الأحد، 18 نوفمبر 2012

لكي نخرج من تجربة قطار أسيوط أفضل مما دخلناها


لكي نخرج من تجربة قطار أسيوط أفضل مما دخلناها

مع كامل اعترافي بمأساوية المشهد، ومع يقيني بأنه لا شيء يعدل مصاب أسره فقدت برعما في سن الزهور، ومع كامل إزعاني لكل من قال بسوء الإدارة، وتخلف سبل التدريب، والتأهيل، والمتابعة في مصر عامة، وفي هيئة سكة حديد الموت المصرية خاصة، و تضامنى الكامل مع كل من صرخ ولطم، وكل من صمت مشروخ الداخل، مجروح الدمعة، وكل من سخر ولطم ونبح وعوى، إلا أني أحترم المثل الانجليزي البارد الدم القائل: think positively  أو فكر بإيجابية.
 دعونا نعترف بأن ما حدث قد حدث، وبأن مصر فقدت 60 أو أقل قليلا أو أكثر قليلا من زهوزها البيضاء البضة، ولكي نفكر إيجابيا يجب أن نفكر كيف نمنع -هذا الذي كان- أن يتكرر في غدنا القادم لا محالة، وسواء حضرناه نحن أو حضره أولادنا فيجب أن يكون أفضل.
في تذاكر الطيران والنقل البحري يكون ملحق بالتذكرة ملحق خاص بالتعويضات عن الموت، والإصابة، وتلف الأمتعة، ولو ضغطت الآن المنظمات الحقوقية في سبيل إقرار هذه التعويضات في تذاكر القطارات لتغير الحال، فهذه التعويضات تكون أكبر جزاء لشركة سكة حديد مصر، وهذا سيلزم الشركة بعمل ما يلزم؛ لتتجنب الشركة الخسائر الناجمة عن التعويضات، نعم قد ترتفع قيمة التذكرة مقابل التأمين، ولكن هذا سيكون له دوره في تحسين الرقابة والمتابعة والتدريب والتأهيل وتحسن منظومة الجودة في مقابل الزيادة الطفيفة في قيمة التذكرة.
يجب أن نطرق الحديد وهو ساخن، قبل أن يأخذنا البكاء على اللبن المسكوب، ثم يبرد الزخم؛ وتقل فرصة تحقيق التطوير. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق