الأربعاء، 26 ديسمبر 2012




أنيس الدغيدى يكشف لـ"الشعب" تفاصيل مؤامرات "جبهة الإنقاذ" (الحلقة الأولى)
حوار: مصطفى إبراهيم
العصابة تضم ساويرس والبرادعى وموسى والبدوى وعاشور والزند والأمين .. وتمولها سوزان وزوجة أحمد عز
كشف الكاتب الصحفى أنيس الدغيدى عن مؤامرات ما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطنى لقلب نظام الحكم والإطاحة بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، وإدخاله السجن بالتعاون مع المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة وسامح عاشور نقيب المحامين.. وتصفية أعلى ست قيادات فى جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة بدءاً بالدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة.
وأكد الدغيدى فى حواره مع "الشعب" تنشره على حلقات، أنه شارك بنفسه فى جلسات وغرف عمليات لتدبير تلك المحاولات فى مقر حزب الوفد بعدما استدعاه الدكتور السيد البدوى الذى طلب من الدغيدى شن حملة إعلامية لتشويه الإخوان المسلمين والسلفيين وباقى فصائل التيار الإسلامى.
وذكر أنيس أنه أبلغ الرئيس مرسى شخصياً بتفاصيل تلك المؤامرة بعدما أبلغ قيادات فى الجماعة والحزب ولم يجد قرارات فعالة أو خطوات ملموسة لمواجهة تلك المؤامرات، مرجعاً إصدار الرئيس للإعلان الدستورى فى 22 نوفمبر الماضى لإحباط تلك المؤامرات.. وإلى نص الحلقة الأولى من الحوار..
* ما تفاصيل البلاغ الذى تقدمت به للنيابة واتهمت فيه رموزاً سياسية بالتخطيط لقلب نظام الحكم؟
-هذا البلاغ تقدمت به للنائب العام المستشار طلعت عبد الله إبراهيم لإيقاف المؤامرات التى يدبرها ما يعرف بقادة جبهة الإنقاذ الوطنى والذين ذكرتهم فى البلاغ بالتحديد هم:
1- السيد البدوى محمد شحاتة -رئيس حزب الوفد- بشخصه وصفته.
2- سوزان ثابت -والشهيرة بسوزان مبارك- حرم الرئيس المخلوع.
3- عبلة فوزى سلامة -زوجة أحمد عز رجل الأعمال المسجون.
4- عمرو موسى.. أمين جامعة الدول العربية السابق
5- رضا إدوارد.. القيادى بحزب الوفد
6- المستشار عبد المجيد محمود.. النائب العام السابق.
واتهمت المشكو فى حقهم بالآتى:
- التخطيط لاغتيال الرئيس محمد مرسى رئيس جمهورية مصر العربية وبعض كبار القيادات بحزب الحرية والعدالة
- وأكدت أن هناك مؤامرة ممنهجة وتخطيطات مؤكدة شاهدتُ إحداها بنفسى من خلال حوار تم فى وجودى بين نجيب ساويرس والسيد البدوى ورضا إدوارد ومحمد البرادعى وسامح عاشور وحمدين صباحى من خلال اجتماعين حضرتهما بنفسى، الأول فى مقر حزب الوفد نهاراً والثانى مساءً فى نادى القضاة انضم إليه المستشار أحمد الزند والذى ترأس الاجتماع ثم بعد ثلث ساعة تقريباً حضر عمرو موسى، وتخلف عن حضور هذا الاجتماع رضا إدوارد فقط، وحضره جميع المتهمين السابق ذكرهم؛ وذلك للتآمر لاغتيال الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية "شخصياً" واغتيال بعض القيادات فى حزب الحرية والعدالة، وهم: "فضيلة المرشد الدكتور محمد بديع والدكتور محمد سعد الكتاتنى والدكتور محمد البلتاجى والمهندس خيرت الشاطر والأستاذ صبحى صالح والدكتور عصام العريان، وكان ضمن المخطط الاستعانة ببلطجية رضا إدوارد وأحمد شيحة والتونسى، وذكر المتآمرون فى الاجتماع ضرورة تهريب "صبرى نخنوخ" البلطجى الخطير المتهم تحت المحاكمة الآن.. وفى ذلك الاجتماع قال نجيب ساويرس إنه أعطى حقيبة بها مليون ونصف جنيه لشقيق نخنوخ.
* ما تفاصيل هذا الاجتماع بالضبط ولماذا ذهبت لمقابلة هؤلاء؟
- ذهبت لمقر حزب الوفد بعدما طلب الدكتور السيد البدوى مقابلتى وعندما ذهبت للقائه طلب منى الإعداد لحملة صحفية كبرى لمهاجمة الإخوان والسلفيين والتيار الإسلامى، وأثناء جلوسنا حضر المهندس نجيب ساويرس وعندما عرفه د.البدوى بى وذكر له موضوع الحملة الصحفية رحب ساويرس بشدة، وأكد أنه يتكفل بتكاليف تلك الحملة، وقال بالحرف كل ما يطلبه الأستاذ أنيس أنا متكفل به وأى رقم يذكره سأدفعه فوراً، وذلك لأنه قرأ لى حملات وحلقات عدة قبل ذلك فى عدة صحف وفضائيات، وكان منها انتقادات لبعض علماء السلفية المشاهير مثل الشيخ محمد حسان، ولكنه فهم أننى ضد التيار الإسلامى أو من رافضى الشريعة أو المعادين للمرجعية الإسلامية، وهذا على خلاف الحقيقة؛ حيث إننى كنت أختلف فى بعض الأمور مع علماء ورموز فى التيار الإسلامى، ولكن ذلك لا يعنى أبداً أننى ضد المرجعية الإسلامية والعياذ بالله.
أما تفاصيل هذا الاجتماع، فكما ذكرت أنه اجتمع نجيب ساويرس وحسن راتب والسيد البدوى ومحمد الأمين ورضا إدوارد.. للتآمر ضد الرئيس وبعض كبار قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
-وتناول الاجتماع الأول حوار نجيب ساويرس وعبد العزيز عباس وشخص علمت منهم أنه شقيق صبرى نخنوخ (وفى الاجتماع تناول مصاريف ومحامين وزيارات نخنوخ وتجهيز مظاهرات فى الإسكندرية للدفاع عنه وأعمال نخنوخ، وأعطى حقيبة بها مليون ونصف جنيه لشقيق نخنوخ، وخطط سرية تمت بين نجيب ساويرس وعبد العزيز عباس.. والتخطيط لضرب بعض الكنائس ومواقع مسيحية بغرض إحداث فتنة طائفية وتوريط الإخوان).. وكان هذا الاجتماع قبل جلسة محاكمة نخنوخ الأخيرة.
-وبعد ذلك تم عقد اجتماع ثان فى نادى القضاة بعدما ذهبنا إليه فى سيارة المهندس نجيب ساويرس وحضره المستشار أحمد الزند، وحضره كل من حمدين صباحى ومحمد البرادعى وسامح عاشور، وتخلف عنه رضا إدوارد، كان الحديث على ضرورة دخول انتخابات مجلس الشعب كقوة موحدة شاملة تحت مُسمى واحد.. حيث لم يكونوا بعد قد قرروا أن يسموا أنفسهم بـ"جبهة الإنقاذ"، وقال السيد البدوى إنه اجتمع واتصل بـحسن التونسى وأحمد شيحة "رجال الحزب الوطنى فى منطقة عابدين ووسط البلد"، وكذلك ورجب هلال حميدة ورضا إدوارد وبعض من بلطجية "كفتة الفوَّال" المحبوس.. والترتيب لانتخابات مجلس الشعب القادمة وضرورة تنفيذ مُخطط اغتيال الرئيس محمد مُرسى والقيادات المذكورين من حزب الحرية والعدالة، ولذلك يجب ضرورة خروج صبرى نخنوخ من السجن، والتزم نجيب ساويرس بتنفيذ هروب المتهم صبرى نخنوخ بطريقته الخاصة.
وماذا حدث بعد ذلك؟
* طلبنى السيد البدوى مرة ثانية ليسألنى لماذا لم أبدأ فى الحملة الصحفية التى طلبها منّى، وكان ذلك يوم الاثنين الماضى 3 ديسمبر 2012، وأثناء جلوسى مع الدكتور سيد قام بمشاركة ومساعدة نجيب ساويرس وبعض رجال الأعمال ومنهم: "أحمد شيحة وحسن التونسى والقواس وحسن راتب".. وقد رأيتُ وسمعتُ ذلك بنفسى؛ حيث جلس السيد البدوى ونجيب ساويرس يكتبان معاً أسماءهم على ورقة أمامى فى خطة توزيع الأدوار.
ومن أخطر ما عاينت وشاهدت بنفسى فى هذه الجلسة قيام السيد البدوى ونجيب ساويرس بتجهيز شخص يدعى "إدوارد" من كنيسة الأب سمعان "فى منطقة المزابل" حيث جهز ساويرس المدعو إدوارد بمساعدة السيد البدوى بـ عدد 2 سيارة نصف نقل محملة بالأسلحة النارية المتنوعة من خرطوش ومسدسات ورشاشات وذخائر وأسلحة بيضاء "مطاوى وسِنَج" لتوزيعها على البلطجية فى المظاهرات، إلى جانب 6 سيارات نصف تخصصت فى حمل ونقل وتوزيع الأطعمة وصناديق الخمور والتفاح وأشهى المأكولات والمخدرات من حشيش وبانجو، إلى جانب النقود من فئة المائة والمائتين جنيه، حيث يتم دفع 500 جنيه يومياً لكل بلطجى كمرتب يومى، بحيث يندس البلطجية بالمئات بين المتظاهرين الذين يثيرون الفوضى ويقومون بالحرق والتدمير والتخريب فى الفترة الماضية التى خطط لها وأشرف عليها ومولها أعداء الحرية من عملاء النظام السابق وكبار رجاله وعملائه الفاسدين.
ومن يمول هذه الحملة؟
* رأيتُ وسمعت المتهم السيد البدوى يتحدث أمامى مع نجيب ساويرس ويخبره قائلاً: "الهانم عاوزة كده".." الهانم اتصلت بيك؟" فيرد عليه ساويرس: كله حسب تعليمات الهانم تمام.. حنولعها وشرفك.. وأنا وانت اللى حنروح نجيبه من طره ونحُط مرسى مكانه"، وقال له السيد البدوى: "عبلة هانم بعتت الأمانة ليلة امبارح مع السواق"، فتهكم ساويرس قائلاً "هيه وجوزها همه اللى جابوا مبارك وعياله ورا.. أحمد عز خربها.. أنا مش عاوز أشوف عز وعبلة فى الصورة"، فابتسم السيد البدوى مهدئاً ساويرس: دى باعته 7 سبعة ملايين جنيه وفيه 5 ملايين تانيين فى السكة بعد 15 يوم".. مش بطالين يا نجيب"، فقال له ساويرس "الهانم عاملة اللازم وزيادة دى دفعت قدهم عشر مرات فى الـ 6 شهور الأخيرة بس.. يا سيد بيه أنا مسئول عن أى فلوس تحتاجوها وابعد عبلة سلامة من الحكاية أنا مش طايقها"، وعند ذلك قال له البدوى: طيب عاوزين نستعجل فى هروب نخنوخ"، فأجاب ساويرس بثقة: هانت قُريب قوى حتشوفه هنا فى مكتبك ده".. ثم تساءل ساويرس للبدوى: "الهانم أخبارها إيه من يوم ما اتقابلنا الشهر اللى فات ما شفتهاش ومش عاوز أكلمها فى التليفون الأمر ما يسلمش من ولاد الهرمة"، فأجابه السيد البدوى: "الست تمام وزى الفُل لسه عمرو موسى مقابلها من يومين هوه وحسن راتب وطمنى عليها وطالبة تشوفنى ضرورى".
ولماذا ذهبت مرة ثانية للقائهم طالما أنك لم توافق على شن الحملة الصحفية؟
* كما قلت الاجتماعان الأولان كانا فى يوم واحد وأحدهما كان فى مقر حزب الوفد وبعدما حضر ساويرس وقابلنى على النحو الذى ذكرت، ذهبت معه فى سيارته لنادى القضاة، والاجتماع الثانى كان عندما طلب السيد البدوى لقائى فذهبت إليه لإبلاغه برفضى التعاون معهم، ولم يكن التليفون يصلح لهذا الغرض، وعندما ذهبت حضرت وقائع الاجتماع الثالث، وبعدها سألنى د. السيد البدوى لماذا تأخرت ولم تبدأ الحملة الصحفية حتى الآن، فأخبرته أننى لن أتعاون معهم، ومن يومها انقطع الاتصال بيننا.
وما دور المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة فى المؤامرة؟
* دوره كبير جداً، وللعلم نسيت أن أذكر كلمة خطيرة قالها الزند أمامى فى نادى القضاة، حيث طالب بإجراءات قوية ودموية للقضاء على الإخوان المسلمين والتخلص من الدكتور مرسى، وأكد أن هذا السبيل الدموى هو الوحيد الذى سيأتى بنتيجة وغيره لن يكون له أى جدوى، أو منفعة، مؤكداً أن كل الثورات اختارت هذا الطريق، وعند ذلك رد عليه ساويرس بأن الترتيب لقتل الدكتور بديع وخيرت الشاطر والكتاتنى والبلتاجى وعصام العريان وصبحى صالح جاهز للتنفيذ فى الوقت المناسب.
وما هذا الوقت المناسب من وجهة نظرك؟
* بالتأكيد كان 2 ديسمبر الماضى بعد حل مجل الشورى والجمعية التأسيسية حسب ما كان مخططاً، وهذا بالطبع القضاء له دور كبير فيه، كما أننى سمعت فى هذه الجلسات الإعداد لإعادة محاكمة مبارك وطلب الإفراج الصحى عنه، وهو ما تم بالفعل فى الأيام الماضية حيث تقدم محاموه بطلب الإفراج الصحى عن المخلوع، وكذلك إعادة محاكمة العادلى ورموز الحزب الوطنى المنحل، وهو ما يتم تنفيذ جزء كبير منه فى الفترة الأخيرة.
كان مخططاً أن يتبع الحكم بحل التأسيسية حالة من الفوضى فى البلاد وحرق لمقرات الإخوان والحرية والعدالة وحزب النور ومراكز الشرطة ومديريات الأمن، ويتم قتل كبار رجال الإخوان الذين ذكرتهم، وذلك بالتزامن مع خروج مظاهرات فى الشوارع والميادين الرئيسية فى سائر مدن الجمهورية من قبل البلطجية الذين ذكرت قادتهم، ويتم تصوير ذلك على أنه ثورة ثانية شبيهة بالثورة الأولى، ويصاحب ذلك حملة إعلامية ضخمة من قبل القنوات الفضائية والصحف اليومية والأسبوعية المملوكة لرجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق.
وقد سمعت أرقاماً مفزعة لما سيتقاضاه كبار رجال الصحافة ونجوم الفضائيات عن هذه الحملة حيث تم تقسيم رؤساء تحرير الصحف لفئات ثلاث؛ الأولى يتقاضى فيها رئيس تحرير الصحيفة اليومية الكبرى 20 مليون دولار لصحيفته اليومية، والثانية للصحف الأسبوعية الشهيرة ويتقاضى فيها رئيس التحرير 10 ملايين، والثالثة الصحف الأسبوعية غير الشهيرة ويتقاضى فيها رئيس التحرير 5 ملايين دولار، وقد فزعت عندما سمعت هذه الأرقام المخيفة، فمن أين هؤلاء بتلك الأرقام، بالتأكيد من أموال الشعب المصرى التى تم تهريبها للخارج، والتى يعاد ضخها مرة لمعاقبة الشعب المصرى لقيامه بالثورة.
ما أشهر أسماء الصحفيين التى ذكرت أمامك؟
* مجدى الجلاد، ووائل الإبراشى، ومحمود سعد وإبراهيم عيسى، وعبد الحليم قنديل، وغيرهم.
ذكرت فى بلاغك أنك أخبرت قيادات الإخوان.. فمن هم بالتحديد؟
* عقب الاجتماع الأولى طلبت لقاء الأستاذ صبحى صالح "قبل الاعتداء عليه"، وأخبرته بالأمر ورد علىّ بأنه سيلتقى الدكتور محمد سعد الكتاتنى بعد قليل وسيخبره ويصطحبه للقاء الرئيس مرسى، ويخبرانه بتفاصيل المؤامرة.
وماذا حدث بعد ذلك؟
* مر يومان أو ثلاثة ولم يحدث شىء، فذهبت بنفسى لمقابلة الرئيس فى الاتحادية، وبالفعل التقيته، وأخبرته بتفاصيل المؤامرة، وكان ذلك يوم 15 نوفمبر الماضى، وتبع ذلك الإعلان الدستورى، وما تلاه من أحداث.
تقصد أن الإعلان الدستورى كان سببه المؤامرة التى أخبرت بها الرئيس مرسى؟
* أظن ذلك، وليعلم الجميع ان أى مؤامرة لن يكتب لها النجاح لأن الشعب المصرى مع الشرعية ومع الرئيس المنتخب ومع إعطائه الفرصة لإكمال فترته وبعدها نحاسبه بكل دقة، وغير ذلك لن يكون أبداً، وأذكر أيضاً أن هؤلاء المتآمرين ذكروا أن الإدارة الأمريكية معهم وتدعمهم، وأن أوباما قال لهم نحن مع من ستئول إليه الأمور، ولكن هذا وهم وهراء، وقد علمت من مصادرى الخاصة أن الإدارة الأمريكية مع الشرعية لضمان الاستقرار فى مصر والشرق الأوسط بأكمله.
وفى الحلقات المقبلة يواصل الدغيدى فضح مؤامرات جبهة الاغراق، ومخططاتهم لحرق مصر وإعادة النظام البائد.

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

هكذا ساهمت في كتابة دستور مصر

هكذا ساهمت في كتابة دستور مصر 

هذا كان نص اقترحي الذي أرسلته في شهر 7/2/2012 للجنة التأسيسية لكتابة دستور مصر 2012 

منذ 1976 ولم  يأت لمصر برلمان إلا وطعنت في دستوريته وهذا في تصوي له أسباب أهمها
أن المواءمات السياسية التي تسبق كتابة قانون انتخاب كل برلمان يكون لها موازنات خاصة يصعب التوفيق بينها وبين الدستور المستقر الثابت ، فمثلا في برلمان 2012 كان هدف تجنب دخول فلول الوطني كمستقلين في البرلمان خلف نسبة الثلثين والثلث – وخلف السماح بدخول الحزبيين على قوائم الفردي ، فجرى صياغة القانون بهدف تقليل فرصة دخول الفلول ، مما سمح بالتناقد مع مبدأ تكافئ الفرص المستقر دستوريا .
وخروجا من هذه الأزمة .
أقترح الأتي :
أن تضاف لنصوص الدستور فقرة تنشئ اللجنة العليا للانتخابات كلجنة دائمة تمارس عملها طوال العام ويكون اختصاصاتها كالتالي .
متابعة وتنقية وتنقيح جداول الانتخابات.
تحديث أليات الانتخابات بما يمكن من زيادة الدقة والسرعة والأمان .
وضع الضوابط والجزاءات المنظمة للعملية الانتخابية على أن يراعي الثبات في هذه الضوابط ( constancy 
تحديد ميزانيات الدعاية ووسائلها ومراقبتها وتحديد ألياتها وجزاءتها .
وضع قانون الانتخابات وتعديله في كل مرة مع ضرورة وعرضه المسبق على المحكمة الدستورية لاستصدار حكم سابق بدستوريته ( وهذا يستلزم التنوية أن تختص المحكمة الدستورية في هذا الشأن بالمتا بعة السابقة على إصدار القانون مع منع المراقبة اللاحقة على تنفيذه بناء على حكمها إذا صدر بالدستورية بعد إنشاء القانون ) وهذا سيكون له النتائج التالية .
تحصين البرلمان من الطعن على دستورية قانون إنشائه .
يمكن في حالة المواءمات السياسية ( كما سبق في مثال برلمان 2012) أن يشتمل قانون الانتخابات على المبررات القانونية التي استوجبت هذه المواءمات ، بما يوفق أوضاعها ويجعلها لها ما يصوغها دستوريا في وقت ما وظرف معن يتم شرحه للدستورية حين يطلب منها الحكم في دستورية القانون قبل إعماله.

وهذه كانت استجابة اللجنة التأسيسية للاقتراح 



وأشهد الله أنهم أحسنوا العمل وأسأل الله أن يجعله في ميزانهم يوم القيامة 

فكر ورد براحتك4

فكر ورد براحتك


فكر ورد براحتك3

فكر ورد براحتك


فكر ورد براحتك2

فكر ورد براحتك


فكر ورد براحتك


فكر ورد براحتك




الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

صرنا كما الاغراب




ملعون أبو السياسة يا مفرقة الاحباب

قلبي عليهم طاير والشوق لهم غلاب

مصري وصاحبي وحبيبي والباب ف وش الباب

لكنه فات المحبة وصرنا كما الأغراب
وعجبي

في حب مصر








بحبك وعمري ما اقول مستحيل

ودمي فداكي يرد الجميل

بنعشق هواكي ونحلم بخير

يغطي سماكي يا بيتنا الكبير

وعجبي 

هل أسقطنا ديكتاتورية النخبة لنستبدلها بديكتاتورية النخبة؟؟


 الأزمة في مصر في تصوري، ليست بعد اجتماعي، أو مشكلة صراع اجتماعي، وجدلية مادية في الأساس . الأزمة الحقيقية هي أن النظام السابق مارس إهدار السلطة للإرادة الشعبية .
 واليوم تريد النخب السياسية ممارسة نفس الجريمة، في شكل ممارسة النخبة لإهدار الإرادة الشعبية .
 وعلينا أن نسأل أنفسنا عن حقيقية شعار الثورة ( الشعب يريد ) هل أسقطنا ديكتاتورية النخبة لنستبدلها بديكتاتورية النخبة؟؟

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

ماذا يعني شعار الشعب يريد إذن؟


واضح إن أكبر مشاكل الحكم المصري، والنخبة السياسية من زمن الفرعون، هي غياب احترام الإرادة الشعبية، فرغم أن كل استطلاعات الرأي جاءت في صالح قرارات الدكتور محمد مرسي إلا أن النخبة ترى أنهم يجب أن يجبروا الجميع على لانصياع لهم.
أتى البرمان من قبل على غير هواهم ، فلم يسلم من ألسنتهم وأيديهم ، وضربوا برأي الشعب عرض الحائط.
أتت نتيجة الاستفتاء على غير هواهم فاتهموا الشعب بالهبل وأن هناك من ضحك عليه بالجنة والنار.
أتساءل هنا، ماذا يعني شعار الشعب يريد إذن؟ وهل هناك من يرى أن عقله أفضل من عقول الشعب.  


لست مجنونا ولكن .... هل كل هذه مصادفات؟


لست مجنونا ولكن .... هل كل هذه مصادفات؟

لا أحب أن اكون من أنصار فكرة المؤامرة لكن في والحقيقة أجد في نفسي عدة علامات استفهام لا يمكن أن يكون مجرد توافق مصادفات.
أول أمس يقدم محامي مبارك إقرار الذمة المالية، ثم يؤكد الرئيس ومحامية لوسائل إعلام أن لا صحة لكل الاتهامات التي طالت ذمة الرجل المالية وأنه بريئ برءة الذئب من دم ابن يعقوب،
ثم يعلن البرلمان الأوروبي مناقشاته حول إسقاط ديون مصر لدي الدول الدائنة ، ليس هذا وحسب، بل ورفع القيود على الاقتراض لتتمكن مصر من الخروج من أزمتها, ثم تأتي زيارة وزير الخارجية البريطاني مع إعلان نيته أن يلتقي بالمعارضة والحكومة مع التأكيد أنه لن يقابل أي من قيادات الإخوان المسلمين.
إلا يعطيني هذا الحق في تصور سيناريو قاتم وهو احتمال أن تكون الزيارة بهدف وعد اوروبي بعدم التنقيب في فساد مبارك المالي مقابل التعويض بإسقاط الديون الخارجية, وهل سكون سكوت مصر عن التحقيق في فساد مبارك هو الثمن فقط أم سيطلب معه الزائر البريطاني وعد بمحاولة منع وصول الإخوان للحكومة. سنفترض أن هذا مجرد
أعلم أن هناك من سيقول قد جمد المدعي العام أموال مبارك وعائلته اليوم، نعم ولكن لا ننسى أن التجميد الأرصدة لا يعني الإدانة، بل بداية التحقيق فقط والذي قد ينتهي لبراءة الذمة.
كما قد يقول البعض إن الوزارة الجديدة بها وزير يقال أنه قريب من الإخوان، نعم ولكن هذا أيضا قد يكون من محفزات التحرك الأوروبي.
لكن لو نظرنا بنوع من التمحيص لوجدنا الأتي. جيهان السادات وسوزان مبارك كلاهما كانا نصف مصري وأم بريطانية. - الرجاء مراجعة مقال الأستاذ مجدي حسن في هذا الصدد-
جمال مبارك عمل وتدرب في بريطانيا تحت رعاية أساطين الماسونية، وطبعا سوزان وأخيها منير ثابت يعدا من قادة الماسونية في الشرق الأوسط، بريطانيا هي المدرسة الأم التي يترشح منها دوما اسم الماسوني المعد كاسم لرئاسة مصر منذ أن اقترب أشرف مروان من السادات في ظل دعم جيهان والتي كان لها دورها في تعيين مبارك كنائب للسادات وقتها. سنفترض أن هذا مجرد مصادفة.
مات أشرف مروان في 2007 من نفس الشقة التي ألقيت منها سعاد حسني في 2001 و التي ألقي منها في 1973 اللواء الليثي ناصف قائد حرس السادات إثناء ثورة التصحيح ، مع العلم أن أشرف مروان كان عميل مذدوج للمخابرات ومن كبار تجار السلاح في الشرق الأوسط، وسعد حسني حين أعلنت نيتها في كتابة مذكراتها وهناك من يقول أن لها علاقات بالمخابرات، أعتقد أن هناك حلقة مخفية تربط الماسونية الصهيونية والاغتيالات، وبالأخص لإخفاء ما لا تحب المخابرات كشفه، ولهذه الحلقة دائما يؤسس لها في بريطانيا. سنفترض أن هذا مجرد
طبعا وبعد نشر بحث للدكتور أشرف شاهين الباحث المصري في القانون الدولي بسويسرا، عن علاقة مبارك في اغتيال السادات.
هنا يمكن أن نتخيل أن التأمر أمر قد مارسه مبارك منذ نعومة أظفاره. بل والفساد هو أسرة سوزان (و الجدير بالذكر أن مبارك عين أيضاً في واشنطن شقيق زوجته النصف بريطاني العميد طيار منير ثابت كمدير لمكتب مشتريات السلاح بالسفارة هناك. و كانت المباحث الفدرالية الأمريكية قد سربت لجريدة الواشنطن بوست بعد تولي مبارك الحكم معلومات مفادها أن منير ثابت يرتكب مخالفات مالية جسيمة بنقل الأسلحة الأمريكية التي تمولها الحكومة الأمريكية على سفن يمتلكها هو وصهره حسنى مبارك وشوقي يونس وغيرهم. وقد كفى مبارك على الخبر مجور و لم يأمر باجراء تحقيق ) وهذا جزئ من بحث الدكتور أشرف شاهين.
والجدير بالذكر هنا أيضا أن مبارك قبل تخليه عن السلطة تلقى دعوات للإقامة في دول خليجية بعضها لم يهنئ الشعب المصري على رحيل مبارك حتى اليوم. سنفترض أن هذا مجرد
أيضا مبارك قد أشيع أن جزئ كبير من ثروته كان عن طريق غسيل أموال بعض أمراء الخليج وقادة عسكرين في العراق من تهريب بترول العراق الغير شرعي. وهذا قد سربته صحف أمريكية وأوروبية.
هنا يمكن أن نعي لماذا تحرص بريطانيا وأمريكا على إغلاق ملفات فساد مبارك، فقد يكشف التحقيق في ثروات مبارك علاقات متشابكة بين عسكر أمريكان بل وقادة الحرب الأمريكية في العراق، وبعض العروش الخليجية، وكذلك صفقات سلاح قد تكون مشينة لسياسات دولية كبيرة، إذن فلم لا نحاول إغلاق الملف ونستر ما ترى المخابرات التي تتحرك دوما من بريطانيا كالعادة أنه واجب الستر.


الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

في المقهى


في المقهى

تساءل أكبرنا عمرا في هم واضح، ونبرة مكدودة وقال: هل لدي أحدكم تفسير لما يحدث في محمد محمود، أريحوني فأنا أكاد أنفجر غيظا من مسلك الثوار المنفلت ، وأبكي دما على دماء تضيع من أبناء الوطن سواء من الشباب أو الشرطة ، وهل نعامل شرطة مصر وكأنها جنود احتلال، أنا لم أعد أصدق في أكذوبة الطرف الثالث، التابع يتبع المتبوع ، فلو أنك تسير ومعك كلب في الطريق، لو عقرني كلبك سوف يحاسبك القانون.
فذكرته أن في ذروة مناخ الاستقطاب الذي واكب الانتخابات البرلمانية السابقة، سمعت وائل غنيم في أول لقاء لحركة مصرنا يقول، هناك من يحاول شيطنة الثورة والثوار، ليفقدهما الألق لدي الناس، ويفقدا المصداقية ، وهذا يؤدي لكفر الناس بالثورة؛ فيعطي فرصه للثورة المضادة لحشد مؤيدين قد يمكنوها من صياغة النظام القديم ، وكانت دعوة حركة مصرنا وقتها تدور حول دعوة الجميع لاستعادة الشكل الحضاري للفعاليات الثورية ، مع محاربة الخطاب الاستقطابي ، وخلق فعاليات حضارية تستوعب طاقة التعبير، والتغيير لدي الشباب.
كما ذكرته بأن الثورة واجهت تنين الثورة المضادة مرارا ، وفي كل مرة تخرج الثورة منتصرة بعد أن تسقط رأسا من رؤوس التنين ، وأن هذه الأزمات كانت عادة ما يصحبها احتراق أوراق حسبت وقتها في الصفوف الثوار، وظهر أنها أشد فلولية من الفلول فيما بعد، ونحن الأن نرى الفلول يعيدوا الكرة ، مستغلين حالة الاستقطاب، بل ويشعلون هذه الحالة، ويصبون البنزين على النار ، وهم يجمعون صفوفهم ، ويحشدون بقيادة مناصب قانونية لمحاولة إعداد لهجوم جديد، يجب أولا أن يشيطنوا الثورة ، وليزيد عدد الكافرين بها ، مع تفتيت جهد الثوار بشغلهم بحروب بينية تستهلك قوتهم فيما بينهم.
وهنا رد شاب كان علي الجانب الأخر من الجلسة، بحدة تشي بحماس الشباب، واندفاعه العفوي، وقال : هل نسينا أن الإخوان خطفوا الثورة ، وأنهم يوزعون الغاز الآن بالكوبونات في مقارات أحزابهم ، وأن أداءهم لا يمت للثورية في شيء.
فرد عليه الرجل الجالس بجانبه وهو يضع ذراعه حول كتفه وكأنه يحتوية ، وقال : أي خطاب يصب في مسار الاستقطاب غير مرغوب، كنا ننادي في الميدان- الشعب يريد، والشعب خط أحمر، وأيد واحدة، وعيش حرية عدالة اجتماعية-  هذه شعارات الثورة التي صنعت حشد، وصنعت أيدلوجية الميدان العابرة للأيدلوجيات، وأتصور أن كلمة الشعب يريد تعني ضرورة الانتصار للإرادة الشعبية الممثلة في الصناديق، والشعب خط أحمر تعلي قيمة الكرامة الإنسانية ، والكرامة الإنسانية لكي تتحقق يجب أن نمتنع جميعا عن التفكير في إقصاء فصيل ما ، لأن هذا الإبعاد سوف يفتح باب تجاوزات الأمن، وتزوير الانتخابات، وهي الأفات التي صاغت فساد النظام الفاسد السابق، أيد واحدة دعوة للتوحد على المتفق عليه، وهو المصلحة الوطنية ، وحين نحقق ما سبق سوف يأتي العيش والحرية والعدالة الإنسانية.
وهنا قال أكثرنا قربا من دوائر صناعة الأحداث: يجب أن نرى الصورة بشكل أكثر قربا، دائما في الحالات التي تحدث فيها أعمال عنف في الميادين ، يكون هناك فريقين بينهم استقطاب حاد، وعادة ما يندس بعض المأجورين لصالح الثورة المضادة في كلا الفريقين، ويجتهدوا في تقريب خطوط التماس، وعندها يكفي حجرا واحدا لينطلق من هنا أو هناك لتدور رحا المعارك، واستشهد بوقائع حدثت يوم جمعة الحساب، وذكر أنه تم القبض على بلطجية اعترفوا أن بعض قيادات الداخلية سلموهم أمولا، وطلبوا منهم الاندساس في صفوف الإخوان، وأخرين ليندسوا في صفوف التيار الشعبي، وأن هذه الاعترافات موثقة بمقاطع فيديو، وأن ما أشعل صدامات محمد محمود هذه الأيام هم مجموعات اندست في صفوف الشباب دعت لتقريب خطوط التماس، وأن بعضهم اعتلى مباني مجاورة، وألقى حجارة على الشرطة والمتظاهرين معا، ثم بعد أن بدأت المواجهات اختفوا. ثم عاد وأكد أن الأزمة خلفها بعض من لا يريدون النجاح للثورة، ويتواطئ معهم بعض قادة أمن الدولة السابق، وبعض رموز الثورة المضادة، واستشهد بوقائع كثيرة مثل أحداث عين شمس بين أنصار أبو اسماعيل والجيش ، وأحداث السفارة اليهودية ، وحتى موقعة الجمل، وقال كل هذه الأحداث قبض فيها على بلطجية أظهرتهم الفيديوهات ، ولكن لم نسمع عن تحقيقات جادة، أو وقائع تم حل لغزها، وهذا دليل تواطئ الداخلية أو على الأقل من يحمون الفساد فيها. كما ذكر واقعة حدثت في بدايات الثورة، حين علمت الشرطة بأن بعض عناصر السلطة في نظام المخلوع ، اجتمعوا مع أحد أبنائه، مع بعض أصحاب رؤوس الأموال، مع عدد من قيادات أمنية سابقة، مع 19 أمين شرطة، وتم ترتيب فعاليات الثورة المضادة وقتها، مع وضع ميزانية وصلت لثلاث ملاين جنية ، وهذا الاجتماع قد كشف وحقق فيه لكن لم نعد نسمع عنه شيء، وأن هذا يفسر الطرف الثالث الذي لو فقدنا الثقة فيه لشككنا في أنفسنا.
وهنا قال أحدنا أولا هم يكيدون؛ لكن النظام القديم جمع حوله الأغبياء؛ فدائما ما تفشل المكائد وترتد في أعتاقهم، وذكرنا بواقعة دعوة 24/8 للتظاهر وكيف فشلت وكيف ارتدت عليهم؛ بحل المجلس العسكري، والإقالات والتغيير في قيادات الجيش والمخابرات، وغلق الفراعين، وفتح ملفات فساد الممولين. وذكرنا بأن حالة الغبش في الرؤية، تسببت فيها بعض الأسماء التي حسبت على الثورة مثل ممدوح حمزة ومحمد أبو حامد، واستشهد بواقعة الخرطوشة التي رفعها أبو حامد في البرلمان، والتي شككت الإخوان في موقف المتظاهرين في محمد محمود، وجعلت دعم الإخوان يغيب عنهم، وهذا أوغر صدور شباب محمد محمود وقتها، وتسبب في انشقاق الصفوف، وتساءل هل ترى رفع الخرطوش الذي لم تضرب بعد، هل كان صدفة؟ أم مكيدة مدبرة لشق الصفوف؟ وأكد ضرورة مراجعة أفكارنا بهذا المنطق؛ للتخلص من غبش المشهد بعد أنقشاع الدخان، لإعادة صياغة مواقفنا لتكون أكثر انحيازا للثورة وأهدافها .


الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

شكرا لرصد، و للإعلام النظيف وصناعة التغيير


شكرا لرصد، و للإعلام النظيف وصناعة التغيير


حدث بالفعل
الأثنين 12/11/2012 م نشرت رصد فيديو عن تجارة المخدرات العلنية في قرية دروة أشمون منوفية.
الأربعاء 14/11/2012 م الساعة الرابعة فجرا – قامت قوة من أكثر من 20 عربة أمن، مع عدد من قيادات الداخلية، من مكافحة المخدرات، والبحث الجنائي، بالتنسيق بين محافظة القاهرة، والقليوبية، والمنوفية، بمداهمة القرية ، والقبض على أربعة من تجار المخدرات في القرية، وداهموا وفتشوا منازل المسجلين وهرب الباقين.
الخميس 15/11/2012م بعد العشاء هاجم بعض الخارجين عن القانون صاحب محل أدوات كهربائية هـ  ط  ع  ع،  وصاحب محل الحلاق ي ع ا م،  ظنا منهم أنهم ساعدوا في فضح المتهمين، والمشاركة في تسمية الأشخاص التي ظهرت صورهم بالفيديو، وأعتدوا عليهم بالضرب، وأطلقوا بعض الأعيرة النارية على  المحلات، حدث بعدها غضب شعبي، وتجمهروا ضد هذا الخروج عن القانون، وترويع الأمنين، وحضرت قوة كبيرة من الأمن، برفقة مدير أمن المنوفية، الذي صعد لمنزل المصاب ليطمئن عليه، فتجمهرت الأهالي الغاضبة، ورددوا هتافات تندد بالانفلات الأمني، وتقصير الشرطة في أداء مهامها، مما منع مدير الأمن من القدرة على مغادرة بيت المصاب لفترة، إلى أن هدأت الجماهير ، وتم مطاردة البلطجية. كما أمر مدير الأمن بتأمين قوة من الشرطة ترابط في المكان لتضمن عدم عودة الخارجين عن القانون، مع إزالة التعديات التي كانت تحوي أوكار بيع المخدرات، مع تأمين كمين ثابت على مدخل الكوبري القريب من مكان تصوير الفيديو.
الجمعة 16/11/2012 م بعد صلاة الجمعة، تحركت مسيرة من الجامع الشرقي بالقرية، لموضع عربات الشرطة التي رابطت في مدخل القرية عند الكوبري ، ورددوا شعارات تطالب الشرطة بالعودة للشارع، وتطالبها باستعادة الأمن ، وحماية  سمعة القرية، التي كانت تفخر بأنها قرية حفظة القرأن؛ حيث أنها قرية معروفة بالعدد الضخم للمقارئ، وعدد حفاظ القرآن بها، لكن في ظل الانفلات الأمني صارت وكرا لتجارة المخدرات العلنية.
الأثنين 19/11/2012  جاءت قوة من المحافظة لإزالة التعديات، وتنظيف مقلب القمامة القريب من مكان الحدث، وإزالة الأكشاك التي وضعها تجار المخدرات من المكان، وتمت الإزالة، ووضعت دورية ثابتة هناك لضمان تأمين عدم عودة المخالفات.
الثلاثاء 20/11/2012م حدثت مشادة، واشتباكات بالأيدي بين أربعة من راكبي الدرجات البخارية - الأغراب عن القرية - وبين أحد المارة ، انتهت باعتداء الأربعة علية بالسنج، والأسلحة البيضاء، وتركوة بين الحياة والموت عند مدخل القرية الجنوبي من ناحية الجسر، قام بعدها أهل القرية بمطاردة الجناة، وقبضوا على أحدهم، وسلموه للشرطة، وتم نقل المصاب الذي تبين أنه ليس من أهل القرية أيضا.

هذا ملخص أسبوع حافل في قرية مصرية، وكأن رصد ألقت بها حجرا؛ فتحركت المياة الراكة؛ فزال عنها العفن، بفضل مبادرة تحسب في رصيد المجتمع المدني ، والإعلام الجديد، فعَّلت بها الجهود التنفيذية بالمحافظة؛ لتتحرك بشكل إيجابي لإزالة الجريمة، وتحركت بعدها الشرطة الواعية لدورها؛ فحلت المشاكل بتعقل، وتجنبت التدخل العشوائي، والصدام مع الجماهير، المطالبة بحقوقها المشروعة في الأمن، وكل هذا المناخ الإيجابي أفرز سلوكا إيجابيا، وحراكا على الأرض لدي الجماهير، فكانت ردة الفعل الفعالة الضاغطة المؤكدة على الحقوق، ثم حين جاءت الاستجابة وأيقنوا من وفاء الشرطة بالعهود؛ كان رد فعلهم الراقي حين أنقذوا المصاب، وطاردوا المعتدين، وأمسكوا منهم واحد فلم يقتلوه، أو يمثلوا به، ويشعلوا في جثته النار، كما حدث في بعض الحالات ، لكن سلموه للشرطة التي استحقت الثقة عن استحقاق. فشكرا لرصد البناءة ، وشكرا للإعلام الفعال، وشكرا للمحافظ المتابع للنقد، وشكرا للقيادت والشرطية ولجنود الشرطة الوطنية التي بادرت للتحرك المدروس، واستوعبت غضب الجماهير المبرر، وشكرا لأهالي قرية دروة أشمون منوفية الأنقياء الأتقياء الذين دافعوا عن شرف قريتهم، ودافعوا عن حقهم في العيش النظيف الأمن.

بقلم / حازم كيوان

الأحد، 18 نوفمبر 2012

لكي نخرج من تجربة قطار أسيوط أفضل مما دخلناها


لكي نخرج من تجربة قطار أسيوط أفضل مما دخلناها

مع كامل اعترافي بمأساوية المشهد، ومع يقيني بأنه لا شيء يعدل مصاب أسره فقدت برعما في سن الزهور، ومع كامل إزعاني لكل من قال بسوء الإدارة، وتخلف سبل التدريب، والتأهيل، والمتابعة في مصر عامة، وفي هيئة سكة حديد الموت المصرية خاصة، و تضامنى الكامل مع كل من صرخ ولطم، وكل من صمت مشروخ الداخل، مجروح الدمعة، وكل من سخر ولطم ونبح وعوى، إلا أني أحترم المثل الانجليزي البارد الدم القائل: think positively  أو فكر بإيجابية.
 دعونا نعترف بأن ما حدث قد حدث، وبأن مصر فقدت 60 أو أقل قليلا أو أكثر قليلا من زهوزها البيضاء البضة، ولكي نفكر إيجابيا يجب أن نفكر كيف نمنع -هذا الذي كان- أن يتكرر في غدنا القادم لا محالة، وسواء حضرناه نحن أو حضره أولادنا فيجب أن يكون أفضل.
في تذاكر الطيران والنقل البحري يكون ملحق بالتذكرة ملحق خاص بالتعويضات عن الموت، والإصابة، وتلف الأمتعة، ولو ضغطت الآن المنظمات الحقوقية في سبيل إقرار هذه التعويضات في تذاكر القطارات لتغير الحال، فهذه التعويضات تكون أكبر جزاء لشركة سكة حديد مصر، وهذا سيلزم الشركة بعمل ما يلزم؛ لتتجنب الشركة الخسائر الناجمة عن التعويضات، نعم قد ترتفع قيمة التذكرة مقابل التأمين، ولكن هذا سيكون له دوره في تحسين الرقابة والمتابعة والتدريب والتأهيل وتحسن منظومة الجودة في مقابل الزيادة الطفيفة في قيمة التذكرة.
يجب أن نطرق الحديد وهو ساخن، قبل أن يأخذنا البكاء على اللبن المسكوب، ثم يبرد الزخم؛ وتقل فرصة تحقيق التطوير. 

السبت، 17 نوفمبر 2012

تفجير التأسيسية الأزمة والحل


تفجير التأسيسية الأزمة والحل

لن أتبنى نظرية المؤامرة في تفسير ما يحدث في التأسيسية، ولن أشكك في وطنية من يساهمون في صناعة الحدث، وأيضا لن أحاول دعم فصيل على آخر. لكني سأسعى لتحيل الأزمة بحياد، قدر ما أستطيع، وقراءة المشكلة بشكل عملي تحليلي، يسعى لصياغة حل.
هناك من يتبنى رؤية التسريع في مسار كتابة الدستور، ويبرر هذا بضرورة استكمال المرحلة الانتقالية، واستكمال مؤسسات الدولة من برلمان ومحليات، لضمان تمكين النظام من العمل بشكل سليم ومنتج، مع استكمال قدرة الدولة على صياغة نظام يكون له القدرة على جلب استثمارت خارجية تنتظر وضوح شكل الدستور القادم.
أما الفصيل الآخر فيرى مد المهلة للتأسيسية، حتى نخرج بدستور يليق بمصر الثورة، كما يشكك في قانونية التأسيسية، ويتهمها بعدم التوازن من حيث التمثيل، ويرى أيضا عوار في بعض الفقرات، وبالأخص الفقرة التي تخص صلاحيات الجيش، من حيث الميزانية وكيفية مناقشتها ، ونسبة التمثيل في مجلس الدفاع الوطني.
وللتوفيق بين الفصيلين أجد أن هناك حل، قد يكون غير تقليدي، لكنه قادر على صناعة حل ناجز في تصوري.
باختصار ينبني تصوري للحل على ركائز يجب توضيحها.
1-أن الثورة قامت لتعلي من قيمة الإرادة الشعبة، ويجب أن يقر الجميع بأن الشعب هو الحكم الوحيد القادر على حسم الخلاف.
2- لا يمكن للدولة الاستمرار في المرحلة الانتقالية إلى أن ينهي الفرقاء حل أزمة الدستور، لجدية الأسباب التي يراها الفريق الذي يريد التعجيل بكتابة الدستور، كما أن الفترة التي تمارس فيها الحكومة عملها بلا برلمان ومحليات فترة غير محايدة، بمعنى أن القصور في الأداء الحكومي يصب في مصلحة الخصوم السياسين، وهذا يجعلنا نضع بعين الاعتبار كون بعض المعطلين يستفيد بسحب البساط الانتخابي من تحت فصيل بما يمثل مصلحة انتخابية له.
3- أن الجدل حول التأسيسية الأولى والثانية؛ يمكن أن يتكرر في الثالثة والرابعة والخامسة؛ بما يدخلنا في دائرة مغلقة قد لا تنتهي، وأن بعض من يريد تبرير التعطيل؛ يضرب مثلا بكتابة دستور جنوب أفريقيا الذي أستمرت في كتابة الدستور سبع سنوات، على الرغم أن نفس من صدرت منه هذه المقولة كان يدافع سابقا عن فكرة "الدستور أولا" بأن مصر قادرة على كتابة دستور خلال شهر واحد؛ لأنها دولة عريقة في الحياة الدستورية، ولديها تراث وافر من الدساتير .
4- وأخيرا يجب أن ننتبه لخطورة غياب المؤسسة التشريعية ، التي يجب أن تقوم بدورها في تجريف التركة التشريعية المعيقة ، ويفسد حالة العدالة القانونية بالدولة، وأن عدم وجود المحليات؛ يغل ذراع الدولة التنفيذية عن الوصول للمواطن، الذي تتضاعف معاناته يوميا، وأن هذا الخلل يسمح للفلول بتجمع صفوفهم، وإعاقة التغيير على الأرض، والاستعداد لخوض انتخابات البرلمان القادم.
وبناء على ما سلف ، فتصوري للحل، هو أن يعقد الرئيس مرسي مؤتمر عاما، تدعى له كل القوى السياسية، والشرائح الوطنية ، ويعرض عليهم هذا الحل وبشكل معلن، و يعرضه عليهم في نقاط محددة وخريطة طريق للحل، ثم يمهلهم فترة محددة لتلقى الرد، وتتمثل مراحل هذه الخريطة في التالي:
1 – إعادة دستور 71 بشكل مؤقت لحين استكمال كتابة الدستور.
2 – الدعوة لإعادة تشكيل التأسيسة بالانتخاب الحر المباشر من درجة واحدة. وإعطاء مهلة جديدة ولتكن ستة أشهر، لصياغة دستور جديد، ولا مانع من الاستفادة مما تم إنجازه من مشروع الدستور الموجود، إذا رأت التأسيسية المنخبة هذا.
3 – الدعوة لانتخابات البرلمان ، ثم المحليات. على أن تتم هذه الانتخابات في ظل دستور 71، وخلال المهلة الجديدة لكتابة الدستور.
وهذا الحل أتصور أنه سيجعل القوى السياسية التي تتعلل بضعف التمثيل في التأسيسية الحالية توازن بجدية بين أختبار الصندوق ، ومزايا الوضع الحالي الغير مقنعة لهم.
كما ستتيح للحكومة الحالية بناء واستكمال مؤسسات الدولة بما يعينها على أداء دورها، بشكل يحل أزمة عدم حياد الفترة الحالية.
سيمكن المواطن من حسم أزمة التأسيسية بما، يمنع أي فرصة للحديث عن خلل التشكيل. ويحسم قضية ديكتاتوية الأغلبية أو الأقلية التي ستكون حجة المعطلين دوما.




الاثنين، 12 نوفمبر 2012

حركة الجبهة الشعبية "لائتلاف ضباط لكن شرفاء" السبل والأهداف






حركة الجبهة الشعبية "لائتلاف ضباط لكن شرفاء" السبل والأهداف

الجبهة ائتلاف مدني تضم في صفوفها كل الفصائل الثورية، تهدف لتكوين جماعة ضغط منظمة، تستفيد فيها من جهود كل الثوريون؛ لدعم وتفعيل مبادرة "شرطة لشعب مصر" ، وهي المبادرة التي تقدم بها ائتلاف ضباط لكن شرفاء؛ لهيكلة وإصلاح جهاز الشرطة ( للاطلاع على تفاصيل المبادرة تفاصيل المبادرة : https://www.facebook.com/groups/362860660463863/doc/364412130308716/)
ولكي نستطيع إنجاح المبادرة، نحتاج أن نقف جميعا على عدة نقاط.
أولا : يجب أن ندرك جميعا أنه مازالت هناك مسافة شاسعة بين ما تم من إصلاحات، أو حركات تنقل في صفوف جهاز الشرطة ، وبين ما تطالب به الثورة من إعادة هيكلة كاملة، وتغيير في العقيدة الشرطية، وطبيعة عمل الجهاز الشرطي، وآلية الممارسة، والمتابعة، والمحاسبة، والعقاب، فمن يطلع على المبادرة سيجد أنها السبيل الوحيد لصناعة جهاز شرطي مدني يصنع أمن حقيقي للمواطن والوطن. أما ما تم من إصلاح فلا يمثل غير تغيير وجوه؛ بينما البنية الأساسية للجهاز لم يطالها أي تغيير يرضي المواطن المصري.
ثانيا : يجب أن ندرك أن بقايا الدولة العميقة و العقيمة أيضا، وبقايا فساد العهد السابق، وفلول النظام وبلاطجته، وبعض قيادات الجهاز الشرطي، وجهاز أمن الدولة السابق،  كل هؤلاء يحاولوا جاهدين من أجل تجميد الوضع الراهن  كمرحلة مؤقته تمهيدا لعودة الوضع القديم، وهذا من خلال صناعة حالة الاستقطاب السياسي؛ لينشغل الفرقاء السياسيين بحربهم مع بعض؛ بينما يقف الخصم المتربص بالجميع ينتظر حتى يشوه كل فصيل في خصومة ، ويفقد الكل مصداقيتهم أمام المواطن الفقير، حتى يكفر الجميع بالثورة، ثم يجهز هو على من بقى منهم؟ وأذكر هنا أني لاحظت بعض الناس على صفحتي مندفعين وسبابين – وحين رجعت في صفحاتهم للخلف، وجدتهم إما من أبناء مبارك، أو الأسفين يا ريس، أو الشفشقيون، يضعون صور البروفيل للبرادعي أو مرسي أو صباحي و يشعلوها نارا بين الجميع، فجمعت عدد من هذه الأمثلة ووضعتها في مشاركة حذرت فيه من ابتلعوا الطعم بحماس الشباب.
ثالثا: وأخيرا أحب أن أذكر بأمر أراه جلل، وهو أن معسكر الفلول قد تلقى ضربات موجعة وبشكل متوالي ، بداية من سقوط شفيق، ثم وفاة عمر سليمان، ثم غلق الفراعين، ثم فشل الحشد في تظاهرات 24/8 وإقالة العسكر، وهذا أضعفهم وقتها كثيرا، إلا أن حالة الاستقطاب، وارتعاشة يد الرئيس مرسي، وانكشاف ظهر الثورة لفترة، وخروج بعض عناصر النظام من السجون، ومحاولة الحشد ضدد تأسيسية الدستور، وبطئ الإيقاع الثوري للقرارات، كل هذه الأسباب مجتمعة سمحت لمعسكر الفلول أن يعيد تشكيل صفوفه، وكانت هزيمة الرئاسة في مواجهة النائب العام أكبر دليل على ما أقول.
ولهذا ولكي نستعيد الزخم، ونحيي مبادرة "شرطة لشعب مصر" ونضغط في سبيل تنفيذها وتفعيلها، علينا أن نتفق على مسار إحياء الروح الثورية، فلا أرى سبيلا غيره لاستكمال الثورة؛ والتي أراها مازالت مستمرة لعدم استكمال الأهداف. علينا أن ننسى حالة الاستقطاب، وليخلع كل منا أيدلوجياته وقناعاته قبل الولوج لساحة عمل الجبهة، ولنتجنب النتابذ والتلاسن،  ولنتجنب أي مشاركة تصب في توسيع هوة الاستقطاب المقيت، والحرص على موضوعية النقد، وفرز اللغة لصالح التعقل، ولنسعى بكل حرصنا على إنجاح ثورتنا، وتحقيق أهدافها لرتق الصدع، وتوحيد الصف، علينا أن نعي أن كل من كانوا بالميدان يحبون هذا البلد مثلنا، وأنهم جميعا يشكلون المجال الحيوي الذي يجب أن نتحرك فيه ونتواصل معه، بل ونفعل طاقاته لخدمة تعظيم قدرة الجبهة الضاغطة في مسار تحقيق الأهداف، ولنضع نصب أعيننا أن عداءنا الحقيقي مع فساد جهاز الشرطة ومن يدعمونه من فلول النظام السابق، ولنستعد شعارت الميدان ( إيد واحدة ، والشعب خط أحمر ، والشعب يريد، عيش حرية عدالة اجتماعية) من خلال ممارسات تصب في معاني توحيد الصف، واحترام قيمة الكرامة الإنسانية ، واحترام مقاصد الإرادة الشعبية ومراميها، حتى نستطيع الدخول لمصر الجديدة التي توفر العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لشعبها.

الأحد، 11 نوفمبر 2012

يوميات مشاغب 6- انتخابات برلمان 2000



يوميات مشاغب 6- انتخابات برلمان 2000

قبل انتخابات برلمان 2000 بثلاث أسابيع؛ الشرطة اعتقلتني، وغيري ورمتنا في معسكر قوى الأمن في مدينة بنها، حتى تمت الانتخابات، كانت غرفة السجن بالمعسكر لا تزيد مساحتها عن 70 متر مربع ، وعددنا يفوق المئتين، مزودة بحمام واحد للاستحمام ، ودورة مياة واحدة ، وحوض واحد لغسيل الوجه، فكنا نقف بالطابور من بعد صلاة العشاء؛ لندرك الوضوء قبل الفجر، كنا ننام مثل أصابع المحشي في الحلة ، كل ينام على جنبة خِلِف خلاف فوجهك في قدم من يليك ، وقدمك في وجه من تليه.
كان بيننا أطفال في الإعدادي جلبوهم حفاة - يعلم الله - عندما لم يجدوا والدهم، وكنا نقضي الليل نلاعبهم؛ حتى نلهيهم عن البكاء؛ لكي لا يوقظوا من نام.
بعضنا جُلبوا من الشارع ليس معهم إثبات شخصية، أو مال، أو ملابس للغيار، وكنت أنا من هذا الفصيل يومها، فليلتها اتصلت بي زوجتي وكنت في زيارة عائلية، وأخبرتني أن الشرطة يفتشون البيت، ويبحثون عني، وحين وصلت للشارع لم يعطوني فرصة لجلب أغراضي؛ بل دفعوني داخل عربة ميكروباس، طبعا اغتصبوها بسائقها لهذا الغرض.
جمعنا رجال أمن الدولة من الميكروباسات - كلنا معصوب الأعين - في مرور شبرا الخيمة، وأعطونا طريحة التكدير المعتادة، ثم حشرونا في عربات الأمن الزرقاء المقيتة، وتركونا حتى اكتملت الأعداد، وبدأ نور الفجر يظهر، تحركت بنا العربات ، و حين تحركنا؛ بدأنا نرفع العصابة عنا، وعلمنا أننا في مدخل بنها ، وأن الوجهة، معسكر الأمن ، فاستبشرنا لأن هذا يعني أن المدة لن تطول ، لأنه غير معد لاستقبال المساجين بشكل رسمي.
وحين وصلنا للمعسكر، طبعا كلنا أعاد العصابة على عينه قبل النزول، تجنبا لليد الغليظة، ساقونا للمحبس بالسياط كالعادة، لكن بعد أن دخلنا للزنزانة سمعت صوت من يأمر الجنود بعدم ضربنا، وانصرف الجميع ، وسمعنا صوت الباب الحديد بترباسه الصلب الثقيل.  
رغم كل هذا العنت ، إلا أن الله قيض لنا رجلا من رجال الشرطة الشرفاء، لن أنساه ما حييت، لن أذكر اسمه حتى أستأذنه في ذلك، أكرم ضيافتنا بكرم من رضع من نيلها، فلم نشتكي من نقص في الطعام، أو الشراب، حتى الشاي، كان يرسل الجنود بالشاي وكأننا في فندق.
كان يزورنا مرات ويعتذر لنا، ويقول أعلم أنكم أنظف ألف مرة ممن جلبوكم هنا، إلا أنها أحوال البلد المقلوبة فاعذروني،  طلب يعضنا أن يشتري أدوية ، وبعضنا كان يحتاج لغيارات أو ترنجات للنوم، وبعضنا طلب أن يتصل بأهله لأنهم لا يعلمون باعتقالة، فأرسل من الجنود من اشترى الأدوية ، والملابس، ووعد من أراد أن يتصل بأهله أنه سيبلغهم بالأمر، ووفى، حين شكونا من ضيق المكان وضعف التهوية ، ترك لنا مساحة التريض مفتوحة على الزنزانة حتى يسهل تدبير مكان للنوم، وتتحسن التهوية.
انتهت الانتخابات ، وجاءت الأوامر بالإفراج، وقف على باب السجن يودعنا، ويعتذر عن خطأ لا يتحمل هو مسؤليته بالقطع، يومها لم أملك نفسي وأنا أصافحة ، فبكيت واحتضنته ودعوت له، وقلت أتمنى أن تزورني يوما في القناطر؛ واعلم أن لك شقيق هناك. هو طبعا لم يفعلها، ولم أتصور أن يزورني فعلا، لكني أحسست أن هذا واجبي أن أشعره أننا جميعا نقدر موقفه النبيل. 

دعوة للجبهه الشعبيه لائتلاف ضباط لكن شرفاء أن تتبنى حملة تكريم رجال الشرطة الشرفاء



دعوة للجبهه الشعبيه لائتلاف ضباط لكن شرفاء أن تتبنى حملة تكريم رجال الشرطة الشرفاء
كلنا قابل في حياته رجال شرطةشرفاء؛ تركوا في نفوسنا ذكريات عطرة، وخطُّوا صفحات بيضاء في تاريخ جهاز الشرطة، نعم كان الجهاز يغلب عليه الفساد، وكلنا نالته أيادي الشرطة الفاسدة الغليظة يوما بالأذى ، إلا أنه من الواجب علينا جميعا أن نقر ونقرر أن منهم من قبض مثلنا على الجمر، وظلت مصر في قلبه نورا يحمية من فساد الطريق، بعضهم ذاق الأمرين، وناله العقاب، والإبعاد، والحصار، ورغم هذا رفض - في ظروف بالغة الدقة - أن يبع دينه ووطنه.
هؤلاء هم من نعول عليهم في صياغة التغيير المرتقب في جهاز الشرطة ، وهم وحدهم القادرون على صياغة حلم الشرطة النظيفة، وهم من يجب أن تؤول لهم مقاليد الأمر في الشرطة، لهذا فأنا أقدم دعوتي للجميع ، أن نضع لوحة للشرف، نزينها جميعا بأسماء من نعرفهم من رجال الشرطة النبلاء. من كانت لنا معهم مواقف نبيلة، ومن نعلم عنهم طيب السيرة والسريرة.
وكل منا له أن يرشح من يريد من هؤلاء الشرفاء ليكون ما سنصنعه له من تكريم - وأعلم أنه أقل مما يستحقون - مبادرة متواضعة منا للاعتراف لهم بالجميل.
المبادرة تهدف للتعريف بهؤلاء، وتكريمهم، والسعي للتواصل معهم، والاستفادة منهم، وتعريفهم بأهداف الجبهة، وتفعيل دورهم في دعم أهدافها في صناعة شرطة تليق بمصر.
نسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم ، وأن يستخدمنا لصالح هذا الوطن ورفعته، وأن يجعله في ميزان كل من يسهم فيه . 


السبت، 10 نوفمبر 2012

خلايا ضوئية دوارة مخروطية الشكل إنتاج v3solar





 خلايا ضوئية دوارة مخروطية الشكل إنتاج v3solar 


طورت شركة v3solar   خلايا مخروطية تستطيع توليد 20 ضعف من الكهرباء مقارنة بمثيلاتها المسطحة.
باستخدام دوائر عدسات مُرَكِزة ومخاريط تفاعلية، المشروع يدمج عدستان على شكل قمع مصنوعات من المئات من الخلايا الضوء- فولتية المثلثة، التي تجمع الضوء بانتظام في الأسطح الدوارة
العدسات الخارجية الساكنة و المعزولة تتكون من عدسات متداخلة الترتيب مع عدسات أنبوبية موزعة بشكل متساوي حول السطح الخارجي، وهذا يخلصنا من مشكلة الحرارة الزائدة المصاحبة للأنظمة الثابتة التي تستخدم العدسات والمرايا
معدل الإضاءة للنظام التفاعلي يجمع المزيد من الطاقة للخلايا الضوئية نتيجة لزيادة الحركة المتولدة في الإلكترونات؛ وعلى هذا فمزيد من الطاقة الكهربائية تتولد مع زيادة تجميع الضوء وبدون تحريك للخلايا كما يحدث مع الخلايا المسطحة وهو ما يعني حصاد أوفر من الكهرباء بالقطع؛ وزيادة الإنتاجية.

رابط الفيديو
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Kff1FzCej4w#!

رابط المصدر
http://www.stumbleupon.com/su/58f188/www.designboom.com/weblog/cat/8/view/14508/mit-soft-rocker-solar-powered-sun-lounger.html/










أقتراح بمشروع لتعظيم الاستفادة من حدائق الميادين


أقتراح بمشروع  لتعظيم الاستفادة من حدائق الميادين

يمكن تطبيق فكرة المقاعد ذات الخلايا الكهروضوئية في عمل أماكن للجلوس في الحدائق العامة والميادين ولا يشترط طبعا أن يكون المقعد بهذا الشكل الموجود بالصور ، بل يمكن عمل مقاعد فردية وجلسات تتكون من أكثر من مقعد ويمكن تركيب الخلايا الضوئية على سقف عريشة تشبه الشماسي تظل جلسات بها من خمس أو ست مقاعد، ويمكن بناء أكشاك لعمل القهوة والشاي وتأجيرها بمناقصات للشباب مع اشتراط أن لا تزيد أسعار الخدمات عن الأسعار العادية .



http://www.stumbleupon.com/su/58f188/www.designboom.com/weblog/cat/8/view/14508/mit-soft-rocker-solar-powered-sun-lounger.html/

رابط يوضح مواصفا مقاعد الخلايا الكهروضوئية

الأهداف العامة للمشروع:

توفير ملتقى عام في كل ميدان بشكل جمالي ، مع خلق فرص عمل للشباب، وجلب عوائد للدولة، صناعة واجات حضارية بتوفير مكتبات عامة وسوق لبيع الكتب المستعملة ، بما يسهم في خلق بيئة نشر للمعرفة والثقافة، عمل منتديات للشباب والفنانين في كل الميدان، تسهيل سبل الاستفادة من التكنولوجيا ونشر تجارب الاستفادة من الطاقة المتجددة بما قد يسهم في نشر التجربة على المستوى العام والتعريف بها.

التكلفة :

تكلفة إنشاء كل مشروع  محدودة جدا، فالمقاعد يمكن صناعتها بشكل أقتصادي بكميات كبيرة وتعميم النموذج على كل الميادين بما يوفر من تكلفة المشروع، والخلايا الضوية كذلك، وكشك المقهي ، ولن تزيد تكلفة تأسيس كل حديقة عن 30 ألف جنية ، طبعا التكلفة تتحدد على أساس المساحة ، وعدد المقاعد التي يمكن أن يشملها المشروع، وأعتقد أن القيمة الإيجارية للمقهى ستغطي تكلفة إنشاء المشروع في أقل من سنة.

العوائد من المشروع:

1.      مثل هذه الأكشاك ستوفر فرص عمل للشباب فعلى الأقل سيعمل المشروع 18 ساعة يويما أي وريتين أو ثلاثة ، ستحتاج كل وردية من أثنين إلى ثلاثة لتشغيلها ، بما يعني خلق من 6 إلى 9 فرص عمل في كل حديقة.
2.      الدخل العائد من مناقصات الأكشاك سيضاف لخزانة الدولة ، ويمكن تأجيرها بعقود سنوية حتى تسمح بزيادة القيمة الإيجارية بما يتناسب مع معدلات تشغيل كل كشك.
3.      ستوفر شكل جمالي وإضاءة جمالية للميادين، بشكل صديق للبيئة . وبلا تكلفة تشغيلية.
4.      ستوفر أماكن شحن الموبيل أو الحواسيب المحمولة والكاميرات للجمهور، ويمكن تزويدها بإنترنت لاسلكي من خلال أطباق ساتلايت .
5.      توفر أماكن مناسبة الأسعار لعقد الاجتماعات السريعة واللقائات وأماكن للمذاكرة للشباب.
6.      يمكن تزويدها بأكشاك صغيرة لبيع الكتب المستعمل وبمكتبات عامة صغيرة.


الجمعة، 9 نوفمبر 2012

مقعد يخزن طاقة الشمس ويضيء مساءً ويشحن الموبيل والأب توب






فكرة جميلة – أبدعها طلاب الهندسة المعمارية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بقيادة البروفيسور شيلا كينيدي،عبارة عن مقعد للأماكن المفتوحة العامة، يوفر الاسترخاء ويمكنك من شحن أجهزتك الكهربائية، كالموبيل والكمبيوتر المحمول، مزود بخلايا كهروضوئية ، ومجارج لمقابس الشحن وبطارية 12 أمبير تخزن ضوء النهار ليستخدم في إنارة المقعد ليلا
المصدر

الخميس، 8 نوفمبر 2012

يوميات مشاغب - 5 أحب مشاغباتي لقلبي


يوميات مشاغب - 5 أحب مشاغباتي لقلبي

في العام الدراسي 85/86 الذي تخرجت فيه ، حاولت الجامعة ممارسة النصب على الطلاب، كانت الدولة تصرف للطلاب إعانة دعم الكتاب الجامعي - بشرائح تبدأ من 85 إلى 150 جنية - حسب المرحلة الدراسية ، وطبعا هذه المنحة كانت تتأخر لقرب نصف العام الدراسي كل عام، وكنا نصرفها نقدا في السنوات السابقة، لكن في هذه السنة قررت إدارة الجامعة عمل نظام غريب، حيث قررت أن يقوم الطالب بحجز الكتب من إدارة الكلية التابع لها في حدود المبلغ المخصص له، وتقوم بعدها الكلية بشراء الكتب وتسليمها للطلاب، قد يبدوا النظام مقبولا، ومنصفا في الظاهر، لكن إذا علمنا أن هذا الكلام قد تقرر بعد مرور نصف العام تقريبا ؛ أي أن كل طالب قد اشترى الكتب فعلا من ماله الخاص ، وهذا يعني إما أن أشتري الكتاب مرتين من قبيل خلصان الحق ، أو تضيع علينا المنحة. دماغي سخنت كالعادة، وطقت في رأس فكرة مشاغبة أتندر بها حتى اليوم.
بعد إحدى المحاضرات، انتظرت حتى انصرف الدكتور، ونزلت على البنش وتكلمت ، حكيت الموضوع للزملاء ، وقلت لدي حل أريد طرحه عليكم، من بقي له كتب لم يشتريها يسجلها لدي الإدارة ، ويحسب ما تبقى له من المنحة، ومن اشترى كامل كتبة يستعوض ربنا فيها ، لكن لنحرمهم من سرقتنا - عيني عينك -  لدي أقتراح أن يتبرع كل طالب بمنحته، أو ما تبقى منها لسداد ديون مصر، وسوف تمر عليكم ورقه كل طالب يكتب ما تبقى له من مال المنحة، ويوقع عليه ويسجل بياناته ، وهذه الفكرة سنعممها على باقي الكليات بالجامعة ، وستكون ضمان لعدم ترك أموالنا للنهب.
أعجبت الفكرة زملاء الدفعة ، وأنتشرت في الجامعة كالبرق، وصرت أتلقى يوميا تبرعات بالملايين.
طلاب صيدلة الزقازيق كلهم في هذا العام لم يكن عددهم يزيد عن الألف وثلاثمائة طالب في كل المراحل ، إلا أن كليات مثل أداب وتجارة وحقوق، كانت تزيد عن الثلاثمائة ألف مجتمة، ولو فرضنا أن متوسط ما كان يتبرع به الطالب وقتها 80 جنية ؛ قولوا معايا واوووو
المهم بدأنا جمع أوراق التنازل عن المنحة من باقي الكليات، وبدأت سيرتنا تنتشر والريحة وصلت للكبار ، بعدها لقيت إدارة الكلية تستدعيني ، وأخبروني أن ما أفعله مخالف، وأن هذا يعرضني للعقاب، وأن إدارة الجامعة تخبرني بضرورة الكف عن هذا المسار، وأني مطلوب للتحقيق في إدارة الجامعة؛ إن رفضت تناسي الموضوع.
فقلت ببساطة عايز أقابل مدير الجامعة، وتحدد لي موعد، رحت قابلت سكرتير مدير الجامعة، وكان الخطاب أحادي الجانب، حيث طلب مني بحزم أن أسمع ولا أفتح فمي بكلمة، وبأسلوب العصى والجزرة أفهمني أن ما أحاول فعله كلام فاضي ، ولعب عيال، وأنه كان يجب علي أولا أن أسأل هل هذا مسموح به أم لا، وأن الجامعة وضعت النظام لصالح الطلاب، وأن تبرعنا هذا قد يجعل الدولة تلغي المنحة تماما في السنوات القادمة، طبعا كنت باسمع الكلام ودمي محروق، وفي النهاية قلت أريد مقابلة رئيس الجامعة ، فكلام سعادتك مع احترامي لشخصكم الكريم لم يقنعني، أحمر وجه الرجل، وكاد أن يقف ليشير كما يحدث في الأفلام ويقول: أخرج برة يا كلب يا واطي، لكنه عاد وابتلع ريقه بغل وقال أنت مين عشان تقابل مدير الجامعة؟ قلت أنا طالب في الجامعة التي يديرها سعادته، وعندها قام الرجل بغضب وطردني من مكتبه فعلا؛ لكن بصراحة مقلش يا واطي.
عدت للكلية وكانت الدنيا كلها مقلوبة هناك، أستدعوني وأخبروني أن إدارة الجامعة سوف تتخذ معي إجراءات كذا وكذا ، يعني تقريبا هايقلبوني قرد، طبعا دماغي كانت سخنة جاهزة من ساعة ما طردني الرجل. وعينك ما تشوف إلا النور.
نزلت القاهرة وقد سجلت الحكاية بالتفصيل في مذكرة ، وعلى أخبار اليوم؛ وقتها كان المرحوم جلال الدين الحمماصي يكتب يوميا عن حملته للتبرع لسداد ديون مصر، وطلبت لقاء الرجل فتفضل وقابلني ، وحكيت له الحكاية وتاني يوم نزل خبر في الأخبار عن التجربة الجميلة لطلاب جامعة الزقازيق لسداد ديون مصر. ولم يذكر شيء طبعا عن موقف الجامعة على أساس أن النشر سيورطهم.
ورجعت بعدها للكلية ، دخلت وكأني ملك متوج، لم يستطع أي أحد من الإدارة بعدها فتح الموضوع معي، وبدأت أخبار اليوم تتابع أخبار حملتي ولسعت الجامعة كلها قلم ظلت سيرته تلاحقني حتى تخرجت.

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

يوميات مشاغب : دور شطرنج


يوميات مشاغب : دور شطرنج

كان لي زميل من أهل الزقازيق اسمه ابراهيم الله يمسية بالخير كان صاحب اقذر لسان عرفته في الحياتي، وكانت خفة ظله، ولسانه الطويل، وضحكته الرنانة التي تسبق حضوره دائما مما يخفف علينا عناء الدراسة ، خرجنا شلة لنجلس على مقهى السنترال -على ما أذكر - في وسط الزقازيق ، طلبنا الشطرنج، وبدأنا سهرتنا، وكالعادة تجمع حولنا المتابعين، ولا أذكر من فاز ومن هزم؛ فكنا عادة ما تدور علينا الدوائر، لكن يومها ابراهيم لم يكن على عادته، كان قلقا ومهموما ، تركنا الباقين حول رقعة الشطرنج، وسحبنا مقعدين وخرجنا على باب المقهي في الهواء بعيدا عن ضجيج المقهى وصوت الست، سألته ماذا بك، فرد أمن الدولة أخذ أبي أمس، فقلت ببساطة عادي ، أنت أبوك متعود، فرد ماشي يا سيدي بس البيت مافيهوش مليم خدوا الراجل بمحفظته.
أبو ابراهيم كان من الإخوان القدامى ، وظل مختفيا في مقبرة طوال عهد عبد الناصر تقريبا، فقد كان من المطلوبين من عام 54 وظل هاربا، ودوخ الشرطة عقدين من الزمن، ولم يمسكوه أبدا، والأدهي من ذلك أن ابراهيم وأخوته جميعا قد جائوا في أثناء فترة هروبه، فكان الحمل دائما يأتي صفعة على وجه الأمن ليؤكد بقاء الرجل الذي تدعي الشرطة هربه خارج مصر. رغم كل هذا كان ابراهيم أفسد الشلة وأكثرنا وقاحة ، كنت أحبه لخفة دمه، وكان دائم الخلاف مع أبيه، وكثيرا ما ترك البيت وجاء ليقيم معنا نحن المغتربين بالأسابيع، وكنا في النهاية نتوسط للصلح بينه وبين أبيه حين تكثر المراسيل من أمه تسأل عنه، بصراحة كنت أحب عودته للبيت لأتخلص من رائحة شرابه العفنة، وبعد أن سافرت للسعودية وتزوجت فوجئت بتليفون على الصيدلية وصوت يقول: عليَّ الطلاق أمك لسة بنت.
فأجبته كعادتي فينك يا بن.....
أنا مندوب دعاية في شركة .... وعرفت أنك في منطقتي وقريبا ستجدني عندك بس خليك حلو ورجعني بطلبية كبيرة.
وحين جاءني ابراهيم كانت لحيته تغطي نصف صدره، ويده فيها السيجارة كالعادة ، ولسانة نظف كثيرا لكنه لسه محتفظ ببعض رونقه القذر، وعلمت أنه سيتزوج قريبا. بعدها عدت لمصر وانقطعت أخباره.
على فكرة.. لم نترك ابراهيم ليلة القهوة يعود للبيت إلا بعد أن جمعنا له 10 جنيهات وضعناها في يده حتى يعود والده، وكانت العشرة جنية تكفي وقتها البيت لمدة أسبوع كامل تقريبا.