الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

شكرا لرصد، و للإعلام النظيف وصناعة التغيير


شكرا لرصد، و للإعلام النظيف وصناعة التغيير


حدث بالفعل
الأثنين 12/11/2012 م نشرت رصد فيديو عن تجارة المخدرات العلنية في قرية دروة أشمون منوفية.
الأربعاء 14/11/2012 م الساعة الرابعة فجرا – قامت قوة من أكثر من 20 عربة أمن، مع عدد من قيادات الداخلية، من مكافحة المخدرات، والبحث الجنائي، بالتنسيق بين محافظة القاهرة، والقليوبية، والمنوفية، بمداهمة القرية ، والقبض على أربعة من تجار المخدرات في القرية، وداهموا وفتشوا منازل المسجلين وهرب الباقين.
الخميس 15/11/2012م بعد العشاء هاجم بعض الخارجين عن القانون صاحب محل أدوات كهربائية هـ  ط  ع  ع،  وصاحب محل الحلاق ي ع ا م،  ظنا منهم أنهم ساعدوا في فضح المتهمين، والمشاركة في تسمية الأشخاص التي ظهرت صورهم بالفيديو، وأعتدوا عليهم بالضرب، وأطلقوا بعض الأعيرة النارية على  المحلات، حدث بعدها غضب شعبي، وتجمهروا ضد هذا الخروج عن القانون، وترويع الأمنين، وحضرت قوة كبيرة من الأمن، برفقة مدير أمن المنوفية، الذي صعد لمنزل المصاب ليطمئن عليه، فتجمهرت الأهالي الغاضبة، ورددوا هتافات تندد بالانفلات الأمني، وتقصير الشرطة في أداء مهامها، مما منع مدير الأمن من القدرة على مغادرة بيت المصاب لفترة، إلى أن هدأت الجماهير ، وتم مطاردة البلطجية. كما أمر مدير الأمن بتأمين قوة من الشرطة ترابط في المكان لتضمن عدم عودة الخارجين عن القانون، مع إزالة التعديات التي كانت تحوي أوكار بيع المخدرات، مع تأمين كمين ثابت على مدخل الكوبري القريب من مكان تصوير الفيديو.
الجمعة 16/11/2012 م بعد صلاة الجمعة، تحركت مسيرة من الجامع الشرقي بالقرية، لموضع عربات الشرطة التي رابطت في مدخل القرية عند الكوبري ، ورددوا شعارات تطالب الشرطة بالعودة للشارع، وتطالبها باستعادة الأمن ، وحماية  سمعة القرية، التي كانت تفخر بأنها قرية حفظة القرأن؛ حيث أنها قرية معروفة بالعدد الضخم للمقارئ، وعدد حفاظ القرآن بها، لكن في ظل الانفلات الأمني صارت وكرا لتجارة المخدرات العلنية.
الأثنين 19/11/2012  جاءت قوة من المحافظة لإزالة التعديات، وتنظيف مقلب القمامة القريب من مكان الحدث، وإزالة الأكشاك التي وضعها تجار المخدرات من المكان، وتمت الإزالة، ووضعت دورية ثابتة هناك لضمان تأمين عدم عودة المخالفات.
الثلاثاء 20/11/2012م حدثت مشادة، واشتباكات بالأيدي بين أربعة من راكبي الدرجات البخارية - الأغراب عن القرية - وبين أحد المارة ، انتهت باعتداء الأربعة علية بالسنج، والأسلحة البيضاء، وتركوة بين الحياة والموت عند مدخل القرية الجنوبي من ناحية الجسر، قام بعدها أهل القرية بمطاردة الجناة، وقبضوا على أحدهم، وسلموه للشرطة، وتم نقل المصاب الذي تبين أنه ليس من أهل القرية أيضا.

هذا ملخص أسبوع حافل في قرية مصرية، وكأن رصد ألقت بها حجرا؛ فتحركت المياة الراكة؛ فزال عنها العفن، بفضل مبادرة تحسب في رصيد المجتمع المدني ، والإعلام الجديد، فعَّلت بها الجهود التنفيذية بالمحافظة؛ لتتحرك بشكل إيجابي لإزالة الجريمة، وتحركت بعدها الشرطة الواعية لدورها؛ فحلت المشاكل بتعقل، وتجنبت التدخل العشوائي، والصدام مع الجماهير، المطالبة بحقوقها المشروعة في الأمن، وكل هذا المناخ الإيجابي أفرز سلوكا إيجابيا، وحراكا على الأرض لدي الجماهير، فكانت ردة الفعل الفعالة الضاغطة المؤكدة على الحقوق، ثم حين جاءت الاستجابة وأيقنوا من وفاء الشرطة بالعهود؛ كان رد فعلهم الراقي حين أنقذوا المصاب، وطاردوا المعتدين، وأمسكوا منهم واحد فلم يقتلوه، أو يمثلوا به، ويشعلوا في جثته النار، كما حدث في بعض الحالات ، لكن سلموه للشرطة التي استحقت الثقة عن استحقاق. فشكرا لرصد البناءة ، وشكرا للإعلام الفعال، وشكرا للمحافظ المتابع للنقد، وشكرا للقيادت والشرطية ولجنود الشرطة الوطنية التي بادرت للتحرك المدروس، واستوعبت غضب الجماهير المبرر، وشكرا لأهالي قرية دروة أشمون منوفية الأنقياء الأتقياء الذين دافعوا عن شرف قريتهم، ودافعوا عن حقهم في العيش النظيف الأمن.

بقلم / حازم كيوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق