الثلاثاء، 8 مايو 2012

دراسة في أيدلوجية الثورة 2


دراسة في أيدلوجية الثورة 2





حددنا في المقال السابق سمات الأيدلوجية العابرة للأيدلوجيات التي أوجدت روح الميدات في 25 يناير 2011 ، وكيف صنعت التغير بشكل ناجز وقتها في مواجهة أشد الأنظمة عتوا ، وبينا كذلك أن هذه الروح قد أصابها الضعف ولم يمر عليها 15 شهرا، كما فندنا الأسباب التي قد يتعلل بها البعض، من فساد إعلام، أو قوة نظام، أو اختلاف طوائف، وقلنا أنها جميعا كانت تحديات هزمتها الثورة سابقا! هي اليوم تعاود الظهور، ولكن هل مازلت الثورة قادرة على المواجهة؟
هناك سبب ذكرته ولم أفنده بعد لأني رأيت أن من الواجب أن نفرد له مقالا خاصا. فهناك من يقول أن من أهم تحديات الثورة هو غباء الشعب المصري واستكانته .
وهذا في نظري من أوهى الحجج وأفسدها؛ بل وأخطرها على التحديد وأشدها أثرا على حالة الضعف الثوري الحالية . وسأوضح لماذا.
بعد أن أنتهى غبار الحراك الثوري في الميدان ، دخلت -القوة السياسية والقيادات التي أفرزها الميدان- في حالة استقطاب؛ لا أدعي أن جميع من مارسوه يمتلكون نفس التجرد والإيمان بالشعار الأساسي في الميدان ( الشعب يريد – والشعب خط أحمر) . وحين بدأت تتشكل الخريطة السياسية على غير ما كانوا يتصورنها ، حيث تجسد حجم تيارات كانت محظورة ؛ وتقلص حجم أخرى كانت تناوش في الماضي بين مكانها الديكوري المفتعل ، أو بين كونها الأعلى صوتا في ظل غياب البدائل. وهنا كانت أهم سقطات النخبة، وأصحاب أربطة العنق البراقة الذين سمحوا لنفسهم عنوة و بلا استحقاق يحترم الإدارة الشعبية والخط الأحمر أن ينصبوا أنفسهم متحدثين باسم هذا الشعب، وفي نفس الوقت يحاولوا أن يلتفوا على إرادته.
فمن قال أن التيار الديني اشترى الأصوات بالزيت والسكر ، نسي أنه يتهم الشعب في وعيه وإرادته، ومن ادعى أن التلويح بمفتاح الجنة والنار يجزي شكك قاصدا متعمدا في وعي الشعب وإرادته، ومن قال أن الشعب جاهل وليس لديه خبره سياسية فقد أصاب أيدلوجية الميدان في مقتل.
وهنا وجب أن نذكر أنفسنا بشعار الميدان من جديد الشعب يريد – الشعب خط أحمر، فهل وعت النخبة؟!!
عفوا أيتها النخبة ....... الشعب يقول ، أنا لست غبي .
مما يعجبني في خطاب بعض من أفرزتهم ميادين الثورة من رموز، هو الرهان على وعي الشعب ، والثقه بالوعي المكنون في جينات هذا الشعب الذي مارس النجاح والإبداع في شتى المجالات، وكل العصور تقريبا، على مدى سبعة ألاف عام. هذه الحضارة الواعية الحكيمة التي نمت بطرقة الترس والسقاطة، التي  تسمح بدوران ترس المعرفة دوما للأمام. فأورثت هذا الشعب بصيرة نافذه، وحكمة بالغة، للأسف لم يرقى لها من تركهم عهد مبارك على منابر الإعلام والثقافة والفكر ممن سموا أنفسهم عنوة بالنخبة.
في علم مهارات الاتصال ، تنقسم عملية التواصل إلى:  (مرسل - رسالة - مستقبل – معيقات). فيما يخص الرسالة، تنقسم في ذاتها لشقين، شق نسمية فعلي ( حروف وجمل وصوت وحركات ). وشق غير فعلي، يخص ما يصل المتلقي من دلالات المصداقية أو عدمها ، ويعتبر الشق غير الفعلي هي الأكثر أهمية في حساب كفاءة التواصل ، وليس له معايير تحدده، ولكن يمكن أن نصفه بالبصيرة. وهو في تصوري؛ مالا يخالفني أحد في أن العالم والجاهل ، والشاب والشيخ ، والرجل والأنثى ، بل والذكي والبليد من شعب مصر يملك منه ما يكفيه ليجيد باقتدار التمييز بين من يصْدُقه ومن يتحايل عليه.
قد يفسر ما سبق بعض ما أنتجته التجربة من أرقام ، فقبل أنتخابات البرلمان والشورى، كانت الهجمة على التيار الإسلامي عنيفة من قبل النخبة ، لكن لم تجد طريقها للتصديق لدى الكثيرين، ففسرها البعض بغضب متسرع بالقول: عشرات الساعات التي نقضيها هنا على الفضائيات نتكلم لا تساوي خطبة يلقيها إمام على منبر، كما قال أبراهيم عيسى ، لكن للأسف أجده قد مارس نفس خطيئة النخبة في عدم نضح الوعي بطبيعة وحكمة هذا الشعب.

مؤشرات صلاحية النظرية لتفسير الواقع تحكم على مدى صحتها، فوعي هذا الشعب ، ودفاعه عن شعار الشعب يريد والشعب خط أحمر هو في تصوري ما يفسر الإقبال العنيف على صناديق الاستفتاء الأول، ولم يكن هناك تهديد بالغرامة ، ثم تأكد اندفاع الشعب خلف إرادته في انتخابات البرلمان، بينما غاب هذا الحضور عن الشورى لأن الشعب لا يريده أصلا، وأتصور أنه لو تم الاستفتاء الأن على بقاء الشورى أو عدمه لكان الإقبال أقوى ممن حضر انتخابات الشورى أصلا. وأتصور أن أبقاء الشورى يحتاج قدرا من الحوار المجتمعي التوعوي، الذي يجب أن يشرح للمواطن العادي ما للفكرة وما عليها أولا .
وأخيرا وقبل الختام ، أريد أن أوضح أن مفهوم الوصاية التي فرضها الطاغية على شعبه قبل سقوطه، وهي للأسف الذريعة التي ترتكب بها كل صنوف القهر والاستبداد على الأرض ، هي ادعاء أنه يعرف مصلحة الشعب أكثر منه، وهذا للأسف ما وقعت به النخبة التي لم تثق في وعي الشعب الذي قامت للتكلم باسمه، فأنشأت أشكالا متعددة من الولايات ، ولاية استبدادية ، وولاية النخبة ، وولاية الثائر وولاية الفقيه ، وكلها في أغلب الأحيان نست أو تناست أن الشعب ليس محتاجا لواصي عليه وأنه شعب راشد قد أكد رشاده باقتدار ناجز في الميدان ، بل واستمات ليعلم التاريخ أنه شعب راشد لا يحتاج ولاية أو وصاية؛  لكن فقط كل ما يطلبه أن يؤكد أنه شعب يريد،  وأنه خط أحمر.  

الجمعة، 4 مايو 2012

دراسة في أيدلوجية الثورة1



دراسة في أيدلوجية الثورة
الثورة تحتاج لكي نسميها ثورة إلى ثلاث مكونات أساسية هي ( الفكرة أو الأيدلوجية – والقيادة الفكرية والتنظيمية – والتأييد الشعبي ) وإذا ما أردنا أن نحلل ثورة 25 يناير سنجد أنها بدأت بمظاهرة محدودة ؛  أي لم يكن خلفها أيدلوجية واضحة أكثر من فكرة الاعتراض على فساد الداخلية، وأكثر ما كانت تصبو له إقالة وزير الداخلية مثلا ، ثم تطورت الأحداث نتيجة استعلاء النظام البائد وغبائه وثقل إيقاع خطواته ، فتبلورت حالة ثورية في الميدان أفرزت أيدلوجية وهي ما أنتج قيادات موضعية أنية و تسببت لقوتها ونفاذ حجتها إلى ولادة التأييد الشعبي فاكتملت مكونات الثورة .
لكن ما يعنيني هنا وأنا أحاول تقييم ما آلت إليه الحال بعد أقل من 15 شهر، وأنا أجد أن الثورة كل يوم تفقد الكثير من من أيدوها عند بدايتها فأردت أن أطرح التساؤل المر ، ماذا فقدت الثورة من أيدلوجيتها لتفقد نفاذ حجتها وقدرتها على اكتساب التأييد الشعبي لها .
في الحقيقة لو عدنا للبحث عن أيدلوجية الثورة الأولى لوجدناها بسيطة بلا تعقيد حادة بلا مواربة وهي . الشعب يريد – والشعب خط الأحمر . وهما أهم شعارات الثورة باختصار تعطي فكرة حادة وناجزة لأيدلوجية عابرة للأيدلوجيات جميعا.
وهذا أهم ما يجب أن نلتفت له في دراسة الثورة فعلا . شعار الشعب يريد والشعب خط أحمر ولو أردنا أن نفصله فيعني أن الإرادة الشعبية تريد أن تجد لها طريقا لتستعيد استحقاقها في المساهمة في صناعة الواقع. وهو ما يعني صناعة الدولة الحديثة التي تعلي من قيمة الإرادة الشعبية ودورها واحترام الكرامة الإنسانية .
لا أجد أي فصيل يختلف مع هذا الطرح . فلا الليبرالي أو اليساري أو الإسلامي سيعترض على هذا الطرح الذي يحتفي بفكرة إعلاء قيمة الإرادة الشعبية ، لذا فهي أيدلوجية عابرة للأيدلوجيات والمرجعيات. وهذا في تصوري سر نجاح الثورة الأولى . وهو أيضا ما فقدته اليوم فتسبب في التلاشي التدريجي لوحدة الصف في الميدان والتأييد الشعبي .
أعلم أن هناك من سيقول لا لم تفقد الثورة إيمانها بقيمة إعلاء الإرادة الشعبية. وأعلم أن الأصابع سترتفع من كل فصيل تكيل التهم للفريق الآخر تلقي عليه بالتبعة ، وأعلم أن الجميع قد يبحث عن شماعة يعلق عليها فشل الحالة الحالية وقد تكون هذه الشماعة فصيل سياسي مثل التيار الإسلامي مثلا أو الإعلام الفاسد كما يحاول الكثير من الإسلامين الاستسلام لهذه الفكرة ، وقد يتهم البعض المجلس العسكري هذه المسئولية ، والبعض قد يرميها على كتف الشعب الغبي المتخازل.
أنا لا أنكر كل ما سبق من تحديات ومعوقات لكن لا أجدها أسباب، وهذا ما قد يبدوا مدهشا لكن لي أسبابي .
وأسبابي أيضا لها نفس الطبيعة الحادة والناجزة كأيدلوجية الثورة الأولى ، وهي ببساطة شديدة أنها جميعا تحديات واجهتها الثورة الأولى بشكل أشد قوة ولكن الثورة تغلبت عليها بشكل ناجز وحاد.
.........................................................................................
فلا ينكر أحد أن النظام السياسي السابق كان أكثر تحكما في الإعلام فكان إعلامه أشد تركيزا وفسادا من هذا الإعلام الحالي الذي يعاني قدر كبير من السيولة رغم فساده ، والحرية المتوفرة لدي الكثير من المنابر الإعلامية ، وتوفر قنوات ناطقة بحرية باسم كل فريق تقريبا.
كما أن المجلس العسكري وما يملك من أدوات ومخابرات وبلطجية لو سلمنا بها كواقع يمكن إلصاقه بالمجلس العسكري. ليس أكثر استحكاما من النظام الذي أسقطته الثورة في أيام معدودات.
وأخيرا نأتي على الحجة الثالثة وهي اختلاف الفصائل . فلا يستطيع أحد أن ينكر أن هذا التنوع و الاختلاف كان موجود بشكل أكثر تنوعا في الميدان يوم نجاح الثورة ولكن لم يوجد الصراع. بل كانت شعارات الأيد الواحدة تسبق كل فصيلين. الجيش والشعب أيد واحدة . مسلم ومسيحي أيد واحدة .
إذن دعونا نعترف أن كل ما سبق من تحديات هزمتها الثورة الأولى لكن هناك ضعف أصاب الثورة وفكرتها الحادة فجعل هذه الأعراض والتحديات تعاود الظهور بشكل مؤثر لم يكن من قبل.
و هذا ما حاولت البحث فيه ونكمل في المقال القادم مسارنا في البحث عن أيدلوجية ثورية ناجزة وحادة نستعيد بها الزخم الثوري الضائع
بقلم حازم كيوان


الثلاثاء، 31 يناير 2012

ديكتاتورية الأقلية تمارس ابتزاز الإرادة الشعبية


قامت الثورة ضدد ديكتاتورية الأغلبية الزائفة
 واليوم تمارس الأقلية الزائفة نوع جديد من الديكتاتورية يهدف للإلتفاف على إرادة الشعب الذي عبرت عنها الصناديق
-- للأسف على الأقلية المتسلطة أن تعرف -- أن ديكاتورية الحكم تزول بالثورة
--- لكن دكتاتورية الأقلية تزول بحروب أهلية وحرب شوارع واغتيالات 
--- فالشعب إن حيل بينه وبين إرادته لن يكون هناك سبيل إلا أن يدافع عنها بالسلاح

الحلم



الحلم
ضفاير نور من الشمساية  نجنيها

لتاج  عرسك  في يوم فرحك بنهديها

وشمعاية ف أيد كيوبيد يطوف بيها
وألف حورية مالجنة بضحكه الحب ماليها
وعود ياسمين ودقة عود وغنواية بغنيها
 في يوم فرحك
***
كفوف شعبك شموع أيدة على نيلك
بدعوتها لرب الكون، و بتغني مواويلك
رموش عيني من الحاسدين تغطِّيكي
وخطوة عفيَّة في المسعى وشوط سابع بيرقيكي
وضحكاية مع الدعوة بوزعها وبغنيها
 في يوم فرحك
***
وليلة الفرح
رسمت الكوشة في عيوني
وحنيتك بنور عيني
وحميتك بمسك الخير
( أنا كنت بحلم
أنا كنت فاكر فالأيدين حاجة بصحيح
قصر افتكرناه من دهب وطلع صفيح
لا .. ده كبوس
وكبوس ودايس .. على حلم متكسر
غلة سنين العمر ضاعت مننا
وسرقها سوس)
جيوش البوم
عساكر شوم
وستين كلب
وسيف الفارس المكسور
وشعبك ليه يبات مقهور ؟
تعالي يا مصر جوبيني
تعالي قوليلي ليه يعني
أعيش والقلب يوجعني؟
عشان مصري ؟
ياشيخة تغور        ياشيخة تغور
***
لو بكرة ينسى ضحكتك مش راح نعيش
أصرخ وعلي صرختك صحي اللي نايم
و اوعى تسميها جروح لا قول غنايم
***
أنا آسف يا ست الكل
ده جرحك كان على عيني
مكانك لسة فوق راسي .
 ترابك كحل
وخيرك توب مغطِّيني
لكن لسايا مش ناسي مرار الذل
وشقلبتي و موازيني
وألف عميل علي عرشك
فعز الليل على فرشك تلاقي كلاب
وصابرة يانعسة عالمكتوب
هاكون أيوب
وها حكي القصة بالمقلوب
بدم الفارس المغلوب هانرسم باب
مبين الدنيا والآخرة ملوش أعتاب
يعدي منه عزالك ياست الكل
يعدي منه عزالك في يوم فرحك
                                                شعر: حازم وجيه كيوان

الثلاثاء، 24 يناير 2012

أولى ملاحظاتي على مجلس الشعب


أولى ملاحظاتي على مجلس الشعب
بينما استمرت جلسة مجلس الشعب في أول أيامه لما بعد نصف الليل بساعتين
إلا أن الكثيرين من نواب مجلس الشعب المنتمين لغير الأغلبية ظهروا في الإعلام من الساعة الخامسة عصرا, وظلوا يزايدون على وطنية الأغلبية. حتى قرب الفجر. بينما استمرت الجلسات واتخذت القرارات . فهلا نسينا القنوات الفضائية والمزايدات الانتخابية التي انتهت صلاحيتها وبدأنا في العمل  

الأحد، 8 يناير 2012

الحالة ج في المربع صفر


الحالة ج في المربع صفر
حين أعلن مبارك تنحيه عن السلطة في مصر. فرحت وفرح الجميع. غنى الكل ورقص في الميدان. ولكن بعد عشرة أشهر من التنحي يرى البعض أننا نعود للمربع صفر ، بل ويرى البعض الآخر أن الحالة ج في المربع صفر.
أستطيع أن أمارس حقى في الاختلاف بل والتفاؤل. ولي أسبابي ومبرارتي طبعا.
فحين أتذكر حال مصر يوم التنحي ، بلد ليس بها وزارة أو مجلس شعب أو مجلس شورة ، وليس بها رئيس طبعا ، كما أن جهاز الشرطة فيها قد فقد هيبته بل وأستطيع أن أصفه وقتها بأنه جهاز شرطة غير صالح للاستخدام الآدمي.
كما أن الدولة لم يكن بها حياة حزبية حقيقية، أو عمل سياسي معلن على الأرض بشكل يمكن من إفراز قيادات سياسية لها قواعد شعبية حقيقية، فقط الإخوان المسلمين والحزب الناصري هم من كانت لهم قواعد تعمل على الأرض وإن لم يكن لهم المجال الذي يسمح بتكوين قواعد للعمل العلني المفتوح.
ولكن بعد هذه الشهور التي مرت ورغم حالة الحراك الدائم والتشكيل ومحاولات التفكيك والتشكيل والاستقطاب إلا أنني استطيع أن أرى بين الدخان الكثيف منجز لا يجب أن نستهين به .
لن أقول أن وزارة شرف قد فشلت في دورها لأن دورها فقط كوزارة تسيير أعمال قد أنجز في تصورى بشكل مقبول بالنظر لما واجهت تلك الوزارة من تحديات على خارطة العمل السياسي. لكن ما أستطيع فعلا أن أعتبره إنجاز مصري حقيقي هو أننا استطعنا إقامة حياة سياسية وحزبية قدمت لانتخابات ستفرز مجلس شعب منتخب بحيادية من القيادة السياسية. وهذا المجلس سيكون بداية إنتاج المؤسسات الحقيقية على أرض الواقع.
كما أنني أتصور أنه قد مورست ضغوط بشتى الطرق النظيفة وغير النظيفة على المجلس العسكري بهدف خلخلة موقفه المحايد بين مختلف القوى الساسية. تارة بفتح ملفات تستجلب ضغوطا دولية كحقوق الأقليات والأقباط ، وتارة بالتشوية الإعلامي، وتارة بافتعال المواجهات.
كما أنني أتصور أن هناك صفوف ثاني وثالث في كل مؤسسات الدولة أغلبها لا يرغب في استكمال مسيرة التحول الديموقراطي ، إما للحفاظ على مكتسبات أو مخافة فتح ملفات فساد أو مخالفات.
جهاز الشرطة السابق مثلا قد عاش لأكثر من ثلاثين عام يعمل في ظل الطوارئ التي حررته من المراقبة القانونية وأخرجته دائرة رقابة العدل له، بل وكثير من قياداته يعلم أن اكتمال التحول الديموقراطي قد يحرمه من التواطئ على حمايته.
طبعا لا يمكن أن نغفل دور الثورة المضادة وفلول المخلوع.
كما لا يمكن أن نغفل يعض أصحاب التوجهات التي تشك في حجم التأييد الشعبي لها أوتعلم أنها قد لا يكون لها المكانة التي كانت لها في زمن مبارك. كالأحزاب الكرتونية والقيادات الورقة التي باعت القضية وأجرت منابرها شقق مفروشة تمارس بها الدعارة السياسية والحروب على أتجاهات بعينها، وأصحاب المنابر الإعلامية التي كانت لها دور تلعبه مثل فريق ولكن المعروف.
كل هذه التحديات واجهت التحول الديموقراطي بهدف حرمان الصندوق من الحياد لتعيق وصول الشعب بإرادته الحرة لصياغة مستقبله. وهذا السرد فقط يجعلني أثمن هذا الإنجاز المتمثل في حياة حزبية قامت من عدم ومجلس شعب ولد تحت ضغط أكثر من خصم.
وهذا ما يجعلني أتفائل وأقول الحالة ليس ج ولسنا في المربع صفر.

الخميس، 5 يناير 2012

مشروع كانتونات الصناعية الصغيرة الممولة بقروض من الدولة

مشروع كانتونات الصناعية الصغيرة الممولة بقروض من الدولة
 الفكرة: هي ببساطة خطة محدودة التمويل تهدف لعمل مجموعات من المشاريع التي تستفيد من تجاورها بهدف إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة عالية الإنتاج. مقدمة: لو علمنا أن مياة الصرف الناتجة عن المزارع السمكية لو استخدم في ري الأراضي الزراعية تزيد الإنتاجية لهذه الأرض بنسبة 20 % ، وأن السبلة الناتجة عن مخلفات مزارع الدجاج تستخدم في تغذية المزارع السمكية. وأن مصانع الأغذية المحفوظة والمربات والشيبسي تنتج مخلفات رخيصة يمكن أن يعاد استخدامها في إنتاج الأعلاف، وأن روس الماشية والمخلفات مزارع التسمين والطيور والبيض يمكن أستخدامها في إنتاج سماد عضوي ، وأن مخلفات مصانع منتجات الألبان والمجازر يمكن أن تستخدم في إنتاج إضافات الإعلاف بشكل اقتصادي جدا. كل ما سبق يمكن أن يعطي فكرة عن أهمية إنتاج هذه المشاريع كلها لتستفيد من المخلفات في تدور صناعات مجاورة. فلو تخيلنا أن الدولة قامت بإنشاء تجمع من المشاريع الصغيرة قد لا تزيد تكلفة كل منها عن مليون جنيه . ثم قامت بتسليمها على المفتاح للشباب مع تأجيرها لمدة 10 سنوات يمكن تجديدها عند ثبوت الجدية، وهذا بعد تخطيط المشروع من البداية لضمان سهولة توظيف المخلفات أفضل توظيف وسهولة التواصل . مزايا الفكرة و الأهداف • توفير تكلفة المواصلات والنقل والتسويق ( قد يمكن تخفيض التكلفة من 50 : 60 % ) • توظيف المخلفات مما يقلل الفاقد والتلوث . • شكل من الاقتصاد الموجه يعطي الدولة القدرة على توجيه الاقتصاد بدون التدخل الحقيقي والوقوع في عيوب الاقتصاد الموجه. • عمل مجتمعات عمرانية جديدة بعيدة نسبيا عن الدلتا • التوسع في استخدام الصحراء • يمكن أن يتم تكرار النموذج الواحد في أكثر من مكان بما يقلل تكلفة الدراسة الأولية ودراسات الجدوى • توظيف الشباب وخلق مشاريع جديدة بما ينعكس على زيادة موارد الدولة الضريبية وتقليل عبئ الأجور عن القطاع العام. • نظام الإيجار يسمح للدولة باسترداد المشاريع غير الجادة بما يسمح بأعلى معدل تشغيل للمشاريع، ويزيد من موارد الدولة. التكلفة المتوقعة : والعوائد قد لا تزيد تكلفة كل تجمع إنتاجي عن 50 مليون ، أي أن تخصيص مليار واحد من الميزانية تكفي لإنشاء 20 تجمع إنتاجي ، ولو فرضنا أن المشروع الواحد قد يصل إيجاره ل 50 ألف سنويا أي أن التجمع الإنتاجي الذي يتكون من 20 مشوع فردي قد يدر على الدولة إيجار 1 مليون سنويا + 100 ألف على الأقل ضرائب. وبهذا يمكن أن نفترض أن الدولة حين تنشأ 20 تجمعا بتكلفة 1 مليار ، سوف تعود عليها موارد سنوية بقيمة 20 مليون إيجارات + 2 مليون جنية ضرائب. أي أن المشروع قد يستعيد كامل تكاليف إنشائه في أقل من خمسين عام. كل مشوع فردي على الأقل سيوفر ثلاث فرص عمل دائمة ، مع توظيف العمالة المعاونة من بيطريين وزراعيين ونقل وموردين وموزعين . أي أن التجمع الواحد سيوفر حوالي 60 فرصة عمل، أي 1200 فرصة عمل توفرها الدولة ب واحد مليار. نماذج توضيحي ( طبعا تحتاج دراسات تخطيطية ودراسات جدوى متخصصة ولكنها أشكال افتراضية.


)هذا نموذج توضيحي فقط للفكرة التي يمكن توسيعها على أكثر من شكل إنتاجي ( مصانع نسيج وغزل ومعاصر زيوت وخرز البولي ايستر والبطاطين والكوفيرته والمصابغ، والأزرار) مصانع البلاستيك ، وألعاب الأطفال ، ورضاعات وعضاضات الأطفال، والفوم ، وعلب التعبئة، وأواني المطبخ ، والفيليكس ، والنجف ) مطالب عامة لإنجاح الفكرة: يحسن عمل تخطيط بحيث توضع بعض المشاريع التي قد يزيد احتياجها عن ماتنتجه المجموعة الواحدة بين المجموعات لتخدم أكثر من كامب أو تستفيد منها، ( مثل منافذ التوزيع أو مصانع العبوات أو الورشة والبنزينة) لدعم فكرة إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة ، يحسن تدعيم المنطقة بالبنية التحتية الأساسية ليسهل على اصحاب المشاريع استجلاب أسرهم وبداية حياة جديدة في المجتمعات الجديدة مع توفير عدد من العمارات التي توفر وحدات سكنية جيدة تستوعب مرة ونصف عدد الأفراد المفترض تواجدهم بالمكان مع البنية التحتية مثل ( مدرسة لكل مرحلة – جامع – نادي – سنترال – مركز صحي – مستشفى – شركة مياة – طبعا مع توفير شبكة طرق – بوسته ومكتب بريد وبنك ) يحسن عمل عدة مجموعات ( كامبات أو كانتونات ) بحيث تكون متقاربة مع بعضها ويحسن أن تكون ذات أنشطة متقاربة ، مع توافر شكل إداري يشبه الإدارة المحلية للمنطقة بحيث يمكن تبادل الخبرات وتدعيم التجارب الناجحة ونشرها، وهذا سوف يسهل التسويق واستجلاب الخامات. يمكن إنشاء هذه المشاريع في محافظات الوجه القبلي بحيث تبتعد نسبيا عن الدلتا مع مد خطوط لمياه الري إن كان هذا ضروري بحيث لا تبتعد كثيرا عن الطرق الرئيسية .