال لدينا عسكر متربصون
بالسلطة ، ومازالت لدينا سلطات لم يتم إسقاطها بعد مثل السلطة القضائية ،
وسلطة الأزهر ، والكنيسة ، والداخلية والإعلام، فكل هذه السلطات لم تذعن
بعد لسلطة الشعب والإرادة الثورية. ولدينا سلطة نخبة تدعي لنفسها شرعية
الطليعة الثورية، وتتزرع بفكرة الطليعة الثورية للهرب من تأكيد شرعيتها
بالصندوق.
لا
أقصد هنا بإسقاط السلطة، أن أحرم ما سبق من هيئات أو مؤسسات من أحقيتها في
أن تمثل قوة تشارك في الحراك، لكن أقصد أن تذعن هذه السلطات للحالة
الثورية وما تفرزة الإرادة الشعبية من مطالب.
وقد
يظن البعض أن انقلاب 30/6 قد أضر بالحالة المصرية ، ولكنه في حقيقة الأمر
أعطى الثورة المصرية فرصة ذهبية لاستكمال التطهير بالشرعية الثورية ، ومن
المستغرب فعليا أن مصر لها تاريخ حافل في الثورات، ولو نظرنا لتاريخنا
الحديث ، بداية من الثورة على المماليك ، والتي أسست لدولة محمد على 1804م ،
مرورا بالثورة العرابية1882م ، ثم ثورة 1919م ، ثم ثورة 1952م ، وجميعها
لم تؤسس لنظم تعلى من قيمة الإرادة الشعبية الحقيقية ، لكن لا أظن أن أي
من هذه الثورات مرت بما تمر به ثورة 25 يناير. و هو ما يؤكد على الفرصة
الذهبية للشعب المصري في استكمال تكريس الإرادة الشعبية ، حيث أن مناخ
تداول المعرفة ، وما أنتجته ثورة الاتصال وتداول المعلومات قد خلق بيئة
ثرية يصعب معها أن يلعب كهنة السلطان في تحييد المسار الثوري.
مصر
بها صراع حقيقي بين الإرادة الشعبية ، وبين إرادات متعددة ، قد تتفق فيما
بينها في إقصاء الإسلام السياسي ، لكنها تختلف فيما بينها بشكل يصعب معه
تخيل الاتفاق على الغاية ووحدة المسار، وهذا ما سيجعل إنجاح مسار الإرادة
الشعبية والشرعية أمر أكثر إمكانية في وقتنا الراحل.
كما
أن تداول المعلومات وما ترتب عليه من جعل العالم مثل القرية الصغيرة، فلم
يعد من السهل القبول ببداية نظام قمعي على شاكلة عبد الناصر أو القذافي بعد
أن عاني العالم من أزمته التاريخية مع هتلر.
والتساؤل هنا، ماذا نحتاج لتطوير الحالة الثورية في ميادين رفض الانقلاب؟
أتصور
أن تطوير خطاب أكثر مصرية، له صفة القدرة على توسيع أطياف التنوع في
الميادين، وإرسال رسائل التطمين الهادفة لتحييد من أفزعهم الإعلام المضل،
والضغط على ما أهدره البعض من قيم ثورية، أهدرتها الرموز المتعاونة مع
الانقلابيين، وفضح شيزوفرينيا النخبة الكاذبة ، مع تفعيل أدوات الضغط
الشعبي لدي دول العالم . سوف يكون كافيا لحصار الانقلاب، والذي يجب أن
ينتبه الثوار لضرورة استكمال مسار التطهير الثوري فيه بالشرعية الثورية ،
أي لا يجب أن نقع في ما وقعنا فيه حين تركنا الميادين إبان تنحي المخلوع
مبارك، بدون استكمال التطهير بالشرعية الثورية قبل أن نتقيد بالشرعية
الدستورية التي قد تحجم إيقاع التغيير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق